ما لا يمكن قياسه.. لايمكن إدارته

  • 5/13/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

حدث في أستراليا أن عايشنا في حكومة حزب العمال وبعدها في حكومة حزب الأحرار اختلافات في السياسات الداخلية والخارجية. ورغم ذلك لم يستغرب أحد أن يكون هناك أسماء، وفي كلا الحزبين، أول وظيفة رسمية لهم "وزير". كان ذلك يحصل في بلد غربي تديره مؤسسات حكومية،خاصة بنظام تكاملي نفعي، وبعمل تراكمي. من هذه المعلوم غير المهمة للقارىء الرياضي، أريد أن أوضح أمور ربما يجهلها البعض في مجتمعنا، ولو كانوا للأسف من أهل الإختصاص. ماذا نعني بإداره عليا؟، وما الوضع في الأندية. في العمل المؤسسي، المنصب القيادي الأعلى (الإدارة العليا) تهتم بأمرين لا ثالث لهما. بناء وتفعيل العلاقات الخارجية، والتخطيط للمستقبل. وكلاهما يخدم ويؤثر في الآخر. بالإضافة، أنه في وجود عمل مؤسسي تراكمي، الهيكل الإداري لا يتغير كثيرا مهما تغير الرئيس، يذهب رئيس ويأتي غيره ويعفى وزير ويأتي آخر. ونلاحظ أنه في التجربة الأستراليه، التعيين والتقييم لمن ينفذ إستراتيجية الحزب الفيدرالي الحاكم. ولربط ماذكرنا أعلاه على الأندية في السعودية، والتي مازالت مؤسسات حكومية غير ربحية، ولكنها للأسف عملها غالباً غير مؤسسي. لذلك تتضرر بشكل كبير بمدى قدرة الرئيس القيادية. وهنا نخص بناء وتفعيل العلاقات الخارجية والتخطيط للمستقبل، وينصب التركيز فيها فقط على تنظيم وقتي مرحلي في الأمور المادية والقانونية. والنتائج مقياس النجاح والفشل. ولضرب مثالة من الواقع المحلي القريب، تجد تجربة في النصر وأخرى في الاتحاد. الأول رئيسه رسمي يقضي عامه الثامن ومازال، بينما الرئيس في الثاني مكلف، أنهى موسمه الأول واستقال. ولعلنا نفضل أن نتحدث عن تجربة إدارية قصيرة ولكن ناجحة. الراحل أحمد مسعود ــ رحمه الله ــ ، القادم من خلفية إقتصادية إدارية ناجحة، عندما وافاه الأجل كان العمل المؤسسي الذي بدأه مستمرا. ورغم ماحصل من أحداث مالية وقانونية، وحالة صعبة لم تحصل في تاريخ ناد سعودي. وفاة الرئيس وخصم النقاط ومطالبات داخلية، وقضايا خارجية بملايين الريالات ولم تنته. استطاع رئيس الاتحاد المكلف أن يحيد الخصوم قدرا لإمكان ويتعامل مع المشكلات المادية والقانونية بتخطيط وأولوية، نالت رضا الأغلبية المحايدة والقريب المنصف. وثق علاقاته مع الداخل الأهم، من أعضاء مجلس إدارة وكادر تدريبي ولاعبين أجانب ومحليين. وفي الخارج كان على اتصال مباشر مع رئيس الهيئة الرياضية ونال منه الدعم. فتح قنوات اتصال مع أعضاء شرف داعمين، تواصل مع فيفا بنفسه، ومع المطالب والقضايا الخارجية فحسم بعضها وأوجد حلولا سريعة للأخرى. فكانت النتيجة أن انتهى موسم الاتحاد ببطولة، وبأقل صرف مالي منذ سبع سنوات. والإبقاء على مكتسبات الموسم من مدرب متمكن، ومجموعة متناغمة من المحترفين تحدث الفارق الفني والنقطي. وانتهى برسم خطة أولويات لمن يأتي بعده. في أول تجربه للرئيس باعشن في سدة كرسي ساخن، في موسم ملتهب، أنهى موسمه الوحيد باحترام الجميع، وكسب تجربة ميدانيه في القانون الذهبي في الإدارة مالا يمكن قياسه لا يمكن إدارته. مضمضة أخيره: في زمن تفعيل التخصص والخصخصة، تستطيع الإدارة العليا في الهيئة الرياضية الاستفادة من خبرة المهندس حاتم باعشن وفريق إدارته لتكوين لجنة (إدارة أزمات). وليبدأ تكليفهم بالتوجه فوراً للعريجاء فهناك (عزيز قوم) تقطعت به السبل وينتظر طوق نجاه. نلقاكم في مقال السبت القادم ودمتم بخير.

مشاركة :