ربما يكون أسلوبنا التعليمي والتقييمي أهم مسببات القلق في الاختبارات، فالتلقين يجعل الطالب أمام تحد كبير في حفظ أكبر قدر من المعلومات. المعلم والطالب في كل مراحل التعليم من الروضة وحتى الدراسات العليا مقتنعون تماماً بأن ما نمارسه في مدارسنا وجامعاتنا لا يحقق المخرجات المتميزة ولا يتماشى مع متطلبات النهضة العالمية، ولكي لا نضع أنفسنا في دائرة مفرغة علينا الآن أن نتعامل مع الوضع الحالي ونحسنه بقدر استطاعتنا، لأنه لا يمكن لطرف أن يتولى التحسين المنشود دون تفاعل من كل الأطراف الأخرى المتعلقة بالتعليم. وأضع أمامكم أهم المؤثرات على التحصيل العلمي وأداء الطلاب في الاختبارات. 1 - القلق والتوتر: المسبب الرئيسي للقلق ليس الاختبارات بحد ذاتها، ولكن تشارك بعض المؤثرات الأخرى مثل التغير المفاجئ في أسلوب الحياة وتغيير أوقات النوم وقلته ونوعية الأكل وكفايته. ولكونهما أخطر ما يدمر الصحة ويشتت التفكير، وهما أكبر عائق بين الطلاب والنجاح والتميز. علاج القلق بالغذاء يبدأ من تأمين احتياجات الغدة الكظرية (فوق الكلوية) بالعناصر الغذائية المهمة، فالمغنيسيوم مثلا مهم ولهذا ركز على الحبوب الكاملة والنخالة والأفضل تناول هذا العنصر في المساء، وتلك الحبوب توفر أيضاً فيتامين (هـ) المفيد لتهدئة الأعصاب. 2 - المنشطات والمشروبات الغنية بالكافيين بالذات مشروبات الطاقة وعقاقير تقليل النوم تهدم ولا تبني، ومع هذا فيقبل عليها مجموعة من الطلاب رغبة في الحلول السريعة مع أنها لا تؤدي أبداً للنجاح والتركيز بل تؤدي إلى تأثيرات عكسية خطيرة على صحة من يتناولها بما في ذلك التأثيرات النفسية كالكآبة والعزلة والخوف الشديد وتشتت تركيزهم وتقلل قدرتهم على التحصيل. 3 - الأغذية المفيدة للدماغ اختصرتها في رسم توضيحي، ولكن يضاف عليها مصادر الطاقة السهلة الموجودة في النشويات منخفضة المؤشر الجلايسيمي أي التي تتحول ببطء للجلوكوز لكي تمد جسمك بالطاقة طوال اليوم وبشكل متوازن، ومن تلك الأغذية الحبوب الكاملة (البر والنخالة)، والخضروات الورقية وتجنب السكريات والحلويات والمشروبات المحتوية على سكر فتأثيرها قصير لايخدمك في الاختبارات. 4 - الوجبات الصغيرة المكررة أربع إلى ست وجبات أفضل من الوجبات الكبيرة الدسمة، الجوع يقلل قدرة المخ على العمل ولا يوفر له الطاقة اللازمة والشبع يسحب الدم من المخ للبطن وهذه التغييرات ترهق الجسم والأفضل توفير احتاجاته من الطاقة والعناصر الغذائية باستمرار وبكميات صغيرة. 5 - التعود على تناول الإفطار يحتاج لوقت، ومن تعود عليه طول حياته سيجد أنه يتقبله جداً ولو في أوقات الاختبارات، ولكن إصرار الوالدين على أبنائهم لتناول الإفطار هذه الأيام دونما تعود مسبق لن يحقق النتيجة المرجوة. مهم أن يحتوى الفطور على بروتين وفاكهة أو عصيرها وأحد منتجات الحليب مع قطعة خبز بر. 6 - شرب السوائل مهم جدا فالماء هو وسيلة التفاعلات الكيميائية والإنزيمات في الجسم والأفضل شرب 7-8 أكواب ماء وويمكن الاستعاضة عن بعضها بتناول العصيرات والحليب طوال اليوم. 7 - النوم في الليل من أفضل وسائل إراحة الدماغ وتنشيطه في الصباح والأفضل أن ينام الطلاب لمدة لا تقل عن سبع ساعات يومياً ولا تزيد عن 9 ساعات. 8 - عندما لا يشتهي الشخص الإفطار فيمكنه الاستعاضة عن ذلك بتناول زبادي مع العسل وشطيرة أو ساندوتش زبدة الفول السوداني مع عصير طازج. 9 - مما ألاحظه على طلابي، أن الطلاب المتميزين يأتون لقاعة الاختبار بهدوء لأنهم يتجنبون المؤثرات السلبية قبل الاختبارت بساعات مثل المراجعات السريعة للمنهج التي تشتت الذهن وتزيد الارتباك، وتخلص من الافتراضات السيئة وتذكر أن 10% فقط من افتراضاتنا السلبية تحدث. 10 - الطمأنينة وتعميق الإيمان بالله تعطي راحة لاحدود لها للنفس، فكلما شعرت بمعية الله زاد اطمئنانك، وقد وجدت من خلال سنوات تدريسي للطلاب أن التوتر قبل دخول قاعة الاختبار أكبر ما يشتت الأذهان ويربك المخ وينسي المعلومات، وبمجرد تخفيف التوتر بعد انتهاء الاختبار يتذكر الطالب كل المعلومات بدون الحاجة لمراجعتها من مصدرها.
مشاركة :