متابعون للشأن الليبي أن الجماعة استفادت من الصراع السياسي وتحاول تغذية تمددها من خلال اطالة أمد الأزمة وأنها تقف وراء تأجيج مخاوف كتائب المسلحة معتدلة موالية لحكومة السراج من أن لقاء أبوظبي يعزز وضع حفتر كرجل قوي. وكتب هاشم بشر وهو قيادي بارز في صفحته على فيسبوك يقول "قلنا مرات عديدة لا للحكم العسكري وطرابلس خطر أحمر سواء لحفتر أو غيره". وأصبح رد الفعل أوسع وأكثر غضبا بعد أن أدلى محمد سيالة وزير الخارجية في حكومة السراج بتصريحات أشار فيها إلى قبول حفتر كقائد للجيش وطني. وأدانت سرايا الدفاع عن بنغازي التي تصدت لها قوات الجيش الوطني الليبي مرارا مع اندفاعها إلى الغرب والجنوب، تصريحات سيالة وشككت في اجتماعات تعقدها حكومة الوفاق الوطني. ولم يسافر السراج إلى القاهرة لعقد اجتماع للمتابعة مع حفتر كان من المتوقع أصلا أن يعقد الخميس. وتعمل دولتا الجوار الليبي الجزائر وتونس على تعزيز مبادرة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي للمصالحة الليبية، لكن المساعي الدبلوماسية مفككة وأحد أسباب ذلك الغموض الذي يحيط بالسياسة الأميركية في ظل إدارة ترامب وتأجيل تغيير في قيادة بعثة ليبيا لدى لأمم المتحدة. وتبقى جماعة الاخوان المسلمين أحد الأطراف المعطلة لأي جهد دبلوماسي لجمع فرقاء الساحة الليبية على طاولة الحوار تمهيدا لمصالحة شاملة تساعد في بناء الدولة على أسس مدنية ديمقراطية. وهذه المقاربة تصطدم بأجندة اخوانية لا تروم التهدئة بقدر ما تدفع للصدام في الوقت الذي تحتاج فيه ليبيا إلى توحيد المؤسسات وانهاء الانقسام. وتحاول جماعة الاخوان الليبية استثمار المشهد الأمني والسياسي المعقد وانفلات السلاح وتعدد أطراف الصراع على النفوذ، قطع الطريق على المصالحة التي ينشدها الشعب الليبي بعد نحو ست سنوات من الفوضى وعدم الاستقرار.
مشاركة :