سهر الهلاليون حتى فجر يوم أمس وهم ينتظرون ماذا سيسفر عنه اجتماع أعضاء الشرف الذي سيناقش استمرار مدرب الفريق الأول لكرة القدم سامي الجابر من عدمه.. انتظروا كثيرا ولكن بلا فائدة، فالبيان الذي صدر عن الاجتماع ترك الأمور معلقة وبلا حسم.. الانتظار الهلالي الذي تسبب في تعليق الموقع العالمي عدة مرات بالأمس كان إعلانا واضحا على تأييد جماهيري كبير ببقاء الكوتش سامي الذي يرون أنه قدم موسما رائعا مع الفريق لا يمكن أن تقاس نتائجه بالبطولات فقط. غير أن ما رشح من أخبار أصابت الهلاليين بالإحباط بعد أن تزايدت الضغوط الشرفية لإبعاد (الكوتش) لأمور لا علاقة لها بالجانب الفني بل هي ترسبات وحسابات شخصية لا أكثر.. وربما تكون هي المرة الأولى في العالم أن يحظى مدرب بكل هذا الدعم الجماهيري ضد إدارة ناديه التي لا تستطيع حسم أمر بقائه على الرغم مما حققه مع الفريق وقيادته له لتحقيق المركز الثاني في الدوري وكأس ولي العهد والتأهل للدور ربع النهائي من البطولة الآسيوية المهمة. لا يمكن القياس على نتائج الجابر مع الهلال بالبطولات فقط.. فالإدارة ذاتها اعترفت على لسان رئيسها الأمير عبدالرحمن بن مساعد أن أخطاء تحكيمية واضحة تسببت في فقدان الهلال للدوري وكأس ولي العهد.. وتعهد بأنهم لن يقبلوا بالأخطاء في الموسم المقبل.. ولكن عندما تواجهت الآراء عجزت الإدارة عن حماية مدربها.. مع أنه كان من الخطأ أن تخضع جدارة الجابر لمثل هذا التقييم غير الموضوعي والمبني على قناعات شخصية لا أسس فنية لها.. وهذا ما أغضب الجمهور الهلالي الذي ظهر لأول مرة ساخطاً على مجلسه الشرفي.. وعبر الإعلامي المخضرم محمد البكر عن رأي عدد كبير من الهلاليين عندما قال:" هل أدخل سامي الجابر نفسه في مواجهة مبكرة مع بعض أعضاء الشرف؟ هل كان جزءا من لعبة التحدي أم مقتنعا بما قال.. تقييمه الآن لا يرتكز على معايير فنية".. وربط مغردون ماحدث مع الجابر بما حدث من قبل مع المدرب القدير خليل الزياني ولكن بشكل أسرع.. فالتاريخ يعيد نفسه. اجتماع بلا حسم لم يتفق الهلاليون في الاجتماع على رأي واحد.. ولكن هل النية كانت مبيتة لإبعاد المدرب، وكشف إعلاميون عن ذلك قبل بدء الاجتماع ودخل بعض أعضاء الشرف منزل الأمير نواف بن سعد وهم يحملون أسماء مدربين أوربيين، وقيمة تعاقد كل منهم.. وشهد الاجتماع الذي كان يفترض أن يناقش أمورا هلالية كثيرة تركيزا على موضوع الجابر.. فاعترض عدد من شرفيي الهلال على استمرار (سامي) مع الفريق، فيما أصر آخرون على ذلك.. أما الإدارة فكانت في محل وسط وإلا لما كان هناك داع لمثل هذا النقاش غير الملزم لها.. وكان تركيز الإدارة أنه في حالة عدم بقاء الجابر فعلى الطرف الرافض له أن يتكفل بكل مايترتب على رحيله من نفقات بدءا من تكاليف الجهاز الفني الجديد والشرط الجزائي الذي يجب أن يدفع للجابر نتيجة الإخلال بالعقد الممتد لسنتين معه. ولم يكن البيان الذي صدر عن الاجتماع مرضياً.. فهو أبقى الأمر في يد الإدارة بعد أن تم تأجيل البت في مصير المدرب لعدة أيام.. وقال البيان :"وضع الجهاز الفني لفريق الهلال الأول لكرة القدم، ومستقبله خلال الموسم القادم، حيث عرض رئيس النادي رؤيته؛ لوضع الجهاز الفني وتقييمه له، ثم استمع رئيس النادي لجميع وجهات نظر أعضاء شرف النادي المشاركين حضورياً وهاتفياً، وبعد أن أبدى كل عضو شرف وجهة نظره الخاصة بشكل مفصّل؛ اتفق الجميع على إحالة وجهات النظر جميعها إلى رئيس النادي لاتخاذ القرار النهائي بما فيه مصلحة فريق الهلال الأول لكرة القدم ومستقبله، إذ ستعلن إدارة النادي قرارها النهائي حيال هذا الأمر خلال الأيام القليلة القادمة؛ بما يحقق مصلحة النادي". أمور غير فنية لم يرض الهلاليون عن هذا الحل المطاطي.. فالأعضاء الرافضين لبقاء الجابر لأمور غير فنية لن يكونوا صرحاء أمام الجمهور برأيهم.. بل تركوا الأمر بوجه الإدارة التي بدا واضحا أنه لا يهمها أن يبقى أو يرحل طالما لن يكلفها ذلك شيئا.. يؤكد البكر ذلك ويقول:" لو أن جمهور الهلال هو من يختار مجلس إدارته لما تجرأ أحد من مجلس الإدارة أو أعضاء الشرف على الحديث عن إبعاد سامي.. قوة سامي يستمدها من جمهوره". وحوى البيان براءة للمدرب الجابر من خروج الفريق خاوي اليدين فهو سار على نهج الإدارة في اتهام بعض لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم بالإضرار بالهلال.. بعد أن جاء فيه :" ناقش المجتمعون ما تعرّض له الهلال هذا الموسم من تجاوزات وقرارات من بعض لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم، وخصوصاً لجنتي الحكام والانضباط، وأكدوا على أن ما تعرض له الهلال هذا الموسم تجاوز كل معايير المنافسة الشريفة وعدالة القرارات، مطالبين الاتحاد السعودي لكرة القدم، بتحمّل مسؤولياته بهذا الصدد وإصلاح هذا الخلل والتعامل بجدية مع هذه التجاوزات، وأنّ الهلاليين أعضاء شرف ومسؤولين وجماهير؛ لن يقبلوا بتكرار ما حدث هذا الموسم مستقبلاً، حيث سيتم التعامل مع أي تجاوزات تجاه الهلال؛ بكل الطرق التي تكفل حصول الهلال على حقوقه".. فإذا كان هناك اعتراف صريح بأن الهلال تعرض لظلم تحكيمي خاصة في مباراة نهائي كأس ولي العهد والتي خسرها بركلة جزاء أكد الخبراء أنها غير صحيحة فكيف يلام الجابر على ذلك ويتم طرح الثقة به وكأنه هو المتسبب بما حدث وتجاهل تطور أداء الفريق مؤخراً؟.. الجواب لدى الشرفيين. ناجح فنياً لا يمكن الحكم على سامي الجابر بالفشل فنياً.. فالمدرب الذي قاد الهلال في أول سنة تدريب له للفوز على كل الفرق التي واجهها وبنتائج كبيرة لا يمكن أن يوصف بذلك.. فهو قاد الهلال للفوز على بطل الدوري وكأس ولي العهد بالأربعة.. وبالنتيجة ذاتها على بطل كأس الملك الشباب.. وفاز بالأربعة أيضا على الأهلي ثالث الدوري وثاني كأس الملك.. كما فاز على الاتحاد والاتفاق بالخمسة.. وألحق بهم بطل آسيا في عام 2011 السد القطري.. ودك شباك النهضة بالستة.. وحقق خلال 41 مباراة قاد فيها الفريق للفوز في 29 مباراة وهو أعلى رقم يحققه الهلال في عدد الانتصارات من أربع سنوات والتي قاد فيها الهلال مدربون عالميون.. كما سجل لاعبوه واحدا من أعلى المعدلات التهديفية بـ91 هدفا، كما لا يمكن القول إن دفاع الهلال كان الأسوأ في تاريخه.. فحتى وإن تلقت شباكه 38 هدفا فالهلال في الموسم الماضي تلقت شباكه 40 هدفا وفي الموسم الذي سبقه 44 هدفا وحتى في موسم جيرتس الخيالي تلقت شباك الهلال 40 هدفا.. فالحكم الفني كان سيكون في صالح الجابر لو تحقق فعلاً. حتى التقييمات العالمية تقف في صفه فهو وعلى الرغم من فقدانه الألقاب المحلية أنهى موسمه وهو في المركز الـ22 في تقييم المدربين العالمي متفوقاً على كل المدربين العالميين الذين دربوا في الدوري السعودي بما فيهم من حقق الألقاب.
مشاركة :