زوجة الرئيس الفرنسي المنتخب إيمانويل ماكرون كانت إلى جوار زوجها خلال حملته الانتخابية تدير جدول أعماله وتحرر خطبه وتقدّم له النصح في ما يخص حضوره على المسرح.العرب [نُشر في 2017/05/11، العدد: 10629، ص(12)]الانتصار الكبير باريس- عندما التقى الاثنان كان هو في سن الـ15، وكانت هي معلمة متزوجة في الأربعين من عمرها توجهه في مسرحية مدرسية. والآن وبعد أن أصبحت بريجيت ماكرون توشك على دخول قصر الإليزيه بوصفها السيدة الأولى ستواصل توجيه زوجها على مسرح أكبر. فقد كانت زوجة الرئيس الفرنسي المنتخب إيمانويل ماكرون، التي تبلغ من العمر الآن 64 عاما، إلى جوار زوجها خلال حملته الانتخابية تدير جدول أعماله وتحرر خطبه وتقدّم له النصح في ما يخص حضوره على المسرح. وعندما ألقى ماكرون خطاب النصر بعد فوزه في الجولة الأولى من الانتخابات قبل أسبوعين أحضر زوجته إلى المنصة وشكرها ليقابل بتصفيق حاد من قبل الحاضرين. وقال ماكرون وقد غلبته مشاعره “بريجيت دائما حاضرة والآن أكثر من ذي قبل ولولاها لما صرت على هذه الحالة التي أنا عليها” فراح المئات من أنصاره يهتفون باسمها. كان الاثنان شخصيتين مجهولتين تماما عند تعيين ماكرون وزيرا للاقتصاد في حكومة الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند في أغسطس عام 2014 واستقالت بريجيت ماكرون، التي كان اسمها قبل الزواج بريجيت ترونيو، من عملها بالتدريس بعد ذلك بعام لمساعدة زوجها الشاب الطموح. وفي وزارة الاقتصاد اتسم وجودها بالتحفظ خلال الاجتماعات مع المسؤولين بمبنى الوزارة الحديث على نهر السين في شرق باريس. وقال ماكرون في آخر لقاء له مع العاملين بعد استقالته من حكومة هولاند في أغسطس 2016 “هي تقضي وقتا طويلا هنا لأن رأيها يهمني ولأنها تجلب جوا مختلفا وهذا مهم. حياتي هنا ولا يمكنك أن تعمل جيدا إن لم تكن سعيدا”. ولم يُعلن إيمانويل ماكرون خوض انتخابات الرئاسة إلا بعد ذلك بثلاثة أشهر في يوم 16 نوفمبر 2016 غير أنه بحلول ذلك الوقت كان قد بدأ يجعل العلاقة معها، وهي التي تكبره بنحو 25 عاما، جزءا لا يتجزأ من ظهوره العلني.بريجيت لا تأبه بهذا التهكم بل كانت تشارك في المزاح قائلة إنه إذا كان يريد أن يرشح نفسه للرئاسة فعليه أن يعجّل بذلك وهي لا تزال حسنة المظهر وفي الشهور التي سبقت ترشيحه رسميا اكتشفها الشعب الفرنسي في سلسلة من التقارير على غلاف مجلة “باري ماتش” واسعة الانتشار منها صورة للزوجين في أغسطس 2016 على الشاطئ، بدت فيها الزوجة الشقراء ضئيلة الجسم بسمرة الشاطئ وهي ترتدي مايوه السباحة. وكان العنوان “إجازة العشاق قبل الهجوم”. وفي فيلم وثائقي أذاعته قناة فرانس 3 التلفزيونية في نوفمبر 2016 قبل أيام من إعلان ماكرون ترشيح نفسه عرض الزوجان لقطات فيديو من أيام ماكرون وهو يؤدي دوره في المسرحية المدرسية التي التقيا من خلالها وكذلك لقطات من حفل زواجهما عام 2007. وفي الفيديو يقول ماكرون “شكرا لتقبّلنا كزوجين غير عاديين” في مراسم الزواج التي حضرها أبناء بريجيت الذين كانوا كبارا في ذلك الوقت. وكان هو في الثلاثين تقريبا وهي في الرابعة والخمسين. وكثيرا ما يتهكم رسامو الكاريكاتير والبرامج الساخرة في الإذاعة والتلفزيون على فارق السن بين الزوجين ويصورون ماكرون في صورة التلميذ الذي يتلقى التوجيهات من معلمته. ويقول أنصار ماكرون إن هذه النكات معادية للمرأة وإن أحدا لن يطرف له جفن إذا كان الوضع معكوسا وكان الزوج أكبر من الزوجة. ويماثل فارق السن بين ماكرون وزوجته ذاك الفارق بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا. ولا تأبه بريجيت بهذا التهكم بل كانت تشارك في المزاح قائلة إنه إذا كان يريد أن يرشح نفسه للرئاسة فعليه أن يعجّل بذلك وهي لا تزال حسنة المظهر. ولدت بريجيت في 13 أبريل عام 1953، وهي الأخت الصغرى بين 6 أبناء لعائلة ثرية تعمل بصناعة الشوكولاتة في بلدة أميان الشمالية وتزوجت مصرفيا أنجبت منه ثلاثة أبناء. وفي عام 1993 وفي مدرسة برفيدانس جيزويت، التي كانت تدرس فيها اللغة الفرنسية والدراما، قام ماكرون الصغير بدوره في المسرحية تحت إشرافها. وفي العام التالي أعاد الاثنان كتابة مسرحية معا وعدلاها لتشمل أدوارا أكثر. وقالت بريجيت لقناة فرانس 3 “شيئا فشيئا وقعت بالكامل تحت سحر ذكاء هذا الصبي الصغير”. وعندما انتشرت الشائعات ترك ماكرون أميان لإتمام السنة الأخيرة في المدرسة الثانوية في مدرسة ليسيه أنري الرابع المرموقة في باريس، والتي تعدّ منجما تقليديا للنخبة الفرنسية. ويقول كتاب سيرة ماكرون إنه قال لبريجيت “لا يمكنك أن تتخلصي مني. سأعود وأتزوجك”. وسُئل ماكرون ذات يوم عن الدور الذي قد تلعبه بريجيت في الإليزيه إذا ما انتخب رئيسا فقال إنه سيقترح في الأسابيع الأولى من رئاسته دورا رسميا بلا مقابل مالي للسيدة الأولى وسيأخذ برأيها في تحديد ماهية هذا الدور. وقال “سيكون لها وجود. وسيكون لها صوت ورؤية للأمور. ستكون بجانبي كما كانت دائما. لكن سيكون لها أيضا دور عام”.
مشاركة :