الفكر الإنساني بين الاعتدال والتطرُّف، هذا ما نعيشه اليوم واقعًا ملموسًا، والتحدِّي الحقيقيّ الذي يواجه البشريَّة اليوم، مَن الذي يستطيع أنء يبحرَ نحو شواطئ الاعتدال والوسطيَّة، والتي تنادي بها كلُّ الأديان والأعراف والتقاليد السويَّة، بعيدًا عن الإفراط والتفريط؟بادرت وزارةُ الدفاع بتأسيس مركز الحرب الفكريَّة، والذي يرأس مجلس أمنائه الأميرُ الشابُّ محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، هذا المركز انطلقت -خلال هذا الأسبوع- رسائله، وأهدافه، ومهامَّه عبر وسائل التَّواصل الاجتماعيِّ، وبعدَّة لغات هي: العربيَّة، والإنجليزيَّة، والفرنسيَّة، يهدف هذا المركز إلى كشف الأخطاء، والمزاعم، والشبهات، وأساليب الخداع التي يروِّج لها التطرُّف والإرهاب، وإيضاح المنهج الشرعيِّ الصحيح في قضايا التطرُّف والإرهاب، وتقديم مبادرات فكريَّة للعديد من الجهات داخل المملكة وخارجها، بالإضافة إلى مبادرات فكريَّة للتَّحالف الإسلامي العسكريِّ لمحاربة الإرهاب.هذا المركز سيكون منارةَ إشعاعٍ فكريٍّ، يرتقي بمستوى الوعي الصحيح للإسلام في الداخل الإسلامي وخارجه، وتحقيق المزيد من التأييد للصورة الذهنيَّة الإيجابيَّة عن حقيقة الإسلام عالميًّا، وتحصين الشباب حول العالم من الفكر المتطرِّف، عبر برامج متنوِّعة وقائيَّة وعلاجيَّة، وتفكيك الوسائل التي يسعى الإرهاب من خلالها لاستقطاب عناصره، وتقرير منهج الوسطيَّة والاعتدال في الإسلام، وتقرير المفاهيم الصحيحة في قضايا عمل التطرُّف على تشويهها بتأويلاته الفاسدة، وجرائمه البشعة.وشملت الأهداف التي تبنَّاها المركز تكوين فهم عميق ومؤصَّل لمشكلة التطرُّف من خلال أساليب وكوامن نزعاته، وتحديد الفئات المستهدفة من قِبل الجماعات المتطرِّفة، وفهم الأدوات والمنهجيَّات التي تستخدمها الجماعات المتطرِّفة، والتَّعاون الفعَّال مع العديد من المؤسَّسات الفكريَّة والإعلاميَّة، ورسم أساليب فاعلة لتعزيز قيم الاعتدال، والتسامح، والحوار، والتفاهم في سياق الإيمان بحتميَّة التنوُّع والتعدُّديَّة، بعيدًا عن الأطروحات النظريَّة المجرَّدة، وتجاوز أساليب النمطيَّة في السياق.للمسجد والمدرسة والجامعة دورهم المميَّز في تشكيل الفكر، ومَن يتولون هذه المؤسَّسات الهامَّة يعول عليهم كثيرًا في ترسيخ قيم الاعتدال الفكريِّ، والتَّسامح الدينيِّ، والتهذيب السلوكيِّ، والبُعد عن تهييج المشاعر والعواطف.لجامعة الملك عبدالعزيز سبقٌ في إنشاء كرسي الأمير خالد الفيصل للاعتدال السعوديِّ، ولسمو الأمير مستشار خادم الحرمين الشريفين محاضراتٌ عن هذا المنهج المعتدل، حبَّذا لو تمَّت الاستفادة من الدِّراسات البحثيَّة والعلميَّة التي تعزِّز منهج الاعتدال والوسطيَّة، وكذلك لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني تجارب ناجحة وبرامج متخصِّصة في الحوار الفكريِّ -تبيان- والندوات والمحاضرات التي تخاطب العقل بمنهجيَّة علميَّة معتدلة، بعيدًا عن التَّنظير والشعارات عبر حوارات الشباب، واستقطابهم في مقاهٍ حواريَّة، ونقاشاتٍ مفتوحةٍ، كلُّ مؤسَّسات الدولة اليوم معنيَّة بتعزيز الفكر المعتدل، وأطفالنا منذ نشأتهم بحاجةٍ لمهارات التفكير العلميِّ، والناقد، والإبداعي لنحلِّق بهم في سماء الإبداع والتطوُّر، وحبِّ الحياة، وبناء الوطن.تابعوا مواقع التَّواصل الاجتماعيِّ لتتعرَّفوا أكثر على مهام مركز الحرب الفكريَّة وأهدافه، وشكرًا لشبابنا الذين أبدعوا في إخراج المواد الإعلاميَّة عبر هذه المواقع. شكرًا لراعي وداعم الشباب، وتسليط الضوء على منجزاتهم سمو ولي ولي العهد.
مشاركة :