في الكويت كل شيء ممكن... حتى التخطيط/الفكر الإستراتيجي والقواعد التنظيمية من هياكل ومناصب يمنحونك من الإبداع أروعه!خذ عندك هذا الخبر المنشور قبل أيام... «كلف مجلس الوزراء وزارة الأشغال العامة بموافاة مجلس الوزراء بتقرير دوري كل ثلاثة شهور عن مراحل تنفيذ مشروع مبنى الركاب الجديد بمطار الكويت الدولي ـ مبنى رقم 2 وتذليل كافة الصعوبات والمعوقات التي تعترض مراحل التنفيذ وفق الجدول الزمني المحدد».وخذ عندك الخبر الثاني المنشور يوم الأحد بعنوان «نفق المنقف أغرق هيكل الأشغال التنظيمي».في الخبر الأول تركت الحكومة مراحل العمل الإستراتيجي الأولى وتمسكت بمرحلة التنفيذ والتحكم، وهي المرحلة النهائية لأي مشروع إستراتيجي في حين كثير من المشاريع لم تخضعها لهذه الجزئية (جامعة الشدادية «منذ عام 1987»، مستشفى جابر «إنشاء الشركة المساهمة»، مستشفى العدان «التصميم المخالف»، المستشفى الأميري «الأوامر التغييرية»، مشاريع التعليم العام والعالي، مشاريع الطرق والتنمية ـ 37 مليارا «بس»)!طبعا الخلل واضح في التطبيق، فالعمل الإستراتيجي يقول «توضع الرؤية٬ وترسم الرسالة٬ وتحدد الأهداف (مشاريع)، وتصاغ كل إستراتيجية مرتبطة بالمشروع ومن ثم تغيير في الهياكل التنظيمية لتتماشى مع الإستراتيجية الجديدة (طبعا... ما دام الأمر متعلق بمؤسسة ما، فهذا يعني إن التغيير مستحيل، إن لم يتم بعد إنقضاء مدة طويلة من فترة تنفيذ المشروع)».أما الخبر الثاني ففيه تجاهل كبير للمرحلة الأولى من صياغة وتنفيذ المشاريع، وبصريح العبارة إذا كان عمل تلك المنظومة الإدارية كالأشغال جله مشاريع نجده قد نسف كل المفاهيم ذات الصلة بالعمل الإستراتيجي.يعني معقولة بعد سنوات طوال للتو تكتشف وزارة الأشغال أنها بحاجة إلى تغيير في الهيكل التنظيمي للقضاء على التداخل في الاختصاصات بين قطاعات وزارة الأشغال ومتى... بعد فضيحة «غرق» نفق المنقف.إنه مجال عملي الذي أستمتع به بجانب مجال القيادة، وهما جانبان مرتبطان بعلاقة متينة، فالعمل الإستراتيجي لا يأتي به إلا الملم بالقيادة والعكس صحيح.لذلك، فنحن هنا نعرض وبشفافية نابعة من روح النقد الأخوي المباح، فالجميع إخوة لنا نحترمهم ونقدرهم لكن طريقة العمل يؤسفني إبلاغهم إنها في واد والعمل الإستراتيجي في واد آخر.وبإمكان أي صاحب قرار أن يرفع التساؤلات الآتية:- هل رؤية الكويت حددت موقعها من كل مشروع وما تطمح إليه مقارنة مع مشاريع أخرى في الدول المجاورة «وبتكلفة مقاربة» قد تم قبل الاعتماد... يعني وضع الكويت الآن ما هو؟ وبعد رؤية 2035 كيف سيصبح مقارنة بدول أخرى؟ وقس عليها المشاريع التنموية «ما هي الإضافة المرجوة».- هل كل المشاريع التي أقرت تم تنفيذها خلال المدة الزمنية المحددة؟- هل كل المشاريع مرت عبر مراحل الفكر الإستراتيجي؟ وهل ثمة تغييرات حصلت على الهياكل التنظيمية والوصوف الوظيفية؟- بعد تعثر كثير من المشاريع٬ هل قام أصحاب القرار بمحاسبة المتسبب وعزل قيادييها؟وتبقى الإشارة هنا إلى أن تكليف مجلس الوزراء، وزارة الأشغال، بلا شك إنه توجه يشكرون عليه الا إنه لم يطبق على بقية المشاريع، ونتمنى من المولى عز شأنه أن يهب ولاة الأمر البطانة الصالحة وأن ننعم بقيادات تدرك أهمية عامل الزمن والجودة والتكلفة كذلك... والله المستعان.terki.alazmi@gmail.comTwitter: @Terki_ALazmi
مشاركة :