رفعت «أوبك» بشكل حاد أمس الأول، توقعاتها لإمدادات النفط من المنتجين من خارجها في 2017، حيث شجع ارتفاع الأسعار منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة على ضخ المزيد من الخام، وهو ما يضر بجهود المنظمة للقضاء على تخمة المعروض العالمي ودعم الأسعار من خلال خفض إنتاجها. بينما ارتفعت أسعار النفط أمس، يتوقع تمديد تخفيضات الإنتاج التي تقودها «أوبك» لما بعد منتصف العام الحالي وبفعل انخفاض مخزونات الخام الأميركية لأدنى مستوياتها منذ منتصف فبراير الماضي. وسجلت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 50.96 دولاراً للبرميل مرتفعة 19 سنتاً بما يعادل 0.37 في المئة عن الإغلاق السابق. وبلغ سعر العقود الآجلة للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 48.01 دولاراً للبرميل بزيادة 18 سنتاً أو 0.38 في المئة. وقال بنك الاستثمار الأميركي جيفريز في مذكرة «أسعار الخام قد تكون بصدد التعافي». ورفعت «أوبك» بشكل حاد أمس الأول، توقعاتها لإمدادات النفط من المنتجين من خارجها في 2017 حيث شجع ارتفاع الأسعار منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة على ضخ المزيد من الخام، وهو ما يضرّ بجهود المنظمة للقضاء على تخمة المعروض العالمي، ودعم الأسعار من خلال خفض إنتاجها. وقالت «أوبك» في تقريرها الشهري، إن المنتجين من خارج المنظمة سيزيدون المعروض بواقع 950 ألف برميل يومياً هذا العام من 580 ألف برميل يومياً في توقعاتها السابقة. ونتيجة لذلك، قلصت المنظمة توقعاتها بشأن الطلب على خامها خلال 2017 بواقع 300 ألف برميل يومياً. وتقلص «أوبك» إنتاجها نحو 1.2 مليون برميل يومياً من أول يناير، مدة ستة أشهر في أول خفض لها في ثماني سنوات لامتصاص فائض المعروض العالمي. ووافقت روسيا وعشر دول أخرى منتجة من خارج المنظمة على خفض الإنتاج بحوالي نصف ذلك. وسيضيف التقرير إلى الجدل الدائر بخصوص جدوى اتفاق خفض الإمدادات، المتوقع تمديده عندما يجتمع المنتجون في وقت لاحق هذا الشهر. ورغم تلقي أسعار النفط دعماً فإن زيادة الإمدادات من المنافسين تحد من المكاسب، وأظهرت تخمة المخزون تباطؤاً في الانحسار. وقالت «أوبك» في التقرير: «زادت شركات النفط والغاز الأميركية بالفعل أنشطتها في 2017، ومن المتوقع أن يرتفع إنتاج الخام المحكم الأميركي بوتيرة سريعة ليزيد نحو 600 ألف برميل يومياً في 2017». وقلص النفط مكاسبه بعد نشر التقرير ليجري تداوله دون 51 دولاراً للبرميل، وهو أقل من المستوى، الذي تحبذه السعودية والبالغ 60 دولاراً. ولا تزال الأسعار أعلى من مستوى 48 دولاراً الذي سجلته قبل عام. وألمحت «أوبك» في التقرير إلى استمرار الامتثال المرتفع من جانب أعضائها إلى اتفاق خفض الإنتاج، وقالت إن مخزونات النفط في الدول الصناعية هبطت في مارس، لكنها لا تزال أعلى من متوسطها في خمس سنوات بنحو 276 مليون برميل. وتراجعت الإمدادات من الإحدى عشرة دولة في «أوبك» الملزمة بمستويات مستهدفة الإنتاج بموجب الاتفاق، المستثنى منه ليبيا ونيجيريا، إلى 29.674 مليون برميل يومياً الشهر الماضي بحسب أرقام من مصادر ثانوية تستخدمها «أوبك» في مراقبة الإنتاج. وهذا يعني امتثالاً من «أوبك» بنسبة 111 في المئة بالخطة وفقاً لحسابات «رويترز» ارتفاعاً من 104 في المئة في مارس. ولا تنشر «أوبك» نسبة الامتثال. الإمارات والعراق نقلت مصادر ثانوية عن «أوبك»، أن إنتاج المنظمة شاملاً نيجيريا وليبيا تراجع بنحو 18 ألف برميل يومياً في أبريل إلى 31.73 مليون برميل يومياً. ووفقاً للمصادر الثانوية وبيانات سعودية، فإن المملكة زادت إنتاجها بنحو 50 ألف برميل يومياً على الرغم من استمرار الرياض في طرح كميات أقل من المتفق عليها. وقال بعض المنتجين الكبار في «أوبك»، إن إنتاجهم أعلى من أرقام المصادر الثانوية، مما يعني تراجع نسبة الامتثال مع استخدام هذه الأرقام. وأبلغت الإمارات بزيادة إنتاجها 15 ألف برميل يومياً إلى 2.988 مليون برميل يومياً، وهو مستوى أعلى من المستهدف لها في اتفاق «أوبك» والبالغ 2.874 مليون برميل يومياً. وقال العراق، إنه ضخ 4.53 ملايين برميل يومياً فوق هدفه المحدد بإنتاج 4.351 ملايين برميل. وقلصت المنظمة توقعاتها للطلب على نفطها في 2017 إلى 31.92 مليون برميل نتيجة المعروض الكبير المتوقع من منتجين خارج المنظمة بانخفاض قدره 300 ألف برميل يومياً مقارنة مع التوقعات السابقة وقرب مستويات الإنتاج الحالية. وأي معروض زائد من أوبك أو المنتجين من خارج المنظمة قد يعود بالسوق إلى تحقيق فائض. لكن بعض المسؤولين من الدول الأعضاء أبدوا تشككاً في مكانية استمرار الانتعاش في إنتاج النفط الصخري. توقعات بانضمام تركمانستان لخفض الإنتاج قالت مصادر من منظمة «أوبك» وقطاع النفط، إنه من المرجح أن تنضم تركمانستان إلى خفض في إمدادات النفط تقوده المنظمة بهدف دعم أسعار الخام، وهو ما يوسع قليلا نطاق تقليص الإمدادات. واتفقت (أوبك) وروسيا ومنتجون آخرون العام الماضي على خفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميا مدة 6 أشهر من الأول من يناير الماضي. وتلقت أسعار النفط دعما منذ ذلك الحين، لكن المخزونات العالمية ظلت مرتفعة، وهو ما دفع الخام للتراجع صوب 50 دولارا للبرميل، وضغط على «أوبك» لتمديد الخفض إلى نهاية 2017 على الأقل. وتحث «أوبك» منتجين آخرين على الانضمام إلى اتفاقية خفض الإنتاج. وستجتمع المنظمة مع الدول الأخرى المشاركة من خارجها لوضع سياسة الإنتاج بفيينا في 25 مايو. ومن المنتظر أن تشارك تركمانستان ومعها مصر في الاجتماع. وقال أحد المصادر طالباً عدم الكشف عن هويته «من المتوقع أن تحضر مصر وتركمانستان المؤتمر للمرة الأولى». وتركمانستان منتج صغير للنفط، وتضخ نحو 250 ألف برميل يومياً من الخام. وأظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن ضعف البنية التحتية في تركمانستان يحد من صادراتها. وقال مصدر آخر من أوبك «ربما يكون هناك مزيد من الخفض إذا انضمت دول أخرى من خارج «أوبك» إلى الاتفاقية»، مضيفاً أنه من المتوقع أن تفعل تركمانستان ذلك. وقال وزير البترول المصري طارق الملا الخميس، إن «مصر ستحضر الاجتماع في 25 مايو كمراقب، لكنها لن تخفض إمداداتها. ويتجاوز استهلاك مصر النفطي إنتاجها من الخام الذي يقدر بنحو 700 ألف برميل يوميا». وأضاف الملا أن «مصر ستشارك كمدعوة، لكنها لن تخفض الإنتاج، نظراً لأنها تعاني نقصا في المنتجات ولا تصدر الخام». مجلس وزراء «أوابك» يجتمع الاثنين أعلنت منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)، أن مجلس وزراء المنظمة سيعقد اجتماعه الـ98 (على مستوى المندوبين)، في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة يوم الاثنين المقبل. وقالت «أوابك» في بيان صحافي أمس وخصت بنشره (كونا)، إن من بين البنود المدرجة على جدول أعمال الاجتماع المصادقة على الحسابات الختامية للأمانة العامة والهيئة القضائية لعام 2016. وأوضحت انه سيتم خلال الاجتماع استعراض نشاطات الأمانة العامة، والاطلاع على الاستعدادات الجارية لعقد مؤتمر الطاقة العربي الحادي عشر، والمقرر عقده في المملكة المغربية عام 2018. وأشارت الى انه من البنود المدرجة أيضا التقرير ربع السنوي حول (الأوضاع البترولية العالمية)، ومتابعة شؤون البيئة، وتغير المناخ والفعاليات التي نظمتها الأمانة العامة أو شاركت فيها خلال النصف الأول من 2017. وأضافت أن من تلك الفعاليات الملتقى الـ24 لأساسيات صناعة النفط والغاز، الذي عقد في مقر المنظمة بدولة الكويت أبريل الماضي، مشيرة الى انه سيناقش أيضا في الاجتماع سير العمل ببنك المعلومات، واللقاءات على مستوى جامعة الدول العربية والدراسات التي أنجزتها الأمانة العامة. وذكرت أن الاجتماع الـ147 للمكتب التنفيذي سيعقد في مدينة دبي بالإمارات اليوم وغداً، وهو اجتماع مخصص للتحضير لاجتماع مجلس وزراء المنظمة الـ98 وإعداد جدول أعماله.
مشاركة :