صحيفة وصف : أجمعت متخصصات في المجال الأمني والقانوني على مخالفة وتجريم ما تقوم به بعض السيدات من تصوير للمناسبات الخاصة والأعراس والحفلات، وبثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة تطبيق سناب شات، دون علم أصحاب المناسبة، حيث تعد من جرائم انتهاك الخصوصية وتصل عقوبتها حسب الأنظمة المعمول بها محليا إلى السجن والغرامة في حال توجه المتضررة إلى القضاء.وأوضحت الدكتورة أريج الحقيل أستاذة أمن المعلومات في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: أن التقنية الحالية بمختلف أشكالها تركز على جمع المعلومات الشخصية واستخدامها ونشرها، مبينة أن شبكات التواصل الاجتماعي تتطلب تسجيل بيانات شخصية كاملة قد يستغلها لصوص ومنتحلو الشخصيات فضلا عن إمكانية تحديد مكان إقامة المستخدم كون الشبكات مرتبطة بخدمة المواقع مما أدى إلى حدوث اختراقات وجرائم جديدة مستحدثة تمس المجتمع والأفراد على حد سواء، وكسرت بذلك خصوصية الفرد التي كان يحترمها الإعلام التقليدي برغم الأنظمة والقوانين التي تجرم المساس بهذا الحق.وأضافت خلال ندوة توعوية نظمها “إعلاميون” بالتعاون مع الجامعة العربية المفتوحة بعنوان (انتهاك الخصوصية في شبكات التواصل الاجتماعي)، وبمشاركة نخبة من المتخصصات والخبيرات في مجال الإعلام والقانون والأسرة وحضرتها أكثر من 300 سيدة، وبرعاية أن نشر المعلومات الشخصية أو الصور أو مقاطع الفيديو أو تصوير مناسبات الآخرين والمصابين، من أشكال انتهاك الخصوصية.من جانبها تطرقت الدكتورة مزنة آل جريد مستشارة أسرية في الحصانة الفكرية إلى أهمية رعاية حرمة الآخرين بالستر وعدم إشاعة الفواحش والمحافظة على حقوق الآخرين وحفظ أسرارهم دون تتبع عوراتهم وأسرارهم، كما أمر الشرع. مؤكدة أن الخصوصية الثقافية لكل شعب من الخصوصيات التي يجب أن تحترم ولا يحق لمستخدمي شبكات التواصل الاعتداء عليها.في حين ركزت ورقة عمل قدمتها المستشارة القانونية نورة بنت محمد القحطاني على الجرائم التي صاحبت ظهور شبكات التواصل ومنها سرقة الهوية والإعلانات الوهمية ،النصب والاحتيال ،الابتزاز، جرائم النشر الإلكتروني والتي رافقها انتهاك كبير لخصوصية الفرد ،مطالبة السيدات الاتزان في التعاملات الالكترونية ، عدم نشر المعلومات والصور الشخصية، عدم التجاوب مع مجهولي الهوية ،تجنب تصوير الأحداث التي تقع في الأماكن العامة.وأضافت القحطاني أن الأنظمة في السعودية تعاقب وتجرم من ينتهك خصوصية الآخرين في شبكات التواصل الاجتماعي حسب نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية في حين خصصت الجهات عدة طرق للإبلاغ عن الجرائم المعلوماتية منها رقم 1909وتطبيق “كلنا أمن ” ونظام “أبشر “ومراكز الشرطة.من جانبها ألقت فوزية الحربي عضو مجلس الإدارة ومساعد الأمين العام للقسم النسائي في “اعلاميون” كلمة اكدت فيها على مبادرات إعلاميون ومشاركاتها المجتمعية وعقد الندوات والدورات معتبرة أن ايجاد قسم نسائي في “اعلاميون” بعد خمسة عشر عاما من تأسيسه هو تمكين لدور المرأة عامة والإعلاميات خاصة حيث سيكون “إعلاميون” مظلة لكافة الاعلاميات والمتخصصات بالجانب الإعلامي.وأشارت الحربي أن هذه الندوة أولى نشاطات القسم النسائي بإعلاميون والذي يمثل تجربة اعلامية فريدة من نوعها في مفهومها وأسلوبها وديمومتها، حيث تعد تجربته إحدى الأوجه الحضارية الاجتماعية السعودية مجسدة مفهوم المسؤولية الاجتماعية وبناء الشراكات الاستراتيجية وصنع المبادرات الخلاقة.وقالت الحربي إن “إعلاميون” يجمع نخبة إعلامية أكاديمية ومهنية سعودية ممثلين بإعلاميين محترفين من مختلف قطاعات الإعلام (صحافة، تلفزيون، إذاعة، علاقات عامة، اتصال تسويقي، إعلام جديد)، كما يضم أسماء لها تجربتها وصيتها الاكاديمي او الصحافي العريق من خلال الوسائل الإعلامية بكل مستوياتها، كما أن لديه أعضاء منتسبون من مناطق المملكة.وأكدت الحربي لقد أثمرت مسيرة “إعلاميون” عن شراكات نوعية ومرموقة، على رأسها الشراكة مع الجامعة العربية المفتوحة – الرياض، ومركز الحوار الوطني، وهيئة الرياضة السعودية، وجامعات متخصصة، ومؤسسات خيرية.وتأتي الندوة التي قدمتها الإعلامية فاطمة العنزي ضمن الجهود التي يذلها “إعلاميون” للمساهمة في تنمية الثقافة الرقمية في المملكة وحث المجتمع على الاهتمام بتقنية المعلومات والنظام الرقمي وبيان الجرائم المستحدثة التي ظهرت بعد الثورة المعلوماتية. (0)
مشاركة :