أربع نظريات تفسر إقالة ترامب لرئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي

  • 5/11/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مصدر الصورةAFP أصبح دونالد ترامب ثاني رئيس أمريكي يقيل مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي خلال ولايته. واتسم ترامب ومسؤولون من وزارة العدل بالوضوح فيما يتعلق بشعورهم بضرورة رحيل جيمس كومي - وسوف يتضح ما هو أكثر في وقت لاحق. غير أن الديمقراطيين تساورهم شكوك بشأن توقيت القرار. وتشير تقارير إلى أن أمورا أخرى تجري في هذه الأثناء. فما هي الأسباب المحتملة لإقالة كومي؟ 1- السبب الرسمي - رسائل البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون تلقى الرئيس ترامب رسائل من وزير العدل الأمريكي، جيف سيشنز، ونائبه، رود روزنشتاين، توجز ما اعتبراه فشلا خلال وجود كومي في منصبه. وقالت رسالة روزنشتاين: "تضررت سمعة ومصداقية مكتب التحقيقات الفيدرالي كثيرا، وأثر ذلك على وزارة العدل بأكملها". وتركز الرسالة على عواقب التحقيق الذي أجراه مكتب التحقيقات الفيدرالي - وهو التحقيق الذي أغلق الآن - في استخدام هيلاري كلينتون لخادم بريد إلكتروني خاص، لتخزين معلومات حساسة عندما كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية. وقال روزنشتاين: "لا أستطيع الدفاع عن تعامل مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي مع انتهاء التحقيق في رسائل البريد الإلكتروني لوزيرة الخارجية كلينتون، ولا أفهم رفضه قبول الإجماع العالمي تقريبا بأنه كان مخطئا".هل عمل كومي بشكل صحيح؟ تقول رسالة روزنشتاين: "كان مدير مكتب التحقيقات مخطئا لانتزاعه سلطة النائب العام في الخامس من يوليو/تموز 2016، وإعلان استنتاجه بأن القضية يجب أن تغلق دون ملاحقة قضائية". واختار كومي أن يعلن أنه لن يكون هناك تحقيق لأن الرسالة تقول "أعتقد أن هناك تضاربا في المصالح بالنسبة للنائبة العامة لوريتا لينش". ورغم أن ذلك لم يكن عاديا، فقد صرح كومي بأنه فعل ذلك لأن لينش أثارت في الآونة الأخيرة ردود فعل سلبية في الصحف بعد لقائها بالرئيس السابق بيل كلينتون على مدرج أحد المطارات. وقالت عناوين الصحف إن اللقاء كان عرضيا، لكن لينش اتهمت بتضارب المصالح. كما أنه من غير المعتاد أن يعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي عن تحقيق على الملأ، لاسيما خلال حملة انتخابية. ولم يفعل كومي ذلك مرة واحدة، لكن مرتين. وبرر ذلك بالقول إنه كان سيتهم بإخفاء الحقائق لو لم يفعل ذلك. ما فحوى التحقيق الذي أجراه مكتب التحقيقات الفيدرالي بشأن كلينتون؟ واحتج مؤيدو كلينتون عندما اتضح أن مكتب التحقيقات الفيدرالي فتح تحقيقا أيضا حول فريق الحملة الانتخابية لترامب، لكن كومي لم يفصح عن ذلك حتى بعد انتهاء الانتخابات بوقت طويل. وهنا يبرز سؤال مهم: إذا كان هذا حقا هو السبب الحقيقي لإقالة كومي، لماذا انتظر البيت الأبيض حتى الآن؟ وأغلق التحقيق بشأن كلينتون في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني، بينما تولى ترامب منصبه رسميا في 20 يناير/كانون الثاني. 2- روسيا ارتفعت شعبية كومي في الآونة الأخيرة فيما يتعلق بالتحقيق المستمر الذي يجريه مكتب التحقيقات الفدرالي في دور روسيا في انتخابات عام 2016، (فضلا عن الروابط المحتملة بين حملة ترامب الرئاسية وروسيا). ولم يعلن كومي عن وجود هذا التحقيق إلا في 20 مارس/آذار عندما تحدث أمام لجنة استخبارات تابعة للكونغرس. ولم يعلن أي شيء يتعلق بنتيجة هذا التحقيق حتى الآن، لكن كومي قال إنه "معقد جدا"، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن يعطي جدولا زمنيا للانتهاء من التحقيق. لكن وكالات استخبارات أمريكية خلصت فى تقرير صدر فى يناير/كانون الثاني الماضى إلى أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أمر بالاختراق الإلكتروني للجنة الوطنية للحزب الديمقراطي. وينفي البيت الأبيض باستمرار وجود علاقات مع روسيا. لكن مجلة "بوليتيكو" أفادت بعد عزل كومي، بأن الرئيس "قد غضب من تحقيق روسيا"، وأنه "شعر بالإحباط بسبب عجزه عن السيطرة على الروايات المنتشرة بسرعة كبيرة حول روسيا". وكان من المقرر أن يلقي كومي كلمة أمام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الخميس عن روسيا، وأعرب رئيس اللجنة ريتشارد بور عن "قلقه إزاء توقيت ومبررات إقالة مدير مكتب التحقيقات". 3- هو ببساطة لا يحب كومي وأشار ترامب إلى كومي في اجتماع في يناير/كانون الثاني الماضي، قائلا: "لقد أصبح أكثر شهرة مني!" ولكن هل يمكن أن تكون هذه مشكلة، وليست مجاملة؟ نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين في البيت الأبيض لم تكشف عن هويتهم قولهم إن العلاقة بين ترامب وكومي كانت سيئة وأن ترامب لم يكن يحب الاهتمام الإعلامي المتزايد بكومي. وقال المسؤولون: "إنه رأي أن كومي كان حريصا على الظهور أمام كاميرات التلفاز وتساءل عما إذا كان ظهوره الإعلامي المتزايد قد أثر بالسلب على وجهة نظره حول التحقيق بشأن روسيا". وأشارت الصحفية إلى وجود مصدر أخر للتوتر وهو أن كومي لم يقلل على الملأ من أهمية الربط بين حملة ترامب الانتخابية وروسيا.4: هل السبب وراء الإقالة هو شيء من بين هذه السطور، أو لا شيء مما سبق؟ ولا يعرف الإجابة على هذا السؤال على وجه اليقين إلا شخص واحد فقط، هو رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب.

مشاركة :