دبي: نادية سلطان يواصل برنامج تخفيف مدد الأحكام الصادرة لنزلاء المؤسسات العقابية في شرطة دبي مقابل حفظ أجزاء من القرآن الكريم والذي تنفذه وتشرف عليه جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، إنجازاته للعام الخامس عشر على التوالي، حيث استفاد من البرنامج مئات الآلاف من النزلاء بتخفيض محكوميتهم لمدد مختلفة، وأفرج عن الكثير منهم.وأكد المستشار إبراهيم بوملحة رئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي للقرآن الكريم أن برنامج تحفيظ القرآن الكريم بالمؤسسات العقابية في شرطة دبي، والذي تفردت به إمارة دبي خلال الأعوام الماضية، ونقلته عدة دول لتطبيقه يعد أحد فروع الجائزة الثلاثة عشر، لافتاً الى أن هذا البرنامج يقوم على تحفيز نزلاء المؤسسات العقابية على شغل أوقاتهم في حفظ كتاب الله، والاستفادة من تخفيض مدد العقوبة المحكومين بها في كل القضايا ماعدا جرائم القتل. وأشار بوملحة الى أن البرنامج أيضاً وفّر محفظين للقرآن الكريم من الجهات المختصة في بداية إطلاقه، والآن يقوم باعتماد عدد من النزلاء ذاتهم ليكونوا محفّظين لزملائهم مقابل راتب شهري بعد اختبارهم وإجازتهم من الجهات المسؤولة، وخاصة من بين من أتموا حفظ القرآن كاملاً، لافتاً أن هناك نزيلين من المحكومين بمدد طويلة يعملان الآن محفظين للقرآن في سجن الرجال، ومعهما مساعدان أيضاً، وكذلك توجد نزيلتان تعملان في تحفيظ القرآن في سجن النساء من بينهن واحدة أنهت عقوبتها، إلاّ أنها لا تزال تعمل في تحفيظ النزيلات.وأشار المستشار بوملحة الى أن آخر مجموعة استفادت من النظام كانت قوامها 93 نزيلاً ونزيلة، من بين 116 نزيلاً ونزيلة تقدموا للاختبارات خلال الفترة الأولى من العام الجاري، من بينهم نزيل واحد حصل على تخفيض عقوبته لمدة 20 عاماً لحفظه القرآن كاملاً، كما حصل 5 نزلاء على تخفيض محكوميتهم 15 عاماً لحفظهم 20 جزءاً من القرآن الكريم، و11 نزيلاً ونزيلة حصلوا على تخفيض المحكومية 10 سنوات لحفظهم 15 جزءاً من القرآن الكريم، و25 نزيلاً ونزيلة حصلوا على تخفيض في المحكومية 5 سنوات لحفظهم 10 أجزاء من القرآن، وحصل 19 نزيلاً ونزيلة على تخفيض الحكم لمدة سنة لحفظهم 5 أجزاء، و32 نزيلاً ونزيلة خفضت أحكامهم لمدة 6 أشهر لحفظهم 3 أجزاء من القرآن الكريم.ولفت بوملحة إلى أنه كل ثلاثة أشهر يتم تخريج مجموعة من الحفظة حيث يقسم النظام السنة إلى أربع فترات، كل فترة ثلاثة أشهر يتم خلالها القيام بالتحفيظ للنزلاء من البداية ثم يتدرجون وفقاً لمقدرتهم في الحفظ.وأضاف أن برنامج التحفيظ للقرآن الكريم في المؤسسات العقابية يعدّ من البرامج الإصلاحية والتهذيبية ويصب في إطار أهم أهداف الإصلاح في المؤسسة، لافتاً أن شغل أوقات النزلاء في حفظ كتاب الله يغير من سلوكياتهم إلى الأفضل، ويقلل من نسب العود إلى ارتكاب الجريمة وهو ما أكدته الدراسات التي قامت بها المؤسسات العقابية في دبي، إضافة إلى أن حفظ القرآن هو هدوء للنفس، وبالتالي يقلل من نسب أعمال الشغب، والاعتداءات التي كانت تقع بين النزلاء بشكل ملحوظ، مما أسهم في جعل المؤسسات العقابية في دبي، من أرقى المؤسسات على مستوى العالم.وذكر أنه عندما تتحول فتاة من مشاركة في جريمة قتل ومحكومة بالسجن لمدة 15 عاماً إلى محفظة للقرآن الكريم فهذا يعدّ نجاحاً للبرنامج، لأنها عادت إلى المجتمع فتاة صالحة، وعندما يُفرَج عن امرأة إفريقية لانقضاء عقوبة المؤبد المحكومة عليها بعد ست سنوات فقط من دخولها السجن لحفظها القرآن كاملاً فهذا يعد إنجازاً، وعندما يصبح المحفّظان الرئيسيان في سجن النساء من المحكومين في جرائم قتل وهي تعد من أبشع الجرائم، ويتحولان لمحفّظَيْن لكتاب الله رغم عدم استفادتهما من النظام لأن تخفيض مدد العقوبة لن يسري عليهما؛ فنجد أن النظام قد حقق الهدف المرجو منه ونجح في إيجاد شخصيات استطاعت أن تتوجه للهدوء والسكينة والسلوك الطيب بعد ارتكابهم لتلك الجرائم المؤلمة.وأفاد أن البرنامج مستمر وهناك مكافآت شهرية للمحفّظين من النزلاء ومساعديهم، وبالتالي يكونوا قد استفادوا مادياً خلال فترة وجودهم في المؤسسة العقابية مشيراً أن هؤلاء يُعدّون بمثابة موظفين لدى الجائزة في الوقت الحالي.وأكد أن العديد من الإمارات الأخرى، ودول المنطقة اطّلعوا على التجربة وأشادوا بها وهناك دول خليجية تطبقها بالفعل، إلى جانب أن بعض الدول العربية اطّلعت على النظام وتسعى إلى تطبيقه.
مشاركة :