واشنطن - وكالات - أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مساء أمس، محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في البيت الأبيض، في لقاء استثنائي هو الأول للرئيس الاميركي مع مسؤول روسي رفيع المستوى، منذ توليه منصبه في يناير الماضي.وتناولت المحادثات العلاقات الثنائية بين البلدين، وملفي سورية وأوكرانيا الى جانب التحضير للقاء مرتقب بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.وذكر البيت الأبيض أن ترامب أكد، خلال اللقاء مع لافروف، ضرورة العمل لإنهاء الصراع في سورية، وطالب روسيا بـ «كبح جماح» نظام الرئيس بشار الأسد وإيران ووكلائها.واضاف في بيان ان «الرئيس ترامب شدد على الحاجة الى العمل معاً من أجل إنهاء النزاع في سورية ولا سيما التشديد على احتواء روسيا لنظام الأسد وإيران ووكلاء إيران».وفي تصريحات صحافية، وصف ترامب اللقاء بأنه كان «جيداً جداً»، علماً أنها المرة الاولى التي يستقبل فيها مسؤولاً روسياً بهذا المستوى، في الوقت الذي تمر فيه العلاقات بين البلدين بفترة توتر شديد. ومن النادر أن يستقبل الرئيس الاميركي في المكتب البيضوي وزير خارجية، أو أي مسؤول من غير قادة الدول والحكومات.وقال «أعتقد أننا سنقوم بأشياء جيدة جداً بشأن سورية، الامور تتحرك، هذا ايجابي جداً»، مشدداً على أن «الكل يعمل من أجل وقف القتل المروع في سورية».وجاءت تصريحات ترامب في حضور وزير الخارجية الاميركي الاسبق هنري كيسنجر (93 عاماً)، الذي استقبله في البيت الأبيض عقب اللقاء مع لافروف.من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي إن ترامب عبر عن تأييده لإقامة علاقات مع روسيا «براغماتية» و»مفيدة للطرفين».وفي مؤتمر صحافي إثر الاجتماع مع ترامب الذي سبقه اجتماع مع وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون، اعتبر لافروف أن الاتهامات لبلاده بالتدخل في السياسة الداخلية الاميركية، هي «من نسج الخيال».وفي الشأن السوري، أعلن أن روسيا والولايات المتحدة «مستعدتان للتعاون في إنشاء مناطق خفض التصعيد»، وأنه «تمت مناقشة آليات هذا التعاون».وأشار إلى أن محادثاته مع مسؤولي إدارة ترامب جعلته يدرك أنهم رجال أفعال يريدون عقد الصفقات وحل الأزمات، لافتاً إلى أنها لم تتطرق لموضوع العقوبات الأميركية المفروضة على بلاده بسبب النزاع في أوكرانيا.وقال «اقتنعت مجدداً اليوم بأن إدارة ترامب والرئيس نفسه ووزير الخارجية رجال أفعال»، مضيفاً إن مسؤولي الإدارة «يريدون التوصل لاتفاقات ليس من أجل التباهي بإنجازاتهم في ما يتعلق بالميول الفكرية بل يريدون التوصل لاتفاقات في سبيل حل قضايا محددة».وتزامنت زيارة لافروف إلى العاصمة الأميركية، وهي الأولى لمسؤول روسي منذ أغسطس 2013، مع أجواء سياسية متوترة في واشنطن غداة اقالة مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي (اف بي آي) جيمس كومي بشكل مفاجىء فيما كانت أجهزته تحقق في وجود روابط محتملة بين اوساط ترامب وروسيا خلال حملة الانتخابات الرئاسية العام 2016.ورداً على سؤال بشأن ما اذا كانت قضية كومي ستلقي بثقلها على اللقاء، قال لافروف بسخرية في تصريحات للصحافيين قبيل بدء اللقاء مع تيلرسون، «هل تمت إقالته؟ أنتم تمزحون».
مشاركة :