كشفت دراسة علمية حديثة، نشرتها صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أن القراءة تجعل منهم أشخاصاً أكثر حناناً وتعاطفا. ووفقا للدراسة، تبين أن من يقرؤون الأدب هم الفئة الأكثر ميلاً للتصرف بطريقة مقبولة اجتماعياً بالمقارنة مع هؤلاء الذين “يلتصقون” بشاشة التلفزيون. ويشير فريق البحث إلى أن قراءة الكتب تتيح للناس رؤية الأشياء من وجهات نظر الآخرين، وهو الأمر الذي يجعلهم أفضل في فهمهم للآخرين. درس الباحثون بجامعة “كينغستون” آثار القراءة أو مشاهدة التلفزيون على مختلف سمات الشخصية. وأجاب المشاركون في الدراسة عن استبيان بشأن تفضيلهم للكتب والتلفزيون والمسرحيات. ثم تم اختبارهم بشأن مهاراتهم الشخصية، مثل إلى أي مدى يضعون مشاعر الآخرين في اعتبارهم، وما إذا كانوا قد قاموا بمساعدة الآخرين. وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يفضلون قراءة الأدب أظهروا سلوكيات اجتماعية إيجابية، وبدا عليهم التعاطف مع الآخرين. لكن أولئك الذين فضلوا مشاهدة التلفزيون أصبحوا أقل وداً، وأقل فهماً لآراء الآخرين. وفي مؤتمر عقد في برايتون، رجّح الباحثون أن هذا ربما يرجع إلى أن قراءة الكتب تتيح للأشخاص رؤية الأشياء من وجهات نظر الآخرين، الأمر الذي يجعلهم أكثر قدرة على فهم الآخرين. وبتتبع نتائج دراسة أجريت في العام الماضي، تبين أن قراءة الأدب الكلاسيكي يجعل الشخص أفضل في التعرف على العواطف. وكشف علماء النفس، من المدرسة الحديثة للبحوث الاجتماعية في نيويورك، أنه تم عرض قائمة من 130 اسماً على أكثر من 2000 شخص لكي يختاروا فقط الأسماء التي تنتمي إلى مؤلفين. وكان من المفترض أن أولئك الذين عرفوا كتّاباً مثل جورج أورويل وكازو إيشيغورو وتي إس إليوت يميلون إلى قراءة المزيد من الإبداع الأدبي، في حين أن أولئك الذين اختاروا مؤلفين مثل ديك فرانسيس وجاكي كولينز ودانيال ستيل وستيفن كينغ يفضلون قراءة كتب أخف. ثم عرض على المتطوعين صوراً لعيون ممثل وطُلب منهم تسمية المشاعر التي عبرت عنها العيون. وبحسب الدراسة، كلما تعرف المشاركون على مؤلفي الكتب الأدبية، كان ذلك أفضل في قراءة لغة العيون. وقال الباحثون، بقيادة دكتور ديفيد كيد ودكتور إيمانويل كاستانو، إنه في حين أن الروايات الشهيرة تميل إلى أن تكون ذات صيغ وشخصيات “مسطحة”، فإن الخيال الأدبي يضم أموراً أكثر تنوعاً، وأفراداً جديرين بالاهتمام النفسي، وهي الأمور التي على القراء بذل الجهد لفهمها. وأضافوا: “كما هي الحال في الحياة الحقيقية، فإن عوالم الخيال الأدبي مليئة بالأفراد المعقدين، الذين نادراً ما يتم تمييز حياتهم الداخلية ولكنها تتطلب التفسير. والخيال الشعبي، الذي هو أكثر قرباً لعقل القارئ، يميل إلى رسم العالم والشخصيات بشكل متسق داخلياً ويمكن التنبؤ بهم”.
مشاركة :