زاد الإقبال على «السندات الخضراء» (غرين بوند) في الأعوام الأخيرة، من جانب مهندسي السندات ومصدريها وفي صفوف المستثمرين المؤسساتيين والخاصين. وتوقع خبراء سويسرا ضخ مبلغ 100 بليون دولار من هذه السندات، في الأسواق المالية حول العالم. ولا يستبعدون أن تتجاوز القيمة الإجمالية لإصدارات هذه السندات حول العالم، 220 بليون دولار عام 2020. وإلى جانب المستثمرين الدوليين، يستعد المدخرون من الطبقات الوسطى، لشراء السندات الخضراء التي باتت تستقطبهم. وأوضح الخبراء في مدينة لوزرن، أن عائدات السندات الخضراء تُسخّر حصراً، لتمويل مشاريع مفيدة بيئياً. بمعنى آخر، تُخصص عائداتها لتقوية الفاعلية الطاقوية حول العالم، ودعم شبكات النقل الرامية الى الحد من انبعاثات الغازات السامة في الهواء، وإدارة الموارد المائية بفاعلية وذكاء، واستعمال الأراضي والبنى التحتية بصورة صديقة للبيئة. ورأى المراقبون في مدينة زوريخ، أن السندات الخضراء قد تعثر على حلول مواتية لبعض المشاكل في الأسواق المالية. يُذكر أن السندات الخضراء تختلف عن نوع آخر معروف باسم «بروجكت بوند». إذ إن مصدر الأخطار المحيطة بها هو مَن يُصدرها في الأسواق ووضعه الائتماني. هكذا، لا يمكن الربط بين هذه الأخطار وأي شيء يصيب المشروع الهادف إلى تسخير كل جُمع من السندات الخضراء لتمويل أي شيء صديق بالبيئة. في حال فشل هذا المشروع، لن تتأثر السندات الخضراء المُصدرة لجمع الأموال له. ومن حيث القيمة، فهي لا تتآكل لدى السندات الخضراء، حتى لو لم يؤد المشروع إلى النجاح. لكن، وفي هذه الحال، يعتبر الخبراء السويسريون أن الصلابة المالية وراء الشركة المصدِرة لهذا النوع من السندات، قد تنهز على المدى المتوسط. ويرى مراقبو الأسواق المالية في أوروبا في المعهد الاقتصادي، في مدينة سان غالن، أن السندات الخضراء هي بين الأكثر أماناً حالياً حول العالم، لأن معدل التصنيف الائتماني للشركات المُصدِرة على لها، أعلى من ذلك المتعلق بالشركات الأخرى المُصدرة لسنداتها في الأسواق التجارية «كوربورايت ماركت». إذ إن 38 في المئة من الشركات المصدرة لـ «غرين بوند» تتمتع بدرجة تصنيف ائتماني ممتازة «أأأ». في حين يتمتع 17 في المئة منها بدرجة تصنيف ائتماني «أأ». في مقابل 3 في المئة منها فقط، لا يتمتع بأي تصنيف ائتماني وهي تنتمي الى الفئة المعروفة باسم «جنك بوند»، وهي من أخطر أنواع السندات في الأسواق العالمية، والخاضعة لمضاربات قوية.