نساء يمتهنّ التسول تحت لهيب الشمس

  • 5/20/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

كثيرا ما تثير الهوامش الانتباه أضعاف إثارة المتن، وقبل أن يكتب الروائي الروسي الشهير تولستوي روايته العظيمة (الحرب والسلام) قرر أن يعمل في جميع المهن وخصص أسبوعا لكل مهنة ما يمكنه من مخالطة الناس وتوفير عدد أكبر من الأبطال للرواية وبالفعل نفذ قراره إلا أنه عندما شرع في مهنة التسول استمر مدة أسبوعين ويروي أنه نسي نفسه ومكانته وألف التسول كونه يدر عليك مالا دون بذل مجهود. ويؤكد تولستوي أنه لولا مرور أحد أصدقائه ولفت انتباهه لاستمر متسولا حتى الموت! ومع إطلالة فصل الصيف، تتنامى ظاهرة التسول في منطقة الباحة ويبرز العنصر النسائي بصورة مريبة خصوصا أن هؤلاء النسوة في منتصف العمر ما يعني أن لديهن قدرة على العمل والتكسب بطرق مشروعة تحفظ للإنسان كرامته وتحميه من الامتهان والمذلة والارهاق تحت لهيب الشمس ونظرات المشفقين. ورصدت "عكاظ" بعض المتسولات في الباحة ولاحظت أن المتسولات يبدأن نهارهن أمام محلات الفول فمنذ الصباح الباكر يتمركزن في طريق قاصدي أشهر صانعي الفول في المنطقة وبما أن معظم الزبائن المبكرين عاطفيون نجدهم لا يترددون في مد اليد بما تجود به النفس، وما يزيد الوضع مأساوية اصطحاب بعضهن أطفالا في هيئة رثة وملامح تبعث على الاشفاق ما يحرك عنصر البذل في الإنسان ويرفع مبلغ العطاء. ويصف الاستشاري النفسي الدكتور محمد حامد الغامدي التسول بالظاهرة غير الحضارية لما تؤصله في نفس المتسول من الكسل والخمول وفقدان الحياء والتطفل على الناس، محملا الحياة المادية اليوم مسؤولية تدافع الناس على الثراء وإن بطرق غير مشروعة وغير أخلاقية. ويرى الغامدي أن المجتمع مسؤول أول عن تنامي الظاهرة كونه جاهزا للدفع والتعاطف، علما بأن البذل والعطاء مطلوب ومحبب لمن يستحق ممن نعرفهم من المعوزين والمحتاجين ومحدودي الدخل من الجيران والقرابة والمعارف والأصدقاء. ويضيف أن المجتمع كسول أيضا إذ لم نرب فينا مهارة تفقد وتلمس حاجات بعضنا، لافتا إلى أن مكاتب هيئة مكافحة التسول تغط في سبات عميق. من جانبه، أوضح الناطق الإعلامي في شرطة منطقة الباحة العقيد سعد طراد أن دوريات الأمن تضبط حالات التسول وتقبض عليهم وتطبق بحقهم الأنظمة المقررة من لجنة مكافحة التسول ، مؤكدا أن المتسول السعودي يتم بحث وضعه الأسري وظروفه المادية وتتم إحالته للضمان إن كان متقدما في العمر أو توفير وظيفة من خلال مكتب العمل إن كان شابا، فيما يتم ترحيل المتسول الوافد من قبل إدارة الجوازات.

مشاركة :