نظمت جامعة قطر أمس اللقاء الأول من مبادرة «تجربتي» وتضمنت سرد تجارب ذوي الاحتياجات الخاصة في الحياة والصعوبات التي واجهوها خلال مشوار حياتهم، وكيف استطاعوا تذليل كل العقبات بالإرادة والإيمان بالله، ثم الإيمان بقدراتهم وطاقاتهم حتى وصلوا إلى تحقيق أمانيهم. أقيمت الفعالية بالتعاون مع جمعية بيوت الشباب القطرية، ووزارة الثقافة والرياضة، وحضرها سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة، وسعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة، وسعادة الدكتور حسن بن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر، وجمهور غفير من الطلبة والمثقفين والمتابعين، والمهندس إبراهيم السادة صاحب فكرة «مبادرة تجربتي» ولفيف من أساتذة جامعة قطر. شهدت الفعالية تكريم النماذج الفريدة من ذوي الاحتياجات الخاصة التي قدمت تجربتها للبشرية للاستفادة منها، وشارك فيها الطالب أحمد الهاجري بكلية الإدارة والاقتصاد جامعة قطر، والدكتور راشد الكبيسي، والأستاذة صباح البهلاني اختصاصية التعليم والتأهيل للأطفال ذوي الإعاقة، والفنانة صفية البهلاني من سلطنة عمان. بدأت الفعالية بكلمة للطالب أحمد الهاجري الذي روى تجربته مع الإعاقة، موضحاً أنها لم تكن عائقاً أمام طموحاته، وأن أكثر عائق كان يقابله في حياته هو نظرة الشفقة والحزن التي كان يجدها في أعين الناس، وطالب المجتمع بأن يحتضن ذوي الاحتياجات الخاصة، وأن يمنحهم فرصة المشاركة في التقدم، رافضاً عزلهم في مجموعات ضيقة، وأن يقوم بدمجهم في جميع المجالات، فيما طالب ذوي الاحتياجات الخاصة بإخراج قدراتهم وإبراز مواهبهم المتعددة. وقال المهندس إبراهيم السادة -صاحب فكرة «تجربتي»- على قدر ما يجد هؤلاء المبدعون من ذوي الاحتياجات الخاصة من دعم واحتضان لأفكارهم ومبادرتهم الوليدة يكون إصرارهم على مواصلة الطريق، ويكون تحفيزهم على التطور والبناء، ومن هنا بدأت فكرة «تجربتي» لبناء جسور بين المجتمعات الإنسانية تنطلق عبرها التجارب والمبادرات. وأكد «السادة» أن الوعي بأهمية التجارب والمبادرات الشخصية وأثرها في حقوق المجتمعات في شتى المجالات العلمية والإنسانية يستوجب تأسيس البيئات الحاضنة لتلك المبادرات والتجارب، وخلق الفرص لازدهارها عن طريق الدعم والمشاركة. وروى الدكتور راشد الكبيسي تجربته العملية، موضحاً أن بداية حياته العملية كانت في جامعة قطر وتدرج في الوظيفة حتى بات مسؤولاً عن مركز الحاسب الآلي في الجامعة، ثم انتقل إلى مصرف قطر الإسلامي مسؤولاً عن الحاسب الآلي، وقال: «قمنا بعمل نقلة نوعية بالمصرف وأخيراً انتقلت إلى شركة بروة العقارية قبل أن أتقاعد»، وروى بعض المواقف التي تعرض لها في حياته العملية بسبب إعاقته، وقال: «إن حكمته في الحياة كانت عيش اللحظة وتعب أمس يذهب مع أمس، وكنت دائماً أعيش اللحظة قد أتعب فأرتاح بعض الوقت ثم أكمل مسيرتي في الحياة، وهذه الأساسيات التي تعلمتها من خلال تجربتي مع الإعاقة». صفية: أتمنى أن يستفيد الشباب من تجربتي قالت الفنانة التشكيلية العمانية صفية البهلاني من سلطنة عمان لـ «العرب» أتمنى أن يستفيد الشباب القطري من ذوي الإعاقة من تجربتي وكيف أنني استطعت أن أواجه تحديات كثيرة وتغلبت عليها جميعاً بقوة إيماني وعزيمتي حتى استطعت أن أغير نظرة الناس إليَّ من صفية المعاقة إلى صفية الفنانة. وأضافت أنها حكت تجربتها والتحديات التي واجهتها، وكيف أنها استطاعت أن تتغلب عليها حتى يستفيد الشباب القطري من هذه التجارب في مواجهة التحديات التي تواجههم. كما وجهت رسالة لذوي الاحتياجات الخاصة مفادها أن أهم شيء بالنسبة لذوي الإعاقة هو أن يستطيعوا تجاوز التحديات، واجعلوها السلاح الذي من خلاله تستطيعون أن تتقدموا لا أن تحد من قدراتكم. الهاجري: أثبت مواهبي رغم الإعاقة قال الطالب أحمد الهاجري لـ«العرب» وهو بالفرقة الأولى بكلية الإدارة والاقتصاد بجامعة قطر: «إنه استطاع بفضل إيمانه بالله أولاً أن يقوم بمواجهة كل التحديات لأنه كان مؤمناً أن هذه العقبات هي من الله لاختبار مدى صلابته، وقد استطاع التغلب عليها جميعاً». وقال الهاجري في سياق عرض تجربته مع الإعاقة لـ«العرب» منذ كنت صغيراً أسمع الناس يقولون إنني معاق، حيث إني كنت أتلعثم في الكلام، وقلت لنفسي إن هذه الإعاقة هبة من عند الله، وواجبي أن أستخدمها، وقررت أن أواجه كل التحديات وأثبت للناس أنني وبفضل الله أملك قدرات عظيمة. وتابع: قمت بإلقاء خطابات في ندوات كثيرة مثل ما حدث اليوم، حيث تم اختياري لإلقاء كلمة، وقمت بإكمال دراستي ونجحت فيها حتى دخلت الجامعة. وأضاف أحب في نهاية كلامي أن أوجه رسالة إلى كل معاق يجب أن تعتقد أن ما أعطاك الله هو شيء جميل لتقوية ثقتك في نفسك وحتى تكون قريباً منه تعالى، وأنك تستطيع أن تحقق أشياء لا يستطيع غيرك من الأصحاء فعلها البهلاني: التعامل مبكراً مع الإعاقة يسهل الدمج تحدثت صباح البهلاني الأستاذة اختصاصية التعليم والتأهيل للأطفال ذوي الإعاقة عن تعليم وتأهيل الأطفال ذوي الإعاقة منذ ولادتهم، مشيرة أنه من المهم جداً تعليمهم منذ مراحل مبكرة جداً خاصة منذ الولادة، فلو تم التعامل مع ذوي الإعاقة منذ الولادة ستكون فرصتهم أكبر ويسهل اندماجهم في المجتمع، وسيكون عندهم قدرة أكبر على الاندماج في المجتمع وحتى نستطيع القضاء على كلمة ذوي الإعاقة لأن لهم قدرات حتى وإن كانت بسيطة، وعندما يرى المجتمع أن هؤلاء الفئة متواجدة معهم منذ الصغر وباستمرار سيسهل اندماجهم ونستطيع القضاء على كلمة ذوي الإعاقة. السليطي: أطالب بأفلام روائية لتجربتي الكبيسي والبهلاني قال الفنان غانم السليطي لـ«العرب» إننا اليوم شاهدنا تجربتين من أجمل التجارب الإنسانية في مسيرة ذوي الاحتياجات الخاصة التي يجب أن يتعلم منها كل البشر: التجربة الأولى تجربة الدكتور راشد الكبيسي، والتجربة الثانية تجربة الفنانة صفية البهلاني العمانية، وهي تجارب تحتاج أن تدعمها كل الجهات الإعلامية في الخليج سواء عن طريق عمل فيلم تسجيلي أو فيلم روائي عن هاتين التجربتين. وأشاد السليطي بتجربة الفنانة صفية وكيف أنها استطاعت أن تقنع وتنسي العالم إعاقتها وينادونها بالفنانة صفية، وهذه مسيرة في تحدي العقبات صادقة وإنسانية، مطالباً بأن تلتفت لهذه التجارب جهات صناعة الأفلام في منطقة الخليج وقطر وإنتاجها كقصص إنسانية، وأعتقد سيكون فيلماً خليجياً إنسانياً عظيماً.;
مشاركة :