راشد القمزي صديق الحيوانات المفترسة

  • 5/13/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحفل حديقة الحيوانات في مدينة العين في شتى أقسامها بكوادر وكفاءات إماراتية تعمل وبشغف في وظائف غير تقليدية، حيث كسرت بفعالية المفهوم السائد عن ما هو شائع بأن معظم الشباب الإماراتيين يبحثون عن الوظائف المكتبية، إلا أن المجتمع الإماراتي أصبح منفتحا للوظائف الميدانية، فنسبة التوطين في حديقة الحيوانات في العين في ازدياد، وهذا يأتي ضمن أهداف الحكومة الرشيدة. وفي هذا الإطار التقت «البيان» الشاب الإماراتي راشد علي القمزي، 37 عاما، وهو رئيس وحدة آكلات اللحوم والرئيسيات في الحديقة، وحاصل على عدة شهادات أبرزها دبلوم في تخصص إدارة الأعمال في الولايات المتحدة الأميركية، ودبلوم آخر في إدارة الحيوانات المهددة بالانقراض من بريطانيا. مبديا رضاه وسعادته بطبيعة عمله وما يتضمنه من عدة مهام، ناصحا غيره من الشباب الخريجين بعدم التردد بالعمل في الحديقة التي توفر الفرص التي من شأنها أن تؤدي إلى تطور الشخص نفسه، وحصوله على الكثير من الخبرات: تجديد وأوضح راشد القمزي أنه ترك عمله في إحدى وزارات الدولة، وقرر الالتحاق بالعمل في الحديقة منذ عام 2009. وقال بابتسامة عفوية: «أشعر بسعادة كبيرة حينما أرى زملائي وزميلاتي وجميعهم من شباب الدولة يعملون في عدة أقسام منها صون الطبيعة والتعليم، والعمليات، والاتصال والتسويق، والموارد البشرية، والمرافق العامة. وجميعنا نحرص في كل يوم على تعلم أشياء جديدة، بل ونعتبر أنفسنا جزءاً من أسرة كبيرة وهي أسرة العاملين بحديقة الحيوانات بالعين». وأضاف القمزي: «وبما أنني رئيس وحدة آكلات اللحوم والرئيسيات في الحديقة، فإن الوحدة تتكون من فريق عمل يضم أكثر من 25 موظفا. خاصة وأن الوحدة تتضمن حيوانات مفترسة كالأسود والنمور والفهود والكلاب الأفريقية والذئاب العربية وغيرها الكثير مما يتطلب رعاية كبيرة وعناية خاصة واهتماما لا محدود». ويتطلع القمزي إلى أن يكون له دور بارز في تحقيق رؤية واستراتيجية الحديقة في الحفاظ على أنواع الحيوانات المهددة بالانقراض، مشيرا إلى أن مهامه الوظيفية تتمثل في إدارة موظفي الوحدة، وتوزيع المهام، والإشراف على حيوانات الوحدة بشكل يومي، واعتماد النظام الغذائي، ووضع الخطط الشهرية. تجميع كما أردف القمزي: إن فترة عملي الطويلة في الحديقة علمتني الكثير، ومنها أصبحت أعرف أنواع الحيوانات الموجودة في الحديقة، والتغذية المناسبة لكل نوع، وكيفية تحضير الطعام لها، حيث عملت سابقا أيضا كملاحظ للحيوانات، ثم مشرف تجميع الحيوانات، وتعلمت كيف أُطعم الحيوانات، وتقديم اللازم لرعايتها، وإجراء الإسعافات الأولية قبل وصول الطبيب البيطري في حال احتاجت إلى ذلك، وغيرها من المهام التي يقوم بها ملاحظو الحيوانات في الأقفاص، وهم الأقرب إلى الحيوانات بحكم رعايتهم اليومية لها. سفاري لن يحظى الزائر بفرصة التعرف على القمزي فقط في حديقة الحيوانات في العين، وإنما سيراه أيضا في سفاري العين وبالقرب من الأسود. وحول ذلك قال القمزي: «أضطر بحكم مهام عملي للتواجد أيضا في سفاري العين الذي يسنح للزوار فرصة مشاهدة أكثر من 400 حيوان بري يمارس حياته اليومية بحرية دون أقفاص أو قيود، ليعيشوا تجربة جديدة وفريدة في عالم الحياة البرية، ومنها مملكة الأسود التي تحتوي على معرضين رئيسيين للأسود أحدهما بمساحة 4000 متر مربع والآخر 4200 متر مربع، وأتواجد بالقرب من مملكة الأسود لملاحظتها وتوفير الرعاية اللازمة لها». مؤكدا على أن مشروع سفاري العين يعد من أضخم المشاريع السياحية في إمارة أبوظبي، ويأتي ضمن أضخم المشاريع لتتوج جهود حديقة الحيوانات بالعين في تقديم مشاريع سياحية حيوية تهدف إلى جعل مدينة العين وجهة ترفيهية جاذبة ورئيسية في إمارة أبوظبي. طبيعة وأكد القمزي على أنه كثيرا ما يسأله الزوار عم مفهوم صون الطبيعة ؟ ليجيب بقوله: «هي محاولة الحد من تراجع أعداد الأنواع البرية، ومنع الحيوانات المهددة بالانقراض من الاختفاء كلياً، وحماية واسترجاع البيئات الطبيعية». ومن جانب آخر لا ينصح القمزي الشباب باقتناء الحيوانات المفترسة، حيث تقفز فوق محاذير صحية واجتماعية، وعدم قانونيتها وخطورتها على الفرد والمجتمع. تدريب أوضح القمزي أن هناك اتفاقيات تعاون ما بين حديقة الحيوانات في مدينة العين وحدائق الحيوانات في بعض الدول، ويتذكر رحلة العمل التي قام بها إلى حديقة الحيوانات في الرباط، بهدف خلق مجالات للتعاون في ميادين البحث والمحافظة على الأصناف والأنواع المحلية والمستوطنة وتبادل الخبرات. وقال القمزي: «قمنا بتنفيذ برنامج تدريب عملي للعاملين في مجال رعاية الحيوانات في حديقة الرباط لمدة ثمانية أيام. خبرات لم يتردد راشد القمزي في الفوائد الكثيرة التي اكتسبها ولا يزال في عمله بحديقة الحيوانات في مدينة العين، ومنها الصبر، خاصة وأن التعامل مع الحيوانات المفترسة يحتاج إلى التحلي بالصبر حتى تستجيب للأوامر، إضافة إلى قوة الملاحظة وسرعة البديهة. كما أن القمزي صاحب خبرة تامة بمهام رعاية الحيوانات، وفهم سلوكياتها وحاجاتها، ويمتلك مهارات عدة تمكنه من القيام بمهام عمله والحفاظ على الحياة البرية في الحديقة.

مشاركة :