الأطفال المصابون بمتلازمة داون يتعلمون اللعب داخل المجموعة

  • 5/11/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

· Downside Up تعلم كرة القدم للأطفال المصابين بمتلازمة داون في روسيا                        · تم دمج المشروع في برنامج كرة القدم من أجل الأمل FIFA                        · يعقد منتدى كرة القدم من أجل الأمل في كازان من 26 إلى 28 يونيو/حزيران تُعد ممارسة كرة القدم فرصة للأطفال من أجل أن يستمتعوا بأنفسهم ويحسّنوا من وضعهم الصحي، بل هي أيضاً وسيلة يتعلموا من خلالها مهارة غاية في الأهمية تعتبر ضرورية بالنسبة لكل مهنة. وتُسمى هذه المهارة في عالم كرة القدم ب"الروح الجماعية أو روح الفريق" وهي القدرة على العمل من أجل تحقيق أهداف معينة كمجموعة واحدة. وربما تكون كرة القدم قادرة أيضاً على تطوير هذه الخصلة لدى الأطفال الذي يكتسي التواصل والعمل الجماعي بالنسبة لهم أهمية أكبر مقارنة بالفئات الأخرى؟ استهل ستبان، نجل تاتيانا أولشانسكايا، البالغ من العمر عشر سنوات والذي يعاني من متلازمة داون، عامه الثاني وهو يلعب كرة القدم. تعتقد أمه أن حصص التدريب تساعده على تطوير مهارات جديدة. وبهذا الخصوص، قالت: "في كرة القدم الأطفال يتعلمون كيف ينسّقون مع بعضهم البعض وكيف ينتبهون لتعليمات المدربين. يتعين عليهم أن يتحلوا بالدقة والوضوح وأن يستوعبوا أن عليهم العمل كفريق يساعد أعضاؤه بعضهم البعض دون عرقلة". بدأت روسيا، البلد الذي سيحتضن كأس العالم 2018 FIFA، مؤخراً جهوداً تهدف إلى الرفع من عدد الأطفال المصابين بمتلازمة داون الذين يلعبون كرة القدم. وأخذ الصندوق الخيري Downside Up والجامعة الروسية الحكومية للعلوم الإجتماعية على عاتقهما تلقين مبادئ اللعبة للأطفال وبلورة منهجية تدريب ملائمة. وفي نفس السنة التي ستحتضن فيها روسيا كأس القارات 2017 FIFA تم إدماج هذا المشروع ضمن برنامج كرة القدم من أجل الأمل FIFA. وفي هذا السياق، شرحت مديرة التطوير في Downside Up، إرينا مينشنينا قائلة: "نادراً ما يمارس الأطفال الذين يعانون من متلازمة داون الرياضة، لأن الظروف عادة لا تلائمهم، في حين لا يدرك أولياؤهم أن ذلك ممكن. البعض لم يُرحب مباشرة بفكرة تلقين أطفالهم طريقة لعب كرة القدم. كان علينا أن نقدم بعض الأمثلة من الخارج لتصبح الفكرة واقعاً." وتابعت :"غير أنه ما أن يحقق الأطفال بعض النجاح الأولي، حتى يُدرك أولياؤهم مدى أهمية هذه الحصص." ومن جانبه، قال روسلان خاليكوف، أب أحد اللاعبين الصغار، أن "بافيل أصبح إجتماعياً أكثر. استطاع أن ينسج صداقات جديدة؛ كما علّمته كرة القدم أنه لا يجب عليه أن يظل منكفئاً على ذاته طيلة الوقت، بل يحتاج أن ينفتح على المجتمع وأن يختلط بالناس." وأضاف "كل ما يحيط بك يتغير في عالم كرة القدم. يتعين على الأطفال أن يتأقلموا مع الظروف الجديدة والطارئة. وأدرك أولياء الأطفال أن هذه الأمور تنطبق على الحياة أيضاً. اليوم البعض منهم مستعدون أن يمنحوا استقلالية أكبر لأبنائهم، علما أنهم لم يكونوا يتقبلوا الفكرة في الماضي." وتابع قائلاَ: "وبفضل هذا الأمر، ازدادت ثقة الأسرة في نفسها. ونحن نلحظ ذلك حين تكون هناك أنشطة جديدة، حيث يكون لاعبونا أول من يشارك فيها".  مناهج تدريبية جديدة يعد تدريب الأطفال المصابين بمتلازمة داون في مجال كرة القدم اختصاصاً جديداً في روسيا؛ ولذلك يجد المدربون أنفسهم في حاجة للتجربة الضرورية والمناسبة لأداء هذه المهمة. وأخذت Downside Up على عاتقها أن توفر الدعم في ما يخص التربية الرياضية الملائمة والاستفادة من تجارب دول أخرى بالإضافة إلى استهلال عملية بلورة مناهج تدريب جديدة. وبهذا الخصوص، قال أليكسندر ماخوف، عميد قسم التربية الرياضية بالجامعة الروسية الحكومية للعلوم الإجتماعية التي تبلور المنهجية الجديدة: "ثمة فكرة مسبقة مفادها أن الأشخاص المصابين بمتلازمة داون ليسوا مؤهلين لمزاولة الرياضات الجماعية. ومن المعروف جدا أنه بإمكانهم تحقيق النجاح في الرياضات الفردية.  نحن نحاول أن ندحض هذه الفكرة". وأردف قائلاً: "أن المقاربة المتبعة مع الأطفال الأسوياء لن تصلح مع المصابين بمتلازمة داون. يحتاج المدرب لوقت أطول لشرح وتوضيح العديد من المهارات الكروية لهذه الفئة؛ عليه أن يشرح المصطلحات الأساسية والأكثر أهمية مثل الاستحواذ؛ لذا من بين أوجه هذه المنهجية هي القدرة على إيجاد لغة التواصل المناسبة." نافس مؤخراً فريق من المراهقين يحملون متلازمة داون ضمن البطولة الخيرية فو بلاجو (الرياضة من أجل الخير)، حيث خاضوا مباراة ودية أمام تشكيل مكون من قادة فرق الكبار. وتعد المنظمة العمومية الإقليمية للأشخاص ذوي الإعاقة بيرسبكتيف "أفق"، و NO Fond Podelis Teplom وبيسكوف، الفرع الإقليمي للصندوق الخيري الروسي العمومي "الصندوق الروسي للأطفال" المنظمات الثلاث التي تحظى بدعم برنامج كرة القدم من أجل الأمل FIFA. يوجد المئات من منظمات المجتمع المحلي عبر العالم التي تنشط في مجال المشاريع الإجتماعية من خلال كرة القدم في العالم. في 2017 ومن خلال مبادرة كرة القدم من أجل الأمل، يواصل FIFA دعم مثل هذه المشاريع المجتمعية عبر جميع أنحاء المعمور. بالإضافة إلى ذلك، سيستضيف FIFA النسخة الثالثة من منتدى كرة القدم من أجل الأمل من 26 إلى 28 يونيو/حزيران، وهو اللقاء الذي سيجمع ممثلين عن المنظمات غير الحكومية التي تحظى بالدعم والمنظمات الدولية الكروية من أجل بحث مساهمة كرة القدم في أهداف منظمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

مشاركة :