رغم ما يحيط بذلك من مخاطر شخصية، يسعى مئات اللاجئين في ألمانيا إلى إعلان تحولهم عن الإسلام ودخول المسيحية. الهدف من ذلك هو أن العديد منهم يعتقدون أن تلك الخطوة قد تقوي من فرص حصولهم على حق اللجوء في ألمانيا. حتى الآن قام القس غوتفريد مارتنس بتعميد أكثر من 1.200 لاجيء. وبدأ هذا المسار بلاجئين إثنين من إيران عام 2008 في الدائرة الكنيسية التي يعمل بها. ومع مرور السنوات قدم عدد متزايد من اللاجئين معبرين عن رغبتهم في تغيير دينهم. حاليا حصلت الدائرة الكنسية التي ينشط فيها القس مارتنس في برلين على شهرة كبيرة، حيث يشارك مئات الناس في فعاليات القداس التي تُقام هناك باللغتين الألمانية والفارسية. والأشخاص الذين تحولوا عن دينهم هم إيرانيون وأفغان، والعديد من هؤلاء "الجدد" سمعوا لأول مرة في ألمانيا عن الدين المسيحي. ويوضح القس أنه كان مجبرا على البحث عن كنيسة أخرى، لأن كنيسته لم تعد تتسع للأعداد المتزايدة من المصلين. وقال مارتنس: "كانت الذروة بعد إغلاق طريق البلقان". فعندما حدث ما يسمى بأزمة اللاجئين في مطلع عام 2016 بلغ عدد المشاركين في الدروس التحضيرية للتعميد 250 ، في حين كان عدد المشاركين في الدورات التحضيرة والتعليمية سابقا في مستوى 30 شخصا فقط. شهادة التعميد بعد ثلاثة أشهر كافة الأشخاص الذين عمدهم غوتفريد مارتنس هم لاجئون يتحدثون الفارسية أو بعض اللهجات الأخرى. ومايزال بعضهم ينتظر نتيجة طلبه على اللجوء، كما يتوفر آخرين على رخصة إقامة بشكل مؤقت فقط، وهناك منهم أيضا من رُفضت طلباتهم. فهم يقضون ثلاثة أشهر في مزاولة الدروس التحضيرية وبعدها يخضعون لاختبار يشرحون فيه شخصيا الأسباب التي دفعتهم إلى التحول عن دينهم. وقال مارتنس:"سبق وأن رفضنا نحو 300 شخص، ولكن تم تعميد آخرين، حيث إنهم حصلوا على وثيقة إثبات التعميد". غالبية الذين اعتنقوا المسيحية وعددهم حوالي 1.300 شخص يعيشون في دور للاجئين. "إنهم يتحدثون لزملائهم، وهذا يعمل على تشجيع آخرين للقدوم إلينا". غوتفريد مارتنس يتحدث بسرور عن الاهتمام الكبير بدائرته الكنيسية، ويتحدث عن "نعمة اللاجئين" المتوافدين على الكنيسة. الكنائس الألمانية تسجل حاليا زيادة في أعداد التعميد من بين اللاجئين، حيث انتقل العدد من نحو 17.000 عام 2014 إلى 178.408 عام 2015. وتُعد الكنيسة الفارسية-المسيحية في هامبورغ أحد العناوين التي يقصدها لاجئون من أصل إيراني وأفغاني. بمناسبة ذكرى يوم صعود يسوع قام القس ألبيرت بابيان في السنة الماضية بتعميد جماهيري مفتوح لثمانين لاجئ في فضاء حديقة المدينة. برلين: تعميد جماعي للاجئين تعميد مصحوب بمخاطر ليس اعلان التحول علن الدين خاليا من المخاطر، لأن الأشخاص الذين يتحولون الى المسيحية يواجهون الكثير من المضايقات العدائية. ففي بلدانهم الأصلية إيران أو أفغانستان يكونون عرضة للتهديد والاضطهاد الديني، وفي بعض الحالات يواجهون عقوبة الإعدام. وتحدثت تقارير ألمانية عن حصول اعتداءات من حين لآخر في السنوات الأخيرة ضد أشخاص تحولوا عن دينهم. وقال القس مارتنس: "يقيم عندنا حاليا خمسة أشخاص تعرضوا للاعتداءات. أحدهم فقد بعض أسنانه، وآخر أصيب بجرح، وجب خياطته". ويلجأ هؤلاء الأشخاص في بعض الأحيان إلى ضرورة الالتحاق بقداس الكنيسة في الخفاء، حيث يُخفون صليب التعميد عن العموم. ويؤكد القس مارتنس أن الاعتداءات ضد أشخاص تحولو عن دينهم ليست جديدة، وباتت "أمرا عاديا"، ويقف وراءها "مسلمون متطرفون من بلدان مختلفة". التبشير والتعميد السريع وتحدثت تقارير في وسائل الإعلام الألمانية عن وجود محاولات تبشيرية منتشرة بقوة داخل مأوي اللاجئين، حيث تُقدم لهم وعود بتحسين فرص البقاء في ألمانيا في حال التحول الى المسيحية. وقد نُظمت إجراءات تعميدية سريعة داخل بيوت الخواص من قبل بعض الطوائف، وركز مبشرون اهتمامهم على لاجئين أفغان مهددين بمغادرة ألمانيا. وذكر مكتب الهجرة واللجوء إن الرغبة في تبديل الدين هو من الأسباب التي يقدمها طالبوا اللجوء لتعليل سبب هربهم. وفي حال وجود خطر اضطهاد بسبب تغيير الدين، فإن طلب اللجوء يخضع لتدقيق أكبر، حتى يتأكد المقررون من مصداقية طالب اللجوء ومعرفة حقيقة قناعته وليس فقط من خلفية الرغبة في انتزاع حق اللجوء. فرص أفضل للحصول على اللجوء ويشرح القس مارتنس قائلا:"أوضح للاجئين بداية أن تبديل الدين والتعميد لا يزيدان من فرص الحصول على اللجوء، بل قد يساهمان في إضعافها". وقد حصل طالبو لجوء مسيحيون في الآونة الأخيرة على أجوبة سلبية من مكتب الهجرة واللاجئين. وأشار القس مارتنس إلى أن بعض الأشخاص الذين قام بتعميدهم سابقا أُبعدوا عن ألمانيا. شارلوته هاوسفيدل/ م.أ.م
مشاركة :