بدأ أطباء قسم الأذن والأنف والحنجرة بمستشفى دبي استخدام تقنية جديدة لأول مرة على مستوى الدولة لإعادة السمع للمرضى من خلال زراعة سماعات عظمية بمواصفات تتناسب مع ضعف سماكة جمجمة الرأس. وأكد استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى دبي الدكتور جمال قسومة على أهمية هذه التقنية التي ستساهم في اتاحة الفرصة للعديد من الحالات المرضية لاستعادة السمع وممارسة حياتهم الطبيعية، مشيرا الى الحرص الذي يوليه مستشفى دبي لاستخدام أحدث الوسائل والتقنيات العالمية لتحقيق السعادة للمرضى. وأوضح الدكتور قسومة ان مستشفى دبي قام خلال الأسبوع الماضي بإجراء أول عملية لزراعة سماعة عظمية وفقا لهذه التقنية لمريضة مواطنة "17 سنة"، كانت تعاني فقدان السمع في الأذن اليمنى منذ الصغر، ولديها ضعف في سماكة عظام الجمجمة يصل الى "1،5 مليمتر" مما يشكل صعوبة أمام الأطباء لزراعة السماعات العظمية العادية التي تحتاج الى سمك في عظام الجمجمة يصل الى "8" مليمترات على الأقل. وقال ان الفريق الطبي قام باستخدام التقنية الحديثة في عملية جراحية استغرقت أقل من ساعة تم خلالها تثبيت صفيحة دائرية مصنوعة من مادة التيتانيوم في عظام الجمجمة ليقوم جهاز خارجي بالتقاط الأصوات ونقلها الى هذه الصفيحة التي يلتصق بها بواسطة مغناطيس عبر الجلد لنقل الاهتزازات الى الأذن الداخلية في الطرف المقابل مما يمكنها من السماع في الجهة اليمنى. وأوضح الدكتور قسومة ان الفريق الطبي قام قبل اجراء العملية بدراسة التصوير المقطعي بشكل دقيق وتحديد احداثيات المنطقة في الجمجمة بمساحة "3" مليمترات مع تحديد المكان المناسب لتثبيت السماعة العظمية. وأكد النجاح الذي حققته العملية التي تمت وفق أفضل البروتوكولات والممارسات الطبية العالمية حيث غادرت المريضة المستشفى في اليوم الثاني وهي لا تحتاج الى أي تأهيل بعد العملية. وأشار الى قيام مستشفى دبي خلال الفترة الماضية بإجراء "7" عمليات زراعة سماعات عظمية لمرضى تزيد سماكة عظام الجمجمة لديهم على "8" مليمترات، مشيرا الى ان السماعات العظيمة المستخدمة في هذه العمليات يمكن من خلالها معالجة العديد من الحالات المرضية مثل الصمم العميق في طرف واحد ووجود تشوهات في الأذن الخارجية حيث تقوم هذه السماعات بتوصيل الصوت مباشرة الى الأذن الداخلية، كما يمكن استخدامها عند وجود مشاكل في الأذن الوسطى مثل الالتهابات المزمنة أو عمليات سابقة على الأذن الوسطى كعمليات الخشاء. وقال الدكتور قسومة ان استخدام مثل هذا النوع من العمليات يمتاز بقلة المضاعفات السلبية إن لم تكن معدومة، وعدم حاجة المريض لفترة طويلة للتعافي، كما يمكن الحصول على النتائج المطلوبة مع الحفاظ على الجانب الجمالي حيث يمكن إخفاء القطعة الخارجية للجهاز تحت الشعر.
مشاركة :