بيروت - يتخطى الفنان التشكيلي اللبناني شوقي شمعون في معرض ببيروت الجدران الفاصلة بين مخلوقات الطبيعة وما هو من صنع الإنسان. يحمل المعرض عنوان "خارج الجدران" ويضم 19 لوحة أنجز الفنان المخضرم غالبيتها بمادة الإكريليك وبعضها بوسائل فنية مختلطة تجمع ما بين الفوضى التجريدية من جهة والألوان والأشكال الهادئة في إطلالتها من جهة أخرى. وتحوي العناوين المطروحة لكل لوحة رسائل اجتماعية وسياسية مبطنة. إحدى اللوحات تحمل عنوان "جدار الإمبراطور ترامب" في إشارة إلى الرئيس الأميركي وأخرى "السلام للقلة" وأيضا "جدار بديل حول الحب" و"إمكانيات غير محدودة" و"الوقوع في الحب" و"السكن للجميع: مشروع مدينة للعام 2200" وأيضا "حوار بين الحضارات" و"السلام أكثر قربا بكثير". يقول شمعون إن معرضه الذي يستمر حتى الثالث من يونيو/حزيران "انعكاس فني للتنقل الاجتماعي والنفسي والمرئي الذي أشهد عليه بين بيئتين متعارضتين هما ما خلقه الإنسان وما خلقته الطبيعة". يشرح فكرته قائلا "الإنسان فرض الجدران الفاصلة بين الدول وهي بالمعنى المجازي تجسد الكراهية والجشع والخوف وطيف القوات السياسية والاقتصادية والعسكرية الجبانة". كان الفنان المخضرم قد انتقل إلى الولايات المتحدة عام 1975 لإنهاء دراساته الأكاديمية الفنية التي استمرت سنوات طويلة وركز خلالها على الفن الجمالي. ويميل شمعون إلى إنجاز أعماله الفنية الأنيقة على أقمشة كبيرة جدا يبرع في تنظيم تقطيعاتها ومساحاتها. يشرح "أختار الكنفاه الكبيرة الحجم لأنني أتعامل معها وكأنها الملاعب التي كنت أقصدها في طفولتي لألهو فيها. بطريقة أو بأخرى ما زلت هذا الطفل الذي يلهو في الملاعب المديدة. أنا اليوم ألهو على الأقمشة الكبيرة والواسعة في امتدادها". ومنذ سنوات طويلة يميل شوقي شمعون إلى إضافة عشرات الأجساد الصغيرة الحجم في الشق السفلي من لوحاته الكبيرة ويشرح هذا العنصر الفني المتكرر قائلا "هذه الشخصيات ترافقني منذ سنوات طويلة. بداية كانت تجسد بالنسبة لي الانتظار الطويل للناس خلال الحرب الأهلية اللبنانية في صفوف طويلة جدا في انتظار أبسط الأمور، أذكر منها على سبيل المثال ربطة الخبز أو القليل من الماء". مع الوقت أمست هذه الأجساد المبهمة والبعيدة جدا والصغيرة مقارنة باللوحات الفائقة الحجم من العناصر المحورية في حياة شمعون الفنية "وهي ترافقني تلقائيا". ولد شوقي شمعون في لبنان عام 1942 وقدم 30 معرضا فنيا في مختلف أنحاء العالم كما شارك في أكثر من 55 معرضا جماعيا وبينالي منذ العام 1968.
مشاركة :