عمل المرأة وضرورة التوازن بين الوظيفة والبيت

  • 5/13/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أصبح التوفيق بين عمل المرأة خارج المنزل وتربية أولادها في الداخل هاجسا يؤرق الكثير من النساء العاملات في مختلف الميادين ـ خاصة ـ فيما يتعلق بالمحافظة على التوازن العام داخل البيت، كما يعد نوعا من الامتحان الصعب الذي قد يصادف كل امرأة أم، كما يدور حول عمل المرأة خارج البيت كثير من المغالطات والخلل في الكيفية التي يسير عليها، الأمر الذي يعود بالأثر السلبي على استقرار بيت الزوجية، سواء في العلاقة بين الزوجين، أو من ناحية اهتمام ورعاية الأم العاملة لأولادها، وقد تزداد المشكلة تعقيدا لتصل حد الطلاق وانحلال مؤسسة الأسرة، فيضيع الأولاد بين سؤال لا يجد له القضاء حلاً عملياً ويتوجب على المرأة الذكية أن تجتاز هذا الامتحان مهما كانت الصعاب، وأن تحسن اختيار عملها، حتى لا يؤثر ذلك على واجباتها كزوجة وكأم، ما يؤمن لها الراحة الجسدية والنفسية ويحافظ على استمرار العائلة ويبعد شبح المشاكل والمصاعب التي قد تؤزم العلاقة الزوجية من جهة وعلاقة الأم بأولادها من جهة أخرى، (البيان) استطلعت آراء عدد من العاملات في مختلف الميادين والمجالات واللائي أكدن أن متطلبات العصر الحديث دفعت بالكثير منهن إلى العمل بغرض تحقيق الكثير من مطالب الحياة المستجدة، كما أنه أصبح من أولويات حياة المرأة وخاصة بعد التخرج من الجامعة، ولأن هدف الخروج للعمل والغاية منه تغيرت بتغير الزمن، فإن النساء العاملات أصبحن لا يستغنين عنه باعتباره وسيلة لتحقيق الذات وكسب المال وتوسيع نطاق العلاقات الاجتماعية مطالبات في الوقت ذاته بضرورة مراعاة الحالة النفسية للأم العاملة وتقليل ضغوط العمل، وزرع القيم الثقافية عن أهمية الاستقرار الأسري بمشاركة المؤسسات التعليمية، وتقليل ساعات الدوام، إضافة إلى توفير دار حضانات للعاملات في مختلف الدوائر الحكومية والمحلية، حتى يتمكن من الموازنة بين عملهن وأسرهن ما يؤثر إيجابا في توافقهن الزواجي. مفاهيم خاطئة تقول فاطمة سيف الشامسي مدير إدارة الدعوة بمحكمة عجمان الشرعية: إن العلاقة المتينة التي تقوم بين الأم وأولادها ورب الأسرة لا يمكن أن تتدهور وتنهار نتيجة عمل الأم، فمتانة العلاقة لا تقوم على عدد الساعات التي تقضيها الأم بجانب طفلها وزوجها بقدر ما تقوم على صدق وصحة تربيتها، وحبها له، مبينة أن هناك مفاهيم خاطئة من أن عمل المرأة الأم قد يكون طعنة واضحة للعلاقة الزوجية، التي تبدأ بالتفكك والزوال ما يؤثر سلباً على الروابط العائلية، ويؤثر على مستقبل الأولاد، داعية المرأة العاملة ألا تصاب بخيبة الأمل وتبدأ بتأنيب ضميرها، وتعتقد بأنها مسؤولة عن كل ما يمكن أن يصيب طفلها من أمراض أو صدمات نفسية نتيجة عملها. استقلالية وتقول نعمة الشواف تدرس إرشاد أسري بالكلية الجامعية في عجمان في مداخلتها: إن المرأة من خلال عملها تشعر بأنها حققت استقلاليتها وزادت من مدخول الأسرة، فهي تشارك في راتب زوجها، وأنها على قدم المساواة معه، لافتة إلى أن هناك بعض النساء العاملات يعتقدن أن لهن الحرية الكاملة في إدارة وتصريف أمور المنزل من دون مشورة الزوج الأمر الذي يثير الخلاف بين الزوجين، فعليهن مراعاة ذلك والابتعاد عن المشاجرات والخلافات الزوجية التي يكون من نتائجها التفكك الأسري. أعراف مقبولة قال القاضي حمود عبد الله الحمود رئيس المحكمة الشرعية في عجمان: إن لعمل المرأة إيجابيات عديدة تتمثل في الاستقلالية التي تجدها في ممارستها لعملها خارج البيت والذي يتناسب مع طبيعتها واختصاصها بمقتضى الأعراف المقبولة شرعاً، كما يكسبها خبرات تعينها على تربية أبنائها، إضافة إلى رفع المستوى الاقتصادي للأسرة . مصير الراتب ولفت رئيس المحكمة الشرعية في عجمان إلى أن خروج الزوجة للعمل لا يسقط نفقتها الواجبة على الزوج المقررة شرعا، وفق الضوابط الشرعية، ما لم يتحقق في ذلك الخروج معنى النشوز المسقط للنفقة، ويجوز أن يتم تفاهم الزوجين واتفاقهما الرضائي على مصير الراتب أو الأجر الذي تكسبه الزوجة، مبينا انه يجوز للزوجة أن تشترط في عقد الزواج أن تعمل خارج البيت، فإن رضى الزوج بذلك ألزم به، ويكون الاشتراط عند العقد صراحة، كذلك لو تزوجها وهي موظفة فليس له أن يمنعها عن العمل إن لم يترتب على عملها أضرار للأسرة، وفي المقابل يجوز للزوج أن يطلب من الزوجة ترك العمل بعد إذنه به إذا كان الترك في مصلحة الأسرة والأولاد، مبينا في الوقت ذاته أن بعض الرجال يشترطون في عقد الزواج أن تعمل المرأة، كما أن بعضهم أصبحوا يعتمدون على زوجاتهم حتى في المصروفات المنزلية. تكافل وتناصر من جهته يقول الدكتور عدنان بن محمد أبو عمر محاضر في الكلية الجامعية للأم والعلوم الأسرية للمساقات إن للزواج حقوقا وواجبات متبادلة بين الزوجين، وهي محددة شرعا وينبغي أن تقوم العلاقة بين الزوجين على العدل والتكافل والتناصر والتراحم والخروج عليها يعد محرماً شرعاً، كما أنه لا يجوز للزوج أن يسيء استعمال الحق بمنع الزوجة من العمل أو مطالبتها بتركه إذا كان بقصد الإضرار أو ترتب على ذلك مفسدة. تحديات قالت نعمة علي التي تدرس فقه المعاملات وتعمل لدى شرطة الشارقة إنها استفادت من الندوة التي عقدت بمحكمة عجمان في الجانبين الاجتماعي والتشريعي، لأنها عرفت الطالبات بالتحديات التي تواجه المرأة العاملة، والتي قد تثبط من مشاركتها التنموية الفاعلية في مختلف القطاعات، مبينة أن خروج المرأة للعمل أثر عليها وعلى الأسرة، وكما للمرأة حقوق فعليها التزامات.

مشاركة :