جاسر الجاسر يكتب: طموحات وتطلعات إخوانية بالمملكة العربية #السعودية

  • 5/20/2014
  • 00:00
  • 24
  • 0
  • 0
news-picture

تناول الكاتب السعودي جاسر الجاسر، في مقاله المنشور بصحيفة «الحياة»، في عدد اليوم الثلاثاء، الطموحات والتطلعات الإخوانية في المملكة العربية السعودية, موضحاً أنه لا خوف على السعودية من «الإخوان»، بل الخشية من تناسي ذكاء المؤسس الملك عبدالعزيز الذي رفض أن تحتضن بلاده وجوداً لهم، فلم يلوث الإخوان أرض المملكة طوال حياته. لمطالعة المقال : أحلام «إخوان» السعودية فرسان الإخوان الجدد يظنون أن مرحلة ابن خلدون الثالثة قادمة ومعها سيكون لهم الدور؛ فيهم سذاجة وشعور موهوم بالقوة لذلك يخطئون في إدارة الصراع. عتاولة الإخوان يستعرضون مهاراتهم وبالأصح علاقاتهم مع الكبار. يراهنون على أن السعودية قلوب شتى. وأن هناك من القياديين من يواليهم إما قناعة أو ظناً بأنهم من أهل الخير، وأن الموقف السعودي السلبي منهم لن يستديم ولن يتحقق لأن جذورهم راسخة وسطوتهم متعمقة. يراهنون أن زمنهم آتٍ وإن تأخر فهذه البلد إسلامية المنشأ والهوى، وبما أن السلفيين، عماد قوتها الدينية، أصبحوا قلة ولا يملكون أدوات المناورة السياسية فإنهم الخيار والمستقبل. السعودية روحها إسلامية ونبضها الإيمان، ومن هنا كان منفذ الإخوان وبوابتهم حتى استطالوا، فلا تكاد تلتفت إلا وتجد لحية إخوانية وإن ظنها بعض أصحاب السلطة سلفية فأسلموها القياد وركنوا إليها ليجعلوا من البلد ميداناً لهم ومنطلقاً. هم مثل جماعة «كو كلوكس كان» مقنعة وتدعي غيرتها على الأصل، بينما هي في الواقع تنتهك الإنسانية وتحرق، من تظنهم خصوماً، وتطلب مناشدة السلطة في هذا الإجرام، فإن تلكأت قامت بالدور إحراجاً للسلطة الرسمية ودفعاً بها إلى مجالها الضيق. ثلاثة عقود نجا فيها الإخوان من كل أذى، بل ترسخ وجودهم وزادت فاعليتهم، وأمسكوا بمفاصل البلد حتى ظنوا أن غيابهم يعني انهيارها أو على الأقل ارتباكها. يتنادى «الإخوان» بأنهم هبطوا أرضاً هم فيها آمنون. وأن حيواتهم السابقة تعني سلطتهم مستقبلاً حين تتآكل اللحى السلفية فلا تبقى لحى سواهم، خصوصاً أنهم يسيطرون على التعليم والدعوة والإغاثة فلا غنى عنهم أو بديل. إشكالية هذه الجماعة، كما هي حالهم في مصر، أنهم أقرب إلى الغيبوبة فلا يشعرون بمجرى الزمن تحتهم، وتغير الناس حولهم، وأنهم يظنون «تويتر» نسخة أخرى من «الكاسيت»، غير مدركين أن أصحاب الكهف ليسوا العالم الفعلي وأن عملتهم منقرضة وإن توهموا غير ذلك. في مصر لم تنجح التفجيرات والمظاهرات وقناة «الجزيرة» والقوى السياسية الخارجية المساندة في قلب المشهد على رغم مرور عشرة أشهر. والمصريون اليوم يتزاحمون للانتخابات في سابقة من حيث كثافتها ودرجة الإقبال عليها. ولا يزال السيسي شيخ غالبية المصريين على رغم شتائم الجماعة التي حاولت نزعه من الإسلام. في مصر تبخر في عام واحد جهد 80 عاماً لأن الجماعة عاملت الناس كالقطيع من دون أن تدرك أن مصادرهم لم تعد المرشد الطلابي وأمين المكتبة ورحلات الجوالة والانبهار بمشايخ «فقه الواقع». منذ أيام جمال عبدالناصر كشف الإخوان عن جبن غير مسبوق، فهم لا يبرزون عضلاتهم إلا حين تساندهم السلطة وتقترب منهم، أما إن كشرت عن أنيابها لجأوا إلى مكامنهم باستثناء الحمقى منهم. عيب هذه الجماعة أنها تفتقد الفروسية، ما يجعلها أقرب إلى الحنشل، إذ تستغل الدعة والأمان لتلعب بأصابعها، أما خلال النهار فهي مطواعة وساكنة، وهو ما برهن عليه المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي حين قال إنهم عرضوا أن يتمتع الجيش بما يريد شرط أن يبقى بعيداً. في السعودية تتلون الجماعة وتتقنع أملاً في مستقبل يبدل الحال، رهاناً على فردية السعودية، وقناعة بأنها لا تحيد عن طريقها الإسلامي حتى وإن أمسك الإخوان، تنكراً واستتاراً، بدفة العربة. يستندون في ذلك إلى أن صوتهم هو الوحيد الطاغي، وأن قياداتهم التقليدية لا تزال تمسك بالمفاصل، وأن أصحاب الوجاهة والسياسة يقربونهم حين يتوسلون مفاتيح السلطة والحضور. لا خوف على السعودية من «الإخوان»، بل الخشية من تناسي ذكاء المؤسس الملك عبدالعزيز الذي رفض أن تحتضن بلاده وجوداً لهم فلم يلوث الإخوان أرض المملكة طوال حياته. اليوم انكشف القناع وانهتك الستر، فهل نستحضر رؤية المؤسس ونعمل وفقها خصوصاً أن إعلان «الإخوان» جماعة إرهابية هو بداية الطريق وأولى خطوات التطهير؟ رابط الخبر بصحيفة الوئام: جاسر الجاسر يكتب: طموحات وتطلعات إخوانية بالمملكة العربية #السعودية

مشاركة :