سيطرت «قوات سورية الديمقراطية» (قسد)، أمس، على مدينة الطبقة الاستراتيجية وسد الفرات المجاور لها، وطردت تنظيم «داعش»، فيما أثارت خطة واشنطن تسليح المقاتلين الأكراد في سورية، أمس، غضب أنقرة، التي تعتبرهم «إرهابيين»، مؤكدة أن القرار الأميركي «غير مقبول»، بينما أكدت «قسد» أن القرار سيؤدي إلى «تسريع عجلة القضاء» على المتطرفين في سورية. في حين دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، موسكو إلى «كبح جماح» الرئيس السوري بشار الأسد وإيران. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، إن «قوات سورية الديمقراطية»، المؤلفة من تحالف فصائل كردية وعربية، سيطرت على مدينة الطبقة والسد المجاور لها. وأكد الناطق الرسمي باسم «قوات سورية الديمقراطية»، طلال سلو، أنه «تم النصر وتحرير مدينة الثورة (الطبقة) وسد الفرات بالكامل». من ناحية أخرى، قال البيت الأبيض إن الرئيس ترامب دعا موسكو، خلال اجتماع مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلى «كبح جماح» الرئيس السوري بشار الأسد وإيران. وقال في بيان «أكد ترامب ضرورة العمل معاً، لإنهاء الصراع في سورية، وسلط الضوء - على وجه الخصوص - على ضرورة أن تكبح روسيا جماح نظام الأسد وإيران ووكلاء إيران». وقال ترامب «أعتقد أننا سنقوم بأشياء جيدة جداً بشأن سورية، الأمور تتحرك، هذا إيجابي جداً». وأضاف في حضور وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر (93 عاماً): «أجرينا لقاء جيداً جداً مع لافروف». وزار لافروف واشنطن للمرة الأولى منذ نحو أربع سنوات، سعياً للحصول على دعم أميركي لخطة روسيا إقامة مناطق أمنية في سورية. وقال، عقب لقائه الرئيس الأميركي، إن ترامب عبر عن تأييده لإقامة علاقات «براغماتية» و«مفيدة للطرفين» مع روسيا. إلى ذلك، انتقدت تركيا إعلان الولايات المتحدة نيتها تزويد الأكراد الذين يقاتلون تنظيم «داعش» في سورية بالسلاح والمعدات العسكرية، معتبرة أنه «غير مقبول». وقال نائب رئيس الوزراء التركي، نور الدين جانيكلي، لقناة «ايه-خبر» إن «تزويد وحدات حماية الشعب الكردي بالسلاح غير مقبول». وأضاف أن «سياسة من هذا النوع لن تفيد أحداً». وقال في تصريحات تأتي قبل أيام من لقاء مرتقب في واشنطن بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأميركي دونالد ترامب «نتوقع أن يتم تصحيح هذا الخطأ». وترى واشنطن في «وحدات حماية الشعب الكردي» الحليف الأفضل لها في سورية ضد المتطرفين. من جهتها، أكدت «قوات سورية الديمقراطية»، أمس، أن القرار الأميركي بتسليح المقاتلين الأكراد سيؤدي إلى «تسريع عجلة القضاء» على المتطرفين في سورية. وقال سلو، لـ«فرانس برس»، إن «القرار الأميركي الأخير بتسليح الوحدات الكردية كمكون رئيس في قوات سورية الديمقراطية هو قرار مهم، ويأتي في إطار تسريع عجلة القضاء على الإرهاب». واعتبر أن إعلان واشنطن «رسمياً عن هذا الدعم هو نتيجة الفعالية الكبيرة التي تبديها الوحدات الكردية، وجميع قوات سورية الديمقراطية، في المعارك ضد الإرهاب». وأوضح أن «إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ بداية تسلمها الحكم، رفعت من مستوى دعمها لقواتنا». من جهتها، اعتبرت «وحدات حماية الشعب» الكردية في بيان موقع باسم الناطق الرسمي باسمها ريدور خليل، أن القرار الأميركي «على الرغم من أنه جاء متأخراً بعض الشيء، كان منصفاً ومعبراً عن الثقة التي خلقتها مواقف ومعارك وحداتنا نيابة عن العالم ضد الإرهاب بكل أشكاله». من ناحية أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 11 مدنياً على الأقل، بينهم أربعة أطفال وست نساء، جراء ضربات نفذتها طائرات «يرجح» أنها تابعة للتحالف الدولي على قرية الصالحية، التي يسيطر عليها «داعش» في الريف الشمالي لمدينة الرقة.
مشاركة :