تحتار الأم في شأن الوضعية السليمة لنوم طفلها، أهي الاستلقاء على الظهر؟ أم على البطن؟ وتعود هذه الحيرة إلى المخاوف التي تراودها من حالات الموت المفاجئ في السرير عند حديثي الولادة. لا شك في أن مخاوف الأم مشروعة، لكنها حالات الوفاة المفاجئة تبقى نادرة جداً، ولا يجب أن تنغص عليها فرحتها من فرصة الاستمتاع بهذه الفترة الجميلة من حياة فلذة كبدها. ووفقاً لغالبية البحوث والدراسات، فإن أفضل وضعية لنوم الطفل وأكثرها أماناً هي الاستلقاء على الظهر، وقد أثارت هذه الوضعية سابقاً الكثير من المخاوف بسبب الاستفراغ الذي يمكن أن يحصل لدى الطفل ما يعرضه لخطر الاختناق، لكن تبين أن لا داعي للخوف من خطر الاختناق عند تقيؤ الطفل وهو مستلق على ظهره لأنه يقوم في شكل غريزي بإمالة رأسه عند حدوث ذلك. في المقابل، فإن نوم الرضيع منبطحاً على بطنه يمكن أن يعرضه لخطر الاختناق بسبب الوسادة أو الفراش. ما زال الموت المفاجئ عند الرضيع لغزاً محيراً، لكن تجدر الإشارة هنا إلى ارتباطه بعدد من العوامل من بينها وضعية الطفل، وتدخين الوالدين، وارتفاع حرارة الغرفة التي ينام فيها الطفل، والولادة قبل الأوان أي قبل الأسبوع 37 من الحمل، وقلة الوزن عند الولادة. وتنصح أكاديمية طب الأطفال الأميركية بتنويم الطفل على ظهره، وقد تبين أن أعداد الوفيات المفاجئة عند الرضع تراجعت بعد تطبيق الأهل هذه النصيحة، فعلى كل أم أن تأخذ بهذه النصحية، وحبذا لو قامت الأم بالتخلي عن الفراش الرخو لمصلحة الفراش القاسي، وأرضعت طفلها من حليب ثدييها، وتحاشت التدخين الإيجابي والسلبي، فهي عوامل تلعب دوراً في حماية الطفل من الموت المفاجئ.