التوترات تتسلل لتحالف ماكرون – بايرو قبل الاستحقاق التشريعي

  • 5/12/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

باريس - يواجه الرئيس الوسطي ايمانويل ماكرون الذي يتسلم رسميا مهام منصبه الاحد، أولى التوترات في إطار فريقه، فيما تلوح في الأفق المعركة الحاسمة للانتخابات النيابية الفرنسية في يونيو/حزيران. ويفترض أن يكون تقديم لائحة المرشحين للانتخابات التشريعية التي تجسد التغيير والتوازن بين اليسار واليمين، أول مؤشر قوي على التجديد الذي وعد به الرئيس المنتخب في السابع من مايو/ايار. لكن الاعلان عن هذه الدفعة الأولى من المرشحين الـ577 التي سيقدمها الحزب الرئاسي "الجمهورية الى الامام" قبل الايداع الرسمي للترشيحات، عكرته أخطاء والمآخذ الحادة التي وجهها حليف مهم للرئيس، هو الوسطي التاريخي فرنسوا بايرو. وقال رئيس الحركة الديمقراطية الحزب الفرنسي الوحيد الذي عقد معه ماكرون اتفاقا سياسيا خلال الحملة الرئاسية إن "لائحة الترشيحات المنشورة هي لائحة حركة إلى الأمام السياسية. وهي ليست في أي حال من الأحوال تلك التي وافقت عليها الحركة الديمقراطية". ويأمل بايرو (65 عاما) الذي يلتقي الجمعة هيئات حزبه، في أن "تتيح حركة عقلانية ترشيحات مشتركة في كل الدوائر الانتخابية كما اتفقنا أنا وايمانويل ماكرون منذ اليوم الأول لتوافقنا". وذكرت صحيفة "ليزيكو" الاقتصادية أن "يوم الترشيحات تحول الخميس عودة قاسية إلى الواقعية السياسية. وفرنسوا بايرو، الحليف الذي أتاح له أن يحقق نتيجة مهمة في استطلاعات الرأي، تسبب في اندلاع أزمتهما الأولى على صعيد القمة". وحرص الأمين العام لحزب الرئيس ريشار فيران صباح الجمعة إلى طمأنة حليفه بالقول له إن كل شيء "سيجري على ما يرام" على صعيد الانتخابات التشريعية، مضيفا "نواصل السير معا". "حيل صغيرة" وهذا الشجار الذي أضيف لتوه إلى المسلسل الذي تتابعه وسائل الإعلام حول فرص انضمام رئيس الوزراء الاشتراكي السابق مانويل فالس إلى الأكثرية الرئاسية، يستغله اليمين الذي يسعى إلى إعادة رص صفوفه بعد انتخابات رئاسية مدمرة. وقال كريستيان جاكوب رئيس كتلة نواب "حزب الجمهوريين" اليميني، إن ماكرون "متورط بالكامل في قضية الترشيحات هذه وبات لا يعرف كيف يخرج منها". وأكد "هذا موقف ساسة صغار. هذه هي الحقيقة بصراحة، ثمة وراء كل ذلك كثير من الخداع وحيل صغيرة". وفيما انبهر بعض الجمهوريين بإيمانويل ماكرون وطرحت أسماء منبثقة من صفوف اليمين لتولي منصب رئيس الوزراء، يتعين على الحزب اليميني رص الصفوف حتى يأمل في تحقيق نتيجة جيدة في الانتخابات التشريعية من شأنها أن تجنبه التهميش. لذلك ينتقد اليمين أيضا وجود عدد من النواب القدامى في الحزب الاشتراكي بين مرشحي ايمانويل ماكرون. وقال رئيس كتلة الحزب فرنسوا باروان "إنها عملية إعادة تدوير للحزب الاشتراكي الذي بات في حالة تسيب"، مشيرا على سبيل المثال إلى تعيين غاسبار غانتزر المستشار الصحافي لفرنسوا هولاند، مرشحا في بريتانيا (غرب). وفي الإجمال، تضم اللائحة التي أعلنت الخميس 22 نائبا من الأكثرية السابقة، بينهم 16 من الحزب الاشتراكي. وهم جنبا إلى جنب مع وجوه سياسية جديدة، مثل عالم الرياضيات سيدريك فيلاني ومصارعة الثيران ماري سارا وقاضيين سابقين أيضا ورئيس نادي الركبي في طولون مراد بوجلال، الذي أعلن اسمه لبعض الوقت، هو جزء من الأسماء العشرة الخاطئة التي أعلنها فريق ماكرون. يتسلم ايمانويل ماكرون رسميا مهامه الأحد في حفل انتقال، السلطات من الرئيس المنتهية ولايته فرنسوا هولاند، ثم يعلن على الأرجح اسم رئيس الوزراء. وسيقوم ابتداء من الاثنين برحلته الأولى إلى الخارج للقاء المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في برلين. وشدد المقربون من ماكرون على "أهمية العلاقات بين فرنسا وألمانيا من أجل انعاش المشروع الأوروبي".

مشاركة :