تجتهد وسائل الإعلام الإيرانية وتبدي اهتمامًا كبيرًا بأحداث إزالة حي “المسورة” القديم داخل بلدة العوامية، متجاهلة قبول سكانه بالتعويضات التي قدمت لهم من قبل أمانة المنطقة الشرقية، بهدف إزالة الحي وبناء مشاريع تنموية مكانه، تشمل مراكز تسوق وأماكن ترفيهية لأهالي الحي. وركزت وسائل الإعلام الإيرانية، بشكل لافت للنظر، متجاهلة تعرضت الآليات والعمال المكلفين بتنفيذ مشروع هدم وإزالة الحي ودوريات الأمن المرافقة لهم لعمليات إطلاق نار عشوائية من قبل بعض الخلايا الإرهابية المتحصنة داخل الحي. كما أن وصف وسائل الإعلام الإيرانية، لعمليات إطلاق النار بـ”المقاومة”، واستبسالها في الدفاع عن حي “المسورة” يؤكد الشكوك بوجود خلايا أو أفراد مناهضين للمملكة في داخل ترعاهم إيران. وحول ذلك يقول الكثير من المراقبين إن الاهتمام الإيراني بحي المسورة: “يعود لمخاوف قادة النظام الإيراني من وصول رجال الأمن السعودي إلى أوكار إرهابية مسلحة داخل الحي، ترتبط بها، وربما يكون لديها كميات كبيرة من السلاح”. يذكر أن لدى النظام الإيراني سجل حافل في دعم شبكات التجسس والخلايا المسلحة وتمويلها وتدريبها في عدة دول عربية وإسلامية، منها البحرين والكويت اللتين ضبطتا عدة خلايا وكميات كبيرة من الأسلحة لدى عدد من مواطنيهما الذين يعملون لصالح الاستخبارات الإيرانية. أما في المملكة، فلا يزال يخضع حالياً “32” شخصاً، بينهم إيراني وأفغاني والباقي من السعوديين، للمحاكمة بتهمة تشكيل شبكة تجسس لصالح إيران تم الكشف عن نشاطها في المملكة في عام “2013”. ومن المتوقع أن تنتهي عملية إزالة منازل حي المسورة في العوامية بتفكيك شبكة أخرى تعمل لصالح طهران، وقد تكون المسؤولة الرئيسة عن الهجمات التي تعرض لها رجال الأمن طوال السنوات الماضية. يذكر ان الحي المكون من عشرات المنازل المتهالكة أصبح مرتعاً للجماعات الإرهابية لتخفي فيه والانطلاق منه للقيام بأعمال سطو مسلح وحرق لأجهزة صراف لعدد من البنوك، وخطف لعدد من الأشخاص وتصويرهم بشكل لا أخلاقي، إضافة لقيامهم بخطف واعتداء على عدد من الفتيات. ولهذا قامت أمانة المنطقة الشرقية، بإجراءات نزع الملكية، مع أصحاب المنازل في الحي وتم تثمين المنازل في الحي بمبالغ تفوق قيمتها الحقيقة في سبيل تنفيذ مشروع التطوير الجديد في العوامية الأمر الذي اصطدم بالهجمات المباغتة من قبل الخلايا الإرهابية المنتشرة في الحي.
مشاركة :