خلف الحربي يكتب: مأساة الغرب المسكين

  • 5/21/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تناول الكاتب السعودي، خلف الحربي، في مقاله المنشور بصحيفة «عكاظ»، في عدد اليوم الأربعاء، رد فعل محامي الشيخ أحد محتسبي تويتر ــ الذي انتشرت له مكالمة هاتفية ماجنة مع فتاة، مستنكراً تهديد هذا المحامي بفضح الليبراليين في مقاطع فيديو ماجنة مشابهة، مبدياً اندهاشه من مهاجمة المحامي للغرب؛ لأنهم يأكلون الساندويتش في الشارع، ولا يملكون وقتاً لتناول الغداء، متحدثاً عن المأساة التي يعيشها الغرب؛ لأنهم لا يأكلون مجتمعين، ولكنه لا يعرف أنه ربما كان يريد اللحاق باجتماع عاجل لتطوير الهواتف الذكية؛ كي يتمكن ذلك الشيخ (صاحب المكالمات الساخنة) من مهاجمة التغريب عبر موقع «تويتر»! أو أنه يريد اللحاق بورشة عمل لتطوير موقع «يوتيوب»؛ كي يتمكن محامي الشيخ من شرح معالم بؤس الغرب بطريقة أفضل.  لمطالعة المقال خطيئة أكل الساندويتش في الشارع!  ظهر مقطع فيديو عجيب لمحامي أحد محتسبي تويتر ــ الذي انتشرت له مكالمة هاتفية ماجنة مع فتاة ــ مستخدماً أسلوباً غريباً للدفاع عن موكله، حيث هدد هذا المحامي بفضح الليبراليين في مكالمات ومقاطع فيديو ماجنة، مشابهة لمقطع شيخه المحتسب، والحق أنني أكره هذا اللون من تصيد الفضائح الشخصية، سواء كانت للشيخ أو لخصومه، ولكنني أود أن أوضح لهذا المحامي غريب الأطوار أن الليبراليين في حساباته، وفي حسابات جماعته (ما عليهم شرهة)، ولن تكون هذه المقاطع التي يهدد بها صادمة مثلما هو الحال مع شيخه الذي لم يتوقف في يوم من الأيام عن اتهام عباد الله بأبشع التهم، والتحذير من انتشار الاختلاط، بينما هو في مكالماته الخاصة يضع كل شيء في الخلاط!  عموماً، ما أدهشني في فيديو ذلك المحامي هو مهاجمته للغرب؛ لأنهم يأكلون الساندويتش في الشارع!، حيث يرى في هذه الظاهرة دليلاً أساسياً على حالة البؤس التي يعيشها الغرب من باب أن الأكل عندهم (ما فيه لمة)!، وأود أن أشير هنا إلى أنني لسوء الحظ لم أصادف غربياً يأكل ساندويتشاً في الشارع، ولكنني شاهدت في إحدى المدن الأوروبية ما هو أصعب، وأشد وقعاً على النفس، حيث صادفت رجلاً يحمل حقيبة في يد، وفي اليد الأخرى يحمل قطعة بيتزا كاملة يقضمها بفمه وهو يسير بسرعة البرق، وبرغم أنني أعجبت بقدرة هذا الرجل على تناول غدائه وهو يمشي دون أن تسقط الحقيبة، أو تسقط قطعة البيتزا الكبيرة على الأرض، إلا أنني شعرت بمأساة الغرب المسكين، فهذا الرجل البائس لا يملك الوقت كي يجلس (متربعاً) على صحن مندي، ويأكل بأصابعه الخمس ثم يختتم الغداء الدسم بكوب من اللبن الذي يسدحه أرضاً، فلا يجد شيئاً ليفعله سوى الإمساك بهاتفه الذكي، وتوجيه الشتائم والاتهامات للناس عبر «تويتر»!  بالتأكيد، هذا الرجل الأوروبي الذي يأكل البيتزا وهو يسير بسرعة البرق هو إنسان مثير للشفقة، ويحتاج إلى مساعدة دور الرعاية الاجتماعية؛ لأنه في عجلة من أمره، ولا يملك وقتاً لتناول غدائه، ربما كان يريد اللحاق باجتماع عاجل لتطوير الهواتف الذكية كي يتمكن ذلك الشيخ (صاحب المكالمات الساخنة) من مهاجمة التغريب عبر موقع تويتر! أو أنه يريد اللحاق بورشة عمل لتطوير موقع اليوتيوب؛ كي يتمكن محامي الشيخ من شرح معالم بؤس الغرب بطريقة أفضل، أو أنه يريد الوصول إلى معمله بأسرع وقت؛ كي يتمكن من اختراع هاتف يحمل برامج تكافح خاصية التسجيل؛ كي لا يظهر بعض دعاة الفضيلة وهم يسبحون في بحر الرذائل.  المدهش أنني بعد مشاهدتي لمقطع الفيديو لهذا المحامي قرأت خبراً عن اكتشاف تزوير أحد كتاب العدل لصك أرض تبلغ قيمتها ستة مليارات ريال في مكة المكرمة، وهو ــ كما تعلمون ــ ليس الخبر الأول، ولا الأخير الذي يكشف فيه عن تورط قضاة، أو كتاب عدل في تزوير صكوك أراض بمليارات الريالات، السؤال هنا بعد أن اكتشفنا خطيئة أكل الساندويتش في الشارع: ما هو حكم أكل ستة مليارات في الشارع؟! رابط الخبر بصحيفة الوئام: خلف الحربي يكتب: مأساة الغرب المسكين

مشاركة :