ما إن يقترب إسدال الستار على العام الدراسي، ويشحذ الطلاب هممهم نحو انطلاقة الاختبارات النهائية، إلا وتطرأ بعض السلوكيات السلبية البعيدة تماما عن النهج التربوي الصحيح، وتفتح تساؤلات عديدة عن مدى قيام أولياء الأمور والتربويين وكافة الجهات المعنية بدورهم كل بحسبه. ففي حين يلقي أولياء الأمور باللائمة على المدارس، لعدم احتواء الطلاب وعدم السماح لهم بالخروج سواء قبل انتهاء الدوام الرسمي أو السكوت عن المظاهر التي تحدث خارج المدرسة بعد انتهاء فترتي الامتحان والتأخر عن الذهاب للمنزل، يتهم المربون أولياء الأمور بعدم التشديد على أبنائهم من خلال المتابعة الدائمة واللصيقة لهم، ما يضيق على أصحاب السوء طريقهم ويعيق تنفيذ مخططاتهم. وعن هذه المخالفات يقول مدير عام الإدارة العامة للتربية والتعليم بمحافظة جدة عبدالله أحمد الثقفي، أن هذه الحالات رغم ندرتها إلا أنها مؤسفة جدا ولايمكن القبول بها، ولذلك وجه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم بإيقاف نتائج المدرسة وتعليقها، لأن ما حدث يدل على أنه لابد من مراجعة التربية في هذه المدرسة سواء فيما يتعلق بالطلاب أو أولياء الأمور أو المعلمين وكان قرار موفقا وفي وقته. وبين أن وزارة التربية والتعليم وجهت، بإطلاق حملة كبيرة جدا للاحتفاء بالكتب وربطت تسليم النتائج بتسليم الكتب، وأن يكون تعاون بين الجمعيات الخيرية مع شركة تدوير الكتب لاحترام الكتاب، فهناك مقررات مفيدة جدا يستفيد منها طلاب العلم لو وضعت في المساجد أو في المكتبات العامة لو أخذها من يريد الاستفادة منها فهي اختصار لكثير من أمهات الكتب، ولذلك الآن تحديدا في تعليم جدة لدينا تعميم صدر إلى كافة المدارس للاهتمام بالكتاب وهي مسؤولية مدير المدرسة والمرشد الطلابي والمديرة والمرشدة. وأضاف: يعود الكتاب للمدرسة إما للجمعيات الخيرية أو لمكتبة المدرسة أو مكتبة الحي أو مكتبة المسجد، والفائض تتولاه شركات تدوير الكتب والورق، أما قذفها في الشوارع فهو أمر غير مقبول لا شرعيا ولا اجتماعيا ولا تربويا. وعن ضبط الطلاب أثناء فترة أداء الاختبارات النهائية، قال الثقفي: أرسلنا دليلا إجرائيا للمدراس للتواصل مع أولياء الأمور من خلال المدارس ما قبل وأثناء وبعد الاختبار، وتحدثنا بشكل صريح بأن هناك بعض ضعاف النفوس من يستغلون الطلاب والطالبات بعد انتهاء الاختبارات وسجلت في هذه الفترة وفق دراسات علمية أن 70 في المائة من الشباب الذين وقعوا في الانحراف كان بسبب هذه الفترة بالمرحلة المذكورة. وشدد مدير عام تربية وتعليم جدة، أن هناك تنسيقا مع أولياء الأمور والجهات الأمنية لضبط الوضع بعد انتهاء الاختبارات حتى العودة إلى المنزل، أما ما بين الفترتين فلا يسمح بخروج الطلاب والطالبات من المدارس. وعن الأنشطة الصيفية قال الثقفي: مسؤوليتنا لا تنتهي بانتهاء الدراسة فلدينا أندية علمية ونوادي أحياء وأندية موسمية مفتوحة للجميع سواء للآباء أو الأمهات في المدارس، وتستقطب كل الطلاب موزعة بعدالة جغرافية في الأحياء، تفتح أبوابها من بعد صلاة العصر إلى العاشرة مساء، وفيها أنشطة مختلفة رياضية اجتماعية علمية ثقافية وتعارف للحي، وهي من الأمور التي تعتز وزارة التربية والتعليم أن تقدمها للجميع وتوفر لها كل الإمكانات.
مشاركة :