شرع مصرف "دويتشه بنك" في جمع ثمانية مليارات يورو (11 مليار دولار) لزيادة رأسماله بمشاركة الأسرة الحاكمة في قطر كمستثمر رئيس في مسعى من جانب أكبر مصرف ألماني لوضع حد للشكوك بشأن قوة رأسماله. وجمع المصرف 10.2 مليار يورو في 2010م وثلاثة مليارات يورو أخرى في 2013م لكنه أخفق في تهدئة قلق المستثمرين بشأن وضع رأس المال في مواجهة تشديد الجهات الرقابية اشتراطاتها. وتعطي الزيادة "دويتشه بنك" الذخيرة للتوسع في الأنشطة المصرفية الاستثمارية ولاسيما في الولايات المتحدة بعد انسحاب منافسين من بينهم "باركليز" تاركين فراغا يسعى المصرف الألماني لشغله. وقال مصدر مطلع "إنها لحظة فارقة. فإما أن نعزز استراتيجتنا ونؤكدها أو ندرس بدائل أخرى". وذكر دويتشه في بيان نقلته وكالة رويترز: أن وحدة استثمار مملوكة للشيخ حمد بن جاسم آل ثاني حصلت على حصة بقيمة 1.75 مليار يورو. وأضاف المصرف أنه ينوي جمع 6.3 مليار يورو من خلال إصدار حقوق للمساهمين الحاليين. وقال مصدر قريب من سير العملية إن المستثمر القطري لم يطلب مقعدا في مجلس الإدارة ولم تعرض عليه أي رسوم خاصة وقال "يعامل مثل بقية المستثمرين". وأشار المدير المالي لدويتشه بنك إلى إن الأسرة الحاكمة في قطر لن تكتفي بشراء أسهم جديدة في المصرف بقيمة 1.75 مليار يورو بل تنوي أيضا المشاركة في إصدار حقوق لاحق حجمه 6.3 مليار يورو. وقال ستيفن كراوس في مؤتمر بالهاتف عن الزيادة الثالثة لرأسمال المصرف في أربعة أعوام: "لقد التزموا أيضا بأخذ حصتهم في إصدار حقوق". وأضاف كراوس: "لا نعرف ماذا ستكون نتيجة مراجعة جودة الأصول"، مشيرا إلى فحص الدفاتر الذي يعكف عليه المصرف المركزي. وقال المصرف إنه سيركز على "برنامج نمو سريع" بالاستعانة بأكبر المصرفيين في الولايات المتحدة ويستثمر نحو 200 مليون يورو خلال السنوات الثلاث المقبلة على التطوير التكنولوجي لأنشطة التجزئة في ألمانيا وأوروبا وتعيين ما يصل إلى 100 مستشار لدعم كبار العملاء من الشركات. ويهدف المصرف للتوسع في فريق إدارة الثروات في الأسواق الناشئة بنسبة 15 في المائة على مدى السنوات الثلاث المقبلة. وتراجع سعر سهم "دويتشه بنك" بنسبة 2.93 في المائة أمس بعد أن أشار المصرف إلى إن بيع الأسهم الذي يأتي قبل الخضوع لاختبار تحمل الضغوط المالية المقرر في وقت لاحق من العام الحالي سيساعد في "التغلب على ظروف التشغيل الصعبة .. والقواعد التنظيمية المتشددة". في الوقت نفسه فإن زيادة رأسمال المصرف ستساعده في مواصلة استراتيجية التوسع التي يطبقها قطاع الخدمات الاستثمارية في ظل تراجع نشاط المصارف المنافسة بما في ذلك باركليز البريطاني ويو.بي.إس السويسري.
مشاركة :