الجوف (السعودية) ـ أعلن الشاعر خليف الغالب في حوار مع مجلة "الجوبة" العدد 55 أنه متفائل بمرحلة قوية للأدب السعودي.. والحركة الثقافية ستكون الأميز في الوطن العربي. وقال: لطالما كان الإبداع متمردا على سنن النقاد وصرامتهم.. لكن على الشاعر أن يحذر من تسرب الصبغة الأكاديمية الجافة إلى ماء إبداعه..". وأضاف بأن الإنترنت حاضن رقمي للإبداع، وفوائده على الأدب والفنون أجل من الإحصاء، لكني لا أرى حتى اليوم خصائص فنية فارقة في منتجه الأدبي. وقال الشاعر الفائز بجائزة شاعر شباب سوق عكاظ: أكتب النص العامي محبة في هذا اللون وتعبيرا عن بعض الذات المتشظية..! وأضاف في حوار أجراه لمجلة "الجوبة" عمر بو قاسم لا أرى أديبا مميزا إلا وهو قارئ مميز.. والإلمام بالتراث وقراءته والوعي به من أهم ميزات الأدباء البارعين. وقال: إن السرد أصبح ديوان العالم الكبير، ولا غرابة أن تتوجه إليه الأقلام.. وهو فن عظيم له أهله ومبدعوه..! وكانت البصمة الأولى التي تميز بها شاعر شباب سوق عكاظ الشاعر خليف الغالب هي: "رسالة إلى الشنفرى". وهي ليست مجرد قصيدة بل هي بمثابة جسر روحي بين الماضي والحاضر بناه الشاعر بأدواته الشعرية والثقافية الخاصة بشاعرنا، تعمدت أن تكون مقدمة الحوار بعنوان قصيدته "رسالة إلى الشنفرى" لأنها تنسجم كثيرا مع جنونه ومغامراته كشاعر وثقته كمثقف وأكاديمي. وعند سؤالي عن توجهه الثقافي الأكاديمي: ألن يترك أثراً على الشاعر خليف الغالب على المستوى الإبداعي؟ قال: "ولطالما كان الإبداع متمردا على سنن النقاد وصرامتهم.. لكن على الشاعر أن يحذر من تسرب الصبغة الأكاديمية الجافة إلى ماء إبداعه، وهناك تجارب عربية مهمة جمعت بين التنظير الأكاديمي والإبداع الأدبي". ومن نصوص خليف الغالب، قصيدة "خيانة ماضٍ ووجع..!" ويقول فيها: قف أيها المُتساقط النائي دعني أُلملمُ منكَ : أشيائي! دعني أراك وأنتَ تفقدني وتذوب في وهَجي وأصدائي قد خُنتُ ليلَـك .. يا ضياع دمي كيف انغمستُ بذُلِّ أضوائي؟! كيف احتقرتُ مشيبَ قافيتي وسحــلتها في كل ضوضاءِ عـرَّيتُ نُبلكَ في الطريق ضحىً وكسرتُ فيكَ .. شهامةَ الطائي! وأنَـخْتُ راحلةَ الكلام على زنديك .. في سفَري و وعثائي قد خُنتُ ليلكَ .. لستُ معتذراً لا عُذرَ يحملني .. لظلمائي! عيناك جامدتان ! ووجعي تأبى البكاءَ .. وأنتَ من ماءِ! عاصٍ على الأسماء .. مكتملٌ ولقد بَـكتْـكَ جميع أسمائي رؤياكَ : نهرُ الصمت يحرسني وتبخرت رؤياك .. يارائي "لا ظلَّ يتبعنــي" لأتــبعهُ أين الشفاء .. ورُقيتي : دائي! لا عذر ليل يــردَّ ما اقترفتْ لغتي.. ولا "نعَمٌ" تقـي "لائي" ! لا عذر لي وغوايتي : نفَسي والقلب معجونٌ بأخطــائي أتحسس الأحباب في كبِدي ماذا تبقــى من أحبّــائي؟! يا أيها الموتى انبشوا جسـدي إني أَمَــتُّ جميعَ أحـيائي! الإبداع يتمرد على سنن النقاد..! وكان قد صدر العدد الخامس والخمسون من مجلة "الجوبة" الثقافية، حاملا معه العديد من المواد الإبداعية والمقالات والدراسات وقراءات الكتب حيث يكتب رئيس التحرير إبراهيم الحميد في افتتاحيته عن مهرجان الجنادرية مشيرا إلى أنه مهرجان كبير في اسمه وفي موضوعه، مؤكدا أن وزارة الحرس الوطني تبقى الجهة التي تعطي المهرجان حياته وبقاءه. في باب دراسات، كتاب الجوف وادي النفاخ للأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري لـ آيات عفيفي بقراءة، وهويدا صالح في قراءة لرواية "صورة وإناء" في المزاد للكاتب السعودي العاصي بن فهيد، فقراءة في ديوان الشاعرة السعودية نجاة الماجد للتونسي عبدالقادر القلسي، وكتبت سعاد مسكين مقالة في النص المترابط المفهوم والصيرورة والمقاصد، فابراهيم الحجري في قراءة لديوان "لا تجرح الماء" للشاعر السعودي أحمد قران الزهراني، وعاهل الجزيرة الملك عبدالعزيز في وادي النيل لمصطفى يعقوب. أما نجاة الزباير فقدمت قراءة في ديوان "معبر الأضداد" للشاعر أحمد بلحاج آية وارهام، وهشام بنشاوي في قراءة لديوان مخرج طواريء للشاعر إبراهيم زولي. كما كتب في باب نوافذ كل من عبدالله الزماي واستطلاع في الروائي وشخصياته من يقود الآخر؟ وتنشر مجلة الجوبة تحقيق موسع عن مهرجان الجنادرية، وأبوبكر خالد سعد الله في فنون الرياضيات: من الشريط إلى الزجاجة. وتحاور مجلة "الجوبة" الناقد الدكتور سعد البازعي الذي قابلته هدى الدغفق ويقول: إن القلق يتحول إلى معرفة حين تتوفر لدى الإنسان الملكة أو الموهبة من ناحية، والمحصول الثقافي أو الفكري من ناحية أخرى، وأن تويتر بمساحته الضيقة لا يتيح حيزاً كافياً للتحليل، وإنما هو للخاطرة العابرة. وفي مجال "سيرة وإنجاز" تقدم الجوبة الأديب زياد بن عبدالكريم السالم. وفي "القصة القصيرة" شارك كل من: عبدالله السفر، وفاء الحربي، مشاري محمد، حليمة الفرجي، أميرة الوصيف، أحمد طوسون، رجاء الفولي، فهد المصبح، ماجد سليمان. كما شارك جمع من الشعراء هم: نواره لحرش، نجاة خيري، ملاك الخالدي، مجد السريحين، محمود الرمحي، عبدالوهاب الملوح، مها العتيبي، ميسون النوباني، نوير العتيبي، نجاة الماجد، حنان الريس، احمد تمساح. وفي باب "الترجمة" شارك كل من ياسمينة صالح وتركية العمري. إضافة إلى قراءات عديدة من الكتب. أما لوحة الغلاف فهي لوحة تشكيلية من الورشة الفنية لبنات من الجوف - لجنة التنمية الاجتماعية- بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون بالجوف. يذكر أن "الجوبة" مجلة ثقافية تصدر كل ثلاثة أشهر ضمن برنامج النشر ودعم الأبحاث بمركز عبدالرحمن السديري الثقافي بمنطقة الجوف السعودية.
مشاركة :