سوريا - وكالات: قال صحفي بريطاني بارز إن من شأن القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخراً بتزويد المقاتلين الأكراد بأسلحة ثقيلة أن يُحدث تأثيراً سلبياً «بعيد الغور» في الأزمة السورية. وأوضح الصحفي باتريك كوبيرن في تقرير بصحيفة إندبندنت التي تصدر في لندن، أن ترامب بإصداره مثل هذا القرار يغامر بإبعاد تركيا «حليفة بلاده الرئيسية في حلف الناتو». واعتبر كوبيرن أن القرار الأمريكي ينطوي على تغيير «هام» في جغرافية الشرق الأوسط السياسية، فالولايات المتحدة اختارت في واقع الأمر دعم حلفائها الأكراد متحدية بذلك تركيا التي ترمي إلى الحيلولة دون قيام دولة كردية شبه مستقلة في المنطقة. يُذكر أن ترامب يبرر التسليح من أجل محاربة داعش إذ إن الأولوية عنده هزيمة تنظيم داعش ما دفعه إلى الاتفاق مع تركيا على خطة تأخر تنفيذها طويلاً للاستيلاء على مدينة الرقة في معركة برية بجيش تقوده قوات سوريا الديمقراطية. ولعل الولايات المتحدة تريد بذلك إنزال هزيمة مزدوجة بتنظيم داعش في كل من الرقة السورية والموصل العراقية خلال الأشهر القليلة المقبلة. غير أن خسارة الرقة والموصل لن تعني نهاية تنظيم داعش الذي سيلجأ إلى حرب العصابات. وليس مصير الرقة هو القضية الوحيدة التي سيحسمها القتال في شمال سوريا، فتركيا تواجه «نتيجة كارثية» من الحروب المشتعلة في سوريا والعراق وهي التي كانت تأمل أن تتمكن من ورائها من مد نفوذها في شمال منطقة الشرق الأوسط. غير أن الأكراد السوريين ينتابهم القلق من أن الولايات المتحدة إذا تمكنت من دحر تنظيم داعش فلن تكون بحاجة لهم بعد ذلك، وستعود من ثم لتحالفها القديم مع تركيا بوصفها عضواً في حلف الناتو وقوة كبيرة مما سيجعلهم عرضة لهجوم بري تركي لإجهاض حلمهم باستقلال جزئي.
مشاركة :