معارض التشكيل المحلية.. فنون العالم تتحاور في الإمارات

  • 5/13/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: محمد ولد محمد سالم أصبحت معارض ومهرجانات الفنون التشكيلية التي تقام في الإمارات على مدار العام داعماً مباشراً للحركة التشكيلية المحلية، فهذه المهرجانات تتميز بالتنوع، في المشاركين الذين ينتمون عادة إلى عشرات الدول من العالم، ويقدمون مشاركات في مختلف الفنون البصرية المعاصرة، من رسم ونحت وتصميم وتركيب وتصوير وفيديو آرت وجرافيك وخط، وبوسائط متعددة، تجمع بين الريشة والألوان والقلم والأزميل والحجر والكاميرا والكومبيوتر، وتخرج من خلفيات ثقافية متعددة وتضم فنون أمريكا وأوروبا وإفريقيا والهند والصين واليابان والعرب، وتستحضر الماضي بكل أشكاله، والحاضر بكل تجلياته، وتنفتح على الحداثة بمفهومها الواسع الذي لم يعد يضع حدوداً بين العوالم الثقافية والمادية التي يمكن للفن أن يدخلها أو يستفيد منها، فكل مادة وكل فكرة، قابلة لأن تحول إلى عمل فني، وأن ينظر إليها من منظور جديد.هذا العالم الواسع المفتوح على آخره أصبح يغذي خيال الفنان لاختراع ما شاء من التصورات الفنية وتنفيذها على أرض الواقع، وقد عملت المهرجانات الإماراتية الكبرى في هذا الصدد، وأصبح ما يقام فيها من أعمال يحفز خيال الفنان الإماراتي، ويستقطبه للانخراط في هذه الحركة، ويكفي هنا أن نستعرض ما يهيئه كل من «فن أبوظبي»، و«آرت دبي»، و«بينالي الشارقة» للفنان الإماراتي، حيث نلاحظ حجم الاستقطاب والتأثير الإيجابي الذي تؤثر به تلك المهرجانات في المسيرة الفنية المحلية.يقدم فن أبوظبي برنامجاً متنوعاً وحافلاً بالفعاليات الفنية المختلفة، كالمعارض والأمسيات الفنية والندوات والاستعراضات الفنية المختلفة في أرجاء مدينة أبوظبي، ليشكل منصة متنوعة من الفنون تقدم غنى بصرياً وإبداعياً للزائرين، ويتوج هذا البرنامج السنوي بمعرض «فن أبوظبي» الذي يُقام في شهر نوفمبر/‏‏تشرين الثاني في جزيرة السعديات، ويشمل العديد من المعارض والأعمال التركيبية من مختلف أنحاء العالم، وقد حرص المهرجان على استقطاب فنانين إماراتيين لتقديم مشاركاتهم، والدخول في حوارات مثمرة مع الفنانين العالميين الحاضرين في المهرجان، ويقدم المهرجان كل التسهيلات الضرورية للفنانين الإماراتيين للمشاركة، وقد أصبحت تعرض فيه مشاركات فنية لفنانين متميزين لهم حضورهم على الساحة المحلية ما يعني أن حضور الفنان الإماراتي في هذه المهرجانات هو حضور دائم.يستقطب «آرت دبي» سنوياً مئات الفنانين وتشارك فيها عشرات الدول، عشرات صالات العرض المحلية والعالمية، ما يعني أن التنوع هو طابعه الأساسي، وفي دورة 2017 التي انعقدت في مارس/‏‏آذار الماضي نظم 94 معرضاً من 43 بلداً، بمشاركة 500 فنان، وبتنويعات فنية هائلة، وقد ظل هذا المهرجان منذ انطلاقته يفتح الباب للمشاركات الإماراتية سواء الفردية منها أو التي تأتي عن طريق صالات العرض المحلية التي تشارك بالعشرات في مختلف فعالياته وأنشطته، ويشكل برنامج الفنان المقيم إحدى المنصات الدائمة للمشاركة الإماراتية في المهرجان.أما بینالي الشارقة، فقد شكّل منذ انطلاقته أولى التظاهرات الفنية المحلية التي تطل على الفنون العالمية من بابها الواسع، سواء عبر المفهوم الذي طرح للفن، والذي تجاوز مفاهيم التشكيل التقليدية لينفتح على الفنون البصرية المعاصرة بكل تجلياتها، وكذلك عبر استدعاء مشاركات فنية عالمية، مشغولة برؤى التجريب والحداثة، والبحث الدائم عن الجديد الذي يتجاوز العادي إلى المدهش، وثالثاً عبر الثيمات التي يطرحها البينالي والمفتوحة على تأويلات لا تتناهى، وقد شكل كل ذلك عامل تأثير في وعي الفنان المحلي، واستقطاباً للتجارب الحداثية الإماراتية التي تسعى إلى أن تجد لها موطئ قدم في خضم الحركة التشكيلية العالمية، وفي دورة 2015 من البينالي شاركت ثلاثة من رواد الحداثة الإماراتية بأعمال لافتة، وهم حسن شريف، ومحمد كاظم، وعبدالله السعدي.قدم محمد كاظم في البینالي معرضاً استعادياً لبعض الأفكار والتقنیات التي میزت عمله في تسعینات القرن الماضي، ولا سیما تقنیات الخدش باستعمال المقص، فعمل على الورق لكي ينتج علامات شبیهة بلغة برايل تشي بأشكال شعرية دقیقة، أما الفنان عبدالله السعدي فقدم سلسلة من الأعمال التي أنتجها خلال «رحلة الزنوبة» وهو المشروع الذي أنتجه خصیصاً للبينالي.

مشاركة :