تمكنت قوات الجيش اليمني بمساندة التحالف العربي من السيطرة على الوادي الكبير ومنطقة الهاملي بالكامل في محيط معسكر خالد غرب تعز، فيما واصلت تمشيط المناطق المحيطة بمدينة ميدي في محافظة حجة، مع استمرار المواجهات ضد الميليشيات في جبهات عدة، في وقت شددت فيه ميليشيات الحوثي الحصار على حليفها المخلوع، خوفاً من فراره باتجاه مناطق أخرى خارج العاصمة، والتخلي عن تحالفه معها. وتفصيلاً، أكدت مصادر عسكرية في مدينة المخاء على الساحل الغربي لمحافظة تعز، تمكن وحدات من الجيش الوطني بمساندة كبيرة من التحالف العربي، من السيطرة على الوادي الكبير ونوبة عامر وأجزاء كبيرة من منطقة الهاملي في محيط معسكر خالد الاستراتيجي في مديرية موزع غرب تعز، مشيرة إلى اندلاع معارك عنيفة في منطقة العصفورية جنوب المعسكر باتجاه مفرق المخاء. وأشارت المصادر إلى أن العمليات الأخيرة تأتي في إطار الحملة العسكرية التي بدأتها قوات الجيش والتحالف قبل يومين، لاستكمال تحرير الجبهات الواقعة غرب تعز، بهدف تأمين العمق البري للقوات المتقدمة نحو الحديدة ومينائها الاستراتيجي لتحريرهما. وأوضحت المصادر أن تحرير مناطق الوادي الكبير والهاملي ونوبة عامر وأجزاء كبيرة من مديرية موزع تشكل أهمية كبيرة بالنسبة لقوات الشرعية، نظراً لكثافة الأشجار التي تتميز بها تلك المناطق، والتي تتمركز فيها الميليشيات بعد نصب راجمات صواريخ كاتيوشا ومدفعية ورشاشات تستهدف من خلالها أي تقدم للجيش نحو استكمال تحرير معسكر خالد المحاصر منذ أسابيع. وكانت مقاتلات التحالف شنت غارات مكثفة على أطراف مديرية موزع باتجاه مفرق البرح، وأخرى على منطقة الهاملي ومدرسة مديخنة، قبل أن تتمكن قوات الجيش من تطهيرها، كما قصفت بثلاث غارات تجمعات للميليشيات أمام مصنع إسمنت البرح، وأربع غارات على تعزيزات تابعة لهم في منطقة البهول، وأخرى على منطقة مفرق مقبنة، ما أسفر عن تدمير تعزيزات للميليشيات كانت في طريقها إلى جبهات مقبنة غرب تعز. وتحدثت مصادر ميدانية عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في المعارك الأخيرة غرب تعز، فيما استشهد ثمانية من الجيش الوطني وأصيب 14 آخرون. وفي جبهات مدينة تعز، تمكنت وحدات من اللواء 22 ميكا، التابع للشرعية من السيطرة على كلية الطب شرق المدينة بعد كسر محاولة تسلل للميليشيات باتجاه أحياء الدعوة والكمب في محيط معسكر التشريفات والقصر الجمهوري، تحت غطاء ناري من أنظارهم المتمركزين في تبتي سوفتيل والسلال. في الأثناء، دكت مدفعية الجيش مواقع الميليشيات في التباب المطلة على تقاطع شارع 24 وشارع 50 شمال شرق الدفاع الجوي وأطراف جبل الوعش، فخلفت سبعة قتلى في صفوفها وعدداً من الجرحى ودمرت آليات عسكرية كانت في تلك المناطق. وعلى الصعيد الأمني في تعز، عاودت عناصر الشرطة العسكرية التابعة للشرعية انتشارها مجدداً على المدخل الغربي لمدينة تعز، بعد أن تلقت تدريبات خاصة خلال الفترة السابقة، وشوهدت عربات الشرطة العسكرية وعناصرها منتشرين في عدد من النقاط الحساسة والمهمة وسط المدينة وأطرافها، ضمن برنامجها الخاص بتثبيت الأمن. وفي حجة شمال غرب اليمن، تمكنت قوات الجيش بمساندة التحالف من قتل 15 وإصابة العشرات من الميليشيات، أثناء عمليات التمشيط التي نفذتها خلال اليومين الماضيين في محيط ميدي الجنوبي والشرقي. وأكد مصدر في المنطقة العسكرية الخامسة، فشل الميليشيات الانقلابية في محاولتها استعادة المواقع التي خسرتها أخيراً نتيجة تصدي وحدات من الجيش للمحاولة بالقرب من محيط قلعة القماحية شرق جنوب مدينة ميدي، الذي تكبدت فيها الميليشيات خسائر كبيرة. وكانت مقاتلات التحالف استهدفت تعزيزات للميليشيات في الخط الترابي الواقع شرق مديرية ميدي كانت متجهة إلى حرض، وقد شوهدت النيران تشتعل في عدد من المركبات والعربات العسكرية، فيما سمع دوي انفجارات بعد لحظات من استهدافه. وفي الحديدة، تمكنت عناصر المقاومة في إقليم تهامة من تنفيذ ثلاث عمليات نوعية ضد الميليشيات، الأولى استهدفت طقماً عسكرياً في شارع الجامعة بمديرية الحوك، خلف قتلى وجرحى لم يتمكن من معرفة عددهم، والثانية استهدفت عربة عسكرية بقنبلة يدوية في الشارع المؤدي من كلية الآداب إلى جولة الشهداء، أدت إلى مصرع عنصر وإصابة اثنين آخرين من الميليشيات، والهجوم الثالث تم فيه قنص عنصر من الميليشيات في شارع موسى بمديرية الميناء، ما أدى إلى مصرعه على الفور. وفي الضالع، تجددت المواجهات في محيط منطقة مريس وأطراف مديرية قعطبة شمال المحافظة بين الجيش من جهة والميليشيات الانقلابية من جهة أخرى، استخدمت فيها المدفعية الثقيلة، فيما لم ترد أنباء عن وقوع خسائر بشرية نتيجة تلك المواجهات. وفي عمران شمال العاصمة صنعاء تمكنت مقاتلات التحالف من تدمير آليات عسكرية للميليشيات في جبل ضين بمديرية عيال سريح شمال المحافظة، كانت في طريقها إلى جبهات صعدة. وفي العاصمة صنعاء، جابت شوارع المدينة أمس عربات عسكرية تابعة للميليشيات الانقلابية، تطالب فيها سكان المدينة بالتحرك ضد من سمّتهم «الطابور الخامس»، في إشارة واضحة إلى أنصار المخلوع صالح، الذي عمدت الميليشيات أخيراً إلى تشديد الحصار عليه، خوفاً من فراره باتجاه مناطق أخرى خارج العاصمة، والتخلي عن تحالفه معها. وأكدت مصادر أن تحركات المخلوع داخل صنعاء لا تتم إلا بعد حصوله على موافقة خطية منهم، مشيرة إلى أن الحوثيين استولوا على مخصصات حزب المخلوع في البنوك اليمنية، ولم يعد يستطيع صرف أي مرتبات لأعوانه إلا بموافقة رئيس ما يسمى بـ«المجلس السياسي». ولم تستبعد المصادر تصفية الحوثيين للمخلوع، مشيرة إلى أن الحوثيين يتخذونه في الوقت الحالي مصيدة لإخضاع أنصاره لمخططاتهم. وذكرت المصادر أن الحوثيين وضعوا «رئيس البرلمان» يحيى الراعي، الموالي للمخلوع، تحت الإقامة الجبرية في صنعاء. وأفادت مصادر مقرّبة من المخلوع صالح بأن الحوثيين نشروا عناصرهم في المناطق الجنوبية للمدينة بشكل مكثف، حيث تقع مقار قوات المخلوع صالح (الحرس والخاصة) ومنازله وعدد من أقاربه وقياداته، ونصبوا كاميرات في عدد من الأحياء والشوارع وفي البنايات الكبيرة، لمراقبة تحركات المخلوع وعناصره، وعدد من قيادات حزبه، فيما تم وضع عدد من قيادات حزب المخلوع تحت الإقامة الجبرية.
مشاركة :