بلغت المواجهات الدائرة بين قبائل شمال سيناء وتنظيم «داعش» الإرهابي ذروتها أمس، بعدما قتل ثمانية من أبناء القبائل في اشتباكات جرت جنوب مدينة رفح (شمال سيناء)، تخللها تفجير بسيارة مفخخة، ما استدعى إعلان القبائل حالة النفير العام. وكان عدد من قبائل سيناء بزعامة قبيلة الترابين شكلوا الشهر الماضي «اتحاد قبائل سيناء»، وأعلنوا الدخول على خط المواجهة الدائرة مع «داعش»، وكشفت القبائل تنفيذها عدداً من المداهمات على معاقل التنظيم في شمال سيناء لا سيما مدينة رفح، وقتل وتوقيف عدد من عناصره، قبل أن تحتدم المواجهات مساء أول من أمس، عندما حشد كل طرف عناصره ووقعت اشتباكات مسلحة جنوب مدينة رفح، قبل أن يفجر «داعش» سيارة مفخخة اقتحمت صفوف القبائل لتسقط 8 قتلى. وبينما يرى مراقبون أن دخول قبائل سيناء على خط المواجهة «يحسم المعركة» المستمرة منذ أربع سنوات، لكن مخاوف أثيرت من أن تتحول قبائل سيناء إلى ما يشبه «الصحوات»، وفتحت المواجهات الأخيرة الباب على مصراعيه للتساؤل حول «قدرة الدولة في التعاطي مع قبائل سيناء، المدججين بالسلاح، بعد حسم المواجهة مع داعش». ووفقاً لمصادر قبلية تحدثت إلى «الحياة» فإن «نحو ثمانية من أبناء قبيلة الترابين، بينهم القياديان سالم لافي وتامر الشاعر، قتلوا في مواجهات جرت مساء أول من أمس»، وأوضحت المصادر أن أبناء القبائل «لاحظوا أن سيارة هامر، تتسلل إلى صفوفهم، فاعتقدوا في البداية أنها تابعة للجيش المصري، فلم يواجهوها، لكنهم فوجئوا بأنها تحمل انتحارياً فجرها في وسط أبناء القبائل، الأمر الذي أدى إلى سقوط قتلى». واستدعى الحادث إعلان القبائل حالة النفير العام، ونشر «اتحاد قبائل سيناء» عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، صوراً لعشرات من البدو يستقلون سيارات دفع رباعي مدججين بالسلاح، قال إنها تعزيزات وصلت عقب الحادث للقضاء على «داعش». وعمم الاتحاد بياناً حذر فيه سكان شمال سيناء من التعاطي مع عناصر «داعش»، بعدما أمهلهم 12 ساعة للإبلاغ عن عناصر التنظيم، منبهاً في بيانه الذي تلقته «الحياة» إلى أن «من يساند داعش قولاً أو فعلاً في الميدان وخارجه، ومن يملك معلومات عن التنظيم الإرهابي ولم يقدمها لنا أو للجيش المصري، والذين جعلوا من أماكنهم خنادق اختباء لداعش أو يتسترون عليهم، وحتى من يسقيهم رشفة ماء أو يعطيهم المجال للاستمرار بأفعالهم، سينال أقصى العقوبة ميدانياً، ولن يكون له غطاء قبلي أو عشائري أو إنساني، وسنجعل منه عبرة لكامل سكان الجمهورية». في موازاة ذلك، أعلن الجيش المصري أمس أن قواته في وسط سيناء، قتلت 4 تكفيريين شديدي الخطورة ودمرت سيارة ربع نقل وضبط أخرى محملة بالمخدرات، مؤكداً في بيان استمرار «تنفيذ عمليات نوعية وإحكام السيطرة على الطرق والمعابر للقضاء على العناصر التكفيرية والإجرامية وقطع طرق الإمداد عنهم في وسط سيناء» . من جانبه، تعهد وزير الداخلية المصري مجدي عبدالغفار بـ «دحر الإرهاب وإحباط مؤامراته»، واستعرض الوزير على هامش زيارته أمس أكاديمية الشرطة «طبيعة المرحلة وحجم الأخطار المحدقة والموجة الإرهابية غير المسبوقة التي تواجه البلاد»، محذراً من أن الهدف من تلك المخططات هو «محاولة زعزعة استقرار الدولة» ومؤكداً أنه بالجهود المخلصة والعزيمة والإصرار «سندحر الإرهاب ونحبط المؤامرات كافة التي تجنح للنيل من الخطوات المؤثرة الناجحة التي اتخذتها الدولة نحو مزيد من الاستقرار». وأشاد بـ «حجم النجاحات الأمنية التي تحققت في المرحلة الأخيرة والتي كان لها دور في مواصلة مسيرة جهود التنمية الشاملة». إلى ذلك حضر قائد الجيش المصري الفريق أول صدقي صبحي تمريناً بالذخيرة الحية، نفذه سلاح المدفعية، في صحراء مرسى مطروح، على الحدود الغربية مع ليبيا، قبل أن يتحدث صبحي إلى ضباطه منوهاً بالجهود والتضحيات التي يبذلها مقاتلو المنطقة الغربية العسكرية للحفاظ على أمن مصر القومي، مشيراً إلى أن بناء الفرد المقاتل المحترف القادر على تنفيذ المهام يمثل الركيزة الأساسية لقدرة وكفاءة الجيش في الدفاع عن أمن مصر وسلامتها، وحماية حدود الدولة على الاتجاهات الاستراتيجية كافة. وأعرب وزير الدفاع المصري عن شكره واعتزازه لقبائل وعشائر مطروح وتقديره لدورهم وعطائهم الوطني المشرف ودعمهم الكامل لقوات الجيش في تأمين الحدود الغربية والقضاء على الإرهاب، مؤكداً أنهم حماة للغرب بقيمهم وعراقتهم ورباطهم مع أبنائهم من رجال المنطقة الغربية العسكرية.
مشاركة :