فريق العمل: غنام الغنام ومحمد إبراهيم وعبدالرزاق المحسن وأميرة بن طرف وإيليا القيصر| من أمن العقوبة.. كسر القانون! هكذا تبدو الحال إزاء تفشي ظاهرة استخدام الموبايل أثناء قيادة السيارة في البلاد. الأرقام لا تكذب، فقد شهد العام الماضي 22 ألف مخالفة استعمال هاتف وقت القيادة بحق مواطنين ومقيمين من قائدي المركبات في البلاد. والأرقام لا تخدع، فبحسب الإحصاءات، فإن %94 من الحوادث المرورية سببها عدم الانتباه، والانشغال بالموبايل عن الطريق أثناء قيادة المركبة. هل يجدي قرع ناقوس الخطر بالقول إن استخدام الهاتف أثناء قيادة المركبات طريق سالك نحو الموت؟ أم أن التساهل والتراخي في تطبيق القوانين ضد المخالفين، وتقاعس الجهات المعنية عن القيام بدورها، ستمضي بدقات ناقوسنا مع الريح؟! ثمة أسباب لتفشي الظاهرة، وثمة حلول وإجراءات لمعالجتها، وتجارب ينبغي الاستفادة منها، وجهات مسؤولة عليها أن تتعاون لوقف نزيف الضحايا المستمر على الطرقات. «القبس» في هذا الملف، تعلق الجرس، لعل رنينه يصل إلى الآذان. جمعية السلامة المرورية: عدم الانتباه وراء 94% من الحوادث بدر المطر شدد رئيس الجمعية الكويتية للسلامة المرورية د. بدر المطر على أهمية تغليظ العقوبات والغرامات على مستخدمي الهاتف أثناء القيادة، مع تكثيف الحملات المرورية والدوريات لرصد هذه الظاهرة والتصدي لها. وقال لـ القبس: إن الدراسات، التي صدرت خلال الـ 10 سنوات الأخيرة أكدت ان %94 من الحوادث المرورية سببها عدم الانتباه، الذي يرجع غالبا إلى استعمال الموبايل وقت القيادة، مشيرا إلى إحصائية حديثة أجرتها الجمعية أظهرت أن أغلب مستخدمي الموبايلات أثناء القيادة من الفتيات، حيث يليهن الشباب من سن 18 إلى 31 سنة. جريمة في الخارج واشار إلى ان مجرد الإمساك بالهاتف أثناء القيادة في أستراليا وأغلب الدول الأوربية يعد جريمة تصل غرامتها إلى 300 دولار، وفقدان 4 نقاط من أصل 12 نقطة بلوغها يعني فقدان رخصة القيادة. وبين المطر أن استعمال الهاتف وصرف انتباه السائقين عن الطريق يسبب عرقلة السير ويؤثر سلبا في السيولة المرورية ويستفز رواد الطريق. وطالب وزارة الداخلية بتكثيف حملاتها المرورية لضبط هذه الظاهرة عبر رقابة الطرق باستمرار بدل المناسبات فقط، مؤكدا أن ضعف الرقابة نشر هذه الظاهرة المرضية في المجتمع. توعية مرورية وشدد البدر على ضرورة تكثيف الحملات التوعوية التي تعد الجناح الآخر مقابل تغليظ العقوبات، على ان تستمر عن طريق برامج وخطط استراتيجية واضحة على مدار العام ولا تقتصر على أسبوع المرور وغيره من المناسبات. واستغرب عدم تخصيص ميزانية للسلامة المرورية كباقي دول مجلس التعاون، مبينا أن السعودية خصصت مليارا و300 مليون ريال العام الماضي من المخالفات لإنفاقها على التوعية المرورية. الطب النفسي: مصابون بهوس السيطرة على الوقت سليمان الخضاري اعتبر استاذ الطب النفسي في كلية الطب بجامعة الكويت د.سليمان الخضاري ان هناك هوسا لدى الافراد للسيطرة على الوقت بلا توقف عبر الرد على المسجات او الايميلات او الاتصالات الهاتفية اثناء القيادة بلا شعور بالخوف من الحوادث، بل «وصل الامر حد انه اذا سقط هاتفك اثناء القيادة تنزل لأخذه مع يقينك بانك تعرض نفسك للخطر». وقال الخضاري ان لاستخدام الهاتف اثناء قيادة السيارة جانبين اجتماعي ومرضي، إذ يتعلق الأول بظروف كثيرة اهمها سرعة إيقاع الحياة الذي يعيشه الناس عموما، حيث باتوا لا ينتظرون الاخبار، بل يلاحقونها على مدار الساعة بلا توقف. وأضاف ان وسائل التواصل زادت وتنوعت مؤخرا، وغدت متابعة خدماتها حتمية، كـ «الانستغرام» و«تويتر» و«سناب شات» وشغف الناس بها وتملكتهم رغبة جامحة لمتابعة مواضيعها في اي وقت حتى اثناء قيادة السيارة. أما الجانب «المرضي» فأعاده الخضاري إلى اضطراب القلق المنتشر بين الناس، وغدا يمثل %12 في كل مجتمع، وهي نسبة تعادل نسبة مرضى السكر في البلاد، ويعدون الهاتف مخففا للقلق او وسيلة تواصل سريعة مع الغير عند مواجهة المتاعب. وختم الخضاري بان بعض الافراد يعيشون في عالم الانكار النفسي، اي ان من يستخدمون الهاتف اثناء القيادة يؤكدون لانفسهم انهم بعيدون عن الخطر، لانهم حذرون ودائما نسمع البعض يردد: «ماراح يصير فيني شي». عميد «العلوم الاجتماعية»: هاتف + سائق = حادث حمود القشعان عدَّد عميد كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت د.حمود القشعان الأسباب التي تؤدي إلى استخدام الإنسان للهاتف أثناء القيادة، وقال لـــ القبس: هناك قاعدة أردّدها دائما للطلبة في الجامعة أو المجالس العامة «ما اجتمع هاتف بقائد سيارة إلا كان الحادث المروري ثالثهما»، مبينا أن %95 من قائدي السيارات يعلمون أن استخدام الهاتف أثناء القيادة خطر. ووفق القشعان، فإن %75 من قائدي السيارات يخالفون قواعد المرور، وكلما صغرت سن قائد السيارة كان أكثر استخداما للهاتف، لأننا نعيش في ما يسمى «الجيل الرقمي». ويرى أن النساء أكثر استخداما للهاتف أثناء قيادة السيارة من الرجال، خاصة من صغيرات السن. بسبب الزحام ويربط القشعان بين الزحام واستخدام الهاتف أثناء القيادة، فكلما اشتد الزحام زاد استخدام الهاتف، وكلما طالت مسافة الطريق كثر استخدام الهاتف، مرددا: بتنا نخشى من سائق السيارة الذي أمامنا، وليس خلفنا! وانتقد اعتقاد البعض أن نجاتهم من حادث ما يعود لكفاءتهم في القيادة، لأنه يكرّس سلوك المخاطرة، مضيفا إن من الأسباب التي تجعل الناس لا يبتعدون عن الهاتف أثناء القيادة وجود البرامج الإخبارية والاجتماعية؛ إذ يسلمك «الإنستغرام» إلى «سناب جات»، ومنه إلى «الواتس أب» فـ «تويتر» أو «اليوتيوب»، مما يجعل الناس مأخوذين على الدوام. حملة وطنية وناشد القشعان معلمي ومعلمات وزارة التربية إطلاق حملة «وطنية تربوية»، يجعلون الأطفال فيها يخاطبون أولياء أمورهم ممن يستخدمون الهاتف أثناء القيادة «إذا كنت تحبّنا يا أبي أو يا أمي فلا تستخدم الهاتف». وختم بأنه مع نمط الحياة السريع بات الجميع يتسابقون على المعلومة، ولا يريدون أن تصلهم متأخّرة، فيكونون في آخر الركب، وبالتالي بات استخدام الهاتف أثناء القيادة ظاهرة عالمية، وليس كويتية. مشاهير «السوشيال ميديا».. هل يكحّلها من عماها؟! أصبح لمشاهير التواصل الاجتماعي تأثير واضح في حياتنا، حتى بات بعضهم قدوة للمراهقين والشباب، الذين اعتادوا على تقليد طريقة حياتهم. ويعتمد أغلب المشاهير في طرق تواصلهم مع الجمهور عبر حساباتهم المتنوعة على تصوير مقاطع الفيديو للتحدث إلى متابعيهم، ومنها مقاطع فيديو أو صور تلتقط أثناء القيادة، مما ينعكس على أسلوب حياة المتابعين، بل قد يصوّر الأمر بأنه طبيعي فقط لمجرد أن مشهورا ما يفعله! ويرى البعض أن استخدام هؤلاء المشاهير هواتفهم أثناء القيادة، والإعلان عن ذلك بشكل غير مباشر، لأن حساباتهم مفتوحة للعوام غالبا، ويتمتعون بنسب مشاهدة عالية، يعدان مخالفة لقانون المرور. في المقابل، يطلق بعض المشاهير بين الحين والآخر حملات فردية لتوعية متابعيهم بخطر استعمال الهاتف وقت القيادة، وغالبا ما يبدؤون بأنفسهم في الامتناع عن التصوير أثناء القيادة، بل يعلن بعضهم صراحة أنه يركن سيارته ليتحدّث إلى جمهوره أو يصور أثناء جلوسه إلى جانب سائق. غرف تحكُّم لرصد المخالفين كشف مصدر أمني مطلع في الإدارة العامة للمرور عن وجود غرف تحكم لدى وزارة الداخلية تكشف مستخدمي الهاتف النقال أثناء القيادة، مشيراً إلى أن تلك الغرف تستخدم في تسجيل المخالفات بحق مستخدمي الهاتف، وتقوم كذلك بتصويرهم لإثبات المخالفة بحقهم. ألف مخالفة ضد رجال أمن يبدو أن المنوط بهم تطبيق القانون يخالفونه أيضا، فقد أبلغ مصدر أمني القبس أن إحصائية قسم المعلومات في الإدارة العامة للمرور للعام المنصرم 2016 سجلت نحو ألف مخالفة بحق رجال أمن يستخدمون الهاتف النقال أثناء القيادة. 30 ألف مخالفة عدم انتباه أظهرت إحصائية قسم المعلومات في الإدارة العامة للمرور ـــ التي حصلت القبس على نسخة منها ـــ أن عدد مخالفات عدم الانتباه المسجلة في 2016 بلغ 30 ألف مخالفة؛ منها 11 ألفا مباشرة و19 ألفا غير مباشرة. تعلَّموا من تجاربهم: السعودية تمنع.. الإمارات ترفع الغرامة وقطر تلاحق المخالفين يتساءل كثيرون: لماذا لا تستفيد الكويت من تجارب الدول المجاورة في السيطرة على تفشي ظاهرة استعمال المحمول وقت القيادة؟ فثمة تجارب خليجية اكثر حزما في هذه القضية، ومؤخرا أعلنت الإدارة العامة للمرور في السعودية، عن تسجيل مخالفة مرورية بحق من يحمل «الجوال» في يده أثناء قيادة السيارة، حتى لو كان مغلقاً، هذا إلى جانب مخالفة من يستخدم الهاتف أيا كان نوع استخدامه، مع فرض غرامة مالية حدها الأدنى 150 ريالاً. وفي الامارات، طرحت اقتراحات برفع قيمة المخالفة في اكثر من امارة ولأكثر من مرة، حتى بلغت في دبي 1000 درهم، وحجز المركبة شهراً، وتسجيل 12 نقطة مرورية بحق سائق المركبة، مستعمل الهاتف أثناء القيادة، بأي شكل. وفي قطر، تدشن الادارة العامة للمرور بين حين وآخر حملة لضبط مخالفي قانون الانشغال بالهاتف وقت القيادة. وحسب الادارة فإن الانشغال بالهاتف وقت القيادة يشمل التحدث أو كتابة الرسائل، أو متابعة مواقع التواصل الاجتماعي، والتقاط الصور وأخيرا لعبة الـ «بوكيمون جو»، علما ان المخالفات تسجل فورية اثناء هذه الحملات. من وسيلة للاتصال.. إلى «كل شيء»! كل ما تحتاجه يمكن الوصول اليه، والحصول عليه، عبر أزرار هاتفك المحمول، فما عاد الموبايل مجرد آلة للاتصال كما كان سابقا منذ اختراعه عام 1973، عند إجراء مارتن كوبر أول مكالمة له عبر الهاتف المحمول. ورغم أن تطور «المحمول» كان بطيئا في بداياته، إذ مر نحو 19 عاما منذ اختراعه حتى إرسال أول رسالة نصية sms عام 1992، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت طفرة في تطور الموبايل حتى أصبح اليوم لوحاً رقمياً، يؤدي خدمة الاتصال الهاتفي إلى جانب خدمات عدة أخرى، تغطي أغلب احتياجات الحياة. وشكلت إمكانية استخدام شبكة الإنترنت عبر الهواتف المحمولة، عام 2008، قفزة في استخدام الموبايلات، توالت بعدها التطويرات على الموبايل، حتى بات اليوم بكل ما يحمله من تطبيقات ذكية، جزءا لا يتجزّأ من حياتنا اليومية، ولا يمكن الاستغناء عنه. لم يعد الموبايل وسيلة للاتصال الهاتفي فقط، بل أصبح لاستخدام برامج التواصل الاجتماعي، والتقاط الصور، واستخدام تطبيقات مختلفة، وحجز مواعيد الأطباء والمطاعم والطيران وغير ذلك، ودفع الفواتير، واستخدام شبكة الويب، وقراءة الأخبار، والتغريد، ومعرفة العناوين والطرق، وحتى المذاكرة، وغيرها من استخدامات عدة ومتنوعة؛ فكل مستخدم سيجد ضالته وما يحتاجه عبر ملايين التطبيقات المتنوعة التي يمكن الوصول إليها بالهاتف الذكي. استبيان «القبس» على عينة من 50 رجلاً وامرأة: 72% يستعملون الهاتف وقت القيادة و44% يجهلون العقوبة! كشف استبيان أجرته القبس على عينة عشوائية شملت 50 رجلا وامرأة من قائدي المركبات من المواطنين والوافدين من مختلف الأعمار، ان %72 منهم يستخدمون الهواتف لإجراء المكالمات أثناء قيادتهم للسيارة، مقابل %32 يستخدمونها للاطلاع على مواقع التواصل الاجتماعي خلال القيادة. وبينما قال %16 إنهم يتابعون ويرسلون الرسائل عبر الهاتف أثناء القيادة، أقر %4 من العينة بأنهم يشاهدون الفيديوهات عبر هواتفهم على الطريق. وكشف الاستبيان ان %44 من قائدي المركبات ممن شملتهم العينة يستخدمون الهاتف لدى التوقف عند إشارة المرور، وعندما يكون الطريق سالكا، وعندما يكون السير متوقفا، في حين اكتفى %36 باستخدامه خلال التوقف عند الإشارة فقط، و%18 عندما يكون السير متوقفا. وأظهر الاستبيان ان %44 من قائدي المركبات يجهلون العقوبات والغرامات القانونية المفروضة على استخدام الهاتف أثناء القيادة. ورغم اعتراف الأغلبية العظمى من العينة باستخدام الهاتف خلال القيادة، وفي أوقات مختلفة فإن %94 اجمعوا على ان استعمال التلفون وقت القيادة يؤدي إلى تعطيل حركة السير في الشوارع ويؤثر في السيولة المرورية. عينة الاستبيان شمل الاستبيان 27 شخصا من الذكور و23 من الإناث، منهم 38 من المواطنين و12 من الوافدين. كما ضمت العينة مختلف الأعمار منهم 25 شخصا تتراوح أعمارهم بين 21 و35 عاما، و22 تتراوح أعمارهم بين 36 و50 عاما، و3 فقط تجاوزت أعمارهم 51 عاما. أكثر البرامج استخداماً من السائقين تطبيقات عدة، وبرامج متنوعة باتت تلتهم جُل أوقاتنا يوميا، بل جعلت الموبايل ملازما لنا في كل زمان ومكان، وليس في أوقات الفراغ فقط، حتى أثناء قيادة السيارة، في غفلة عن القانون! وبغض النظر عن مدى نطاق تجريم القانون لاستعمال الهاتف وقت القيادة، وهل يشمل الحديث في الهاتف بلا سماعات أذن، أم يتسع ليشمل بقية التطبيقات أيضا، فكثرة استخدام برامج التكنولوجيا الحديثة في مختلف أوقات اليوم قادت إلى الانشغال بها أثناء القيادة، خاصة عند الزحام المروري، ربما لقتل الوقت حتى الوصول! ولعل أبرز التطبيقات التي يستخدمها قائدو المركبات، برامج التواصل الاجتماعي، مثل: «سناب شات» و«إنستغرام» و«تويتر» و«واتس أب»، فالشواهد تبين أن عددا كبيرا من الفيديوهات التي ينشرها مستخدمو برنامج «سناب شات» تلتقط في السيارة، خاصة عند مشاركة الآخرين أغنية ما، أو تصوير مشهد في شارع وغير ذلك. وفي «تويتر»، هناك دلائل تظهر أن السائقين يغرّدون وقت قيادة السيارة، كنشر صورهم وراء مقود السيارة، وإنشاء هاشتاقات للزحام المروري ووضعهم فيه، وبث شكواهم منه، والإبلاغ عن إغلاق بعض الشوارع أو اختناق بعضها، مما يعني أنهم «يغردون على الطريق». وبخلاف ذلك، يظل استخدام الهاتف للاتصال أيضا من أبرز أوجه الاستخدامات أثناء قيادة السيارة، في حين تبقى هناك تطبيقات مخصصة لاستخدامها وقت القيادة، لعل أبرزها «غوغل ماب»، لمعرفة عنوان ما، فاغلب السائقين يستخدمونها لعدم إضاعة الطرق، فضلا عن تطبيقات أخرى مشابهة. سحب الرخصة والمركبة شهرين عقوبة عدم الانتباه حذّر مصدر أمني من أن التعديل الجديد على قانون المرور الذي صدر بقرار وزاري تضمن توقيع عقوبة سحب الرخصة والمركبة شهرين لمخالفي عدم الانتباه. وقال إن التعديل أسهم في الحد من مخالفات عدم الانتباه التي تكون ناتجة عن استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة، مشيرا إلى تعليمات صدرت من قبل الوكيل المساعد لشؤون المرور بالوكالة اللواء فهد الشويع إلى عموم قوة وزارة الداخلية، خاصة المرور والنجدة والأمن العام بأن ترفق مخالفة عدم الانتباه إلى مخالفة التحدث في الهاتف خاصة لمن يكونون غير منتبهين أو منهمكين في التحدث والانشغال بالهاتف خلال القيادة. وذكر أن أي شخص يضبط، وهو يتحدث في النقال، بلا سماعة الأذن، أو خلال كتابته لرسالة أو متابعته للواتساب وهو يسوق مركبته، تسجل بحقه مخالفة عدم الانتباه وتدمج مع مخالفة التحدث في الهاتف، مما يستوجب سحب رخصته ومركبته. ورأى المصدر أن استغراب البعض سحب رخصهم خلال تحرير مخالفة استخدام الهاتف بحقهم غير مبرر، لأن سحب الرخصة والمركبة لا يتم بموجب مخالفة التحدث في الهاتف، ولكن بموجب مخالفة عدم الانتباه. الركيبي: التشدد في القوانين يحد من المخالفة د. فهد الركيبي أوضح رئيس قسم الهندسة المدنية في كلية الهندسة والبترول، المدير السابق لمركز النقل والسلامة المرورية في جامعة الكويت د. فهد الركيبي أن استخدام الهاتف أثناء القيادة من أهم أسباب تزايد الحوادث المرورية، وشدة الازدحام المروري وتعطل السير جراء تخفيض السرعة مع متابعة الهاتف. وطالب الركيبي بتفعيل القوانين المرورية والتشدد في تطبيقها للحد من استخدام الهاتف، وتأمين السلامة المرورية على الطرق، لأن أغلب الحوادث المرورية ضحيتها شباب لا تتجاوز أعمارهم ٣٠ عاما. وبين الركيبي أن أكثر المخالفات المرورية خطورة على سلامة قائدي المركبات مخالفات تجاوز الإشارة الحمراء والسرعة والرعونة واستخدام الهاتف النقال الذي أصبح يشكل هاجسا لكل مستخدمي الطرق، مضيفاً أن الخطورة تكمن في أن مستخدمي المركبات ينشغلون جميعا بالهاتف مما يصعب ملاحظة أي طارئ في الطريق. العبيد: نستقبل 100 مصاب في حوادث يومياً د. عبد الرزاق العبيد أعلن رئيس قسم حوادث العظام في مستشفى الرازي د. عبد الرزاق العبيد، أن القسم يستقبل يوميا ما بين 10 إلى 120 مصابا في حوادث مرورية. وقال العبيد لـ القبس، إن معظم هذه الحوادث تعود في الغالب إلى عدم الانتباه، أو استعمال التلفون أثناء القيادة. وأضاف أن هذه الحوادث تسفر عن وقوع وفيات وإصابات وعاهات مستديمة، تصل إلى الشلل النصفي والكامل أحيانا، والكسور في أنحاء متفرقة من الجسم والرضوض والكدمات، فضلا عن بتر أطراف من المصابين، الذين تستغرق مدة شفائهم 6 أشهر إلى عام أحيانا. وذكر أن هناك مصابين يفقدون فرصة استكمال دراستهم في الجامعات والمدارس بسبب مكوثهم في المستشفى. وختم العبيد بالإشارة إلى أن معدلات أعمار المصابين في هذه الحوادث تتراوح ما بين 15 و30 عاما، مؤكدا أن وزارة الصحة دشنت أكثر من قسم للعظام في المستشفيات العامة للتعامل مع كل الحالات وتخفيف الضغط عن مستشفى الرازي. 22 ألف مخالفة في 2016 أكد مصدر أمني أن إحصائية قسم المعلومات في الإدارة العامة للمرور أظهرت أن عدد مخالفات استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة المسجلة العام الماضي بلغ نحو 22 ألف مخالفة مرورية؛ منها 17 ألف مخالفة مباشرة و5 آلاف غير مباشرة.
مشاركة :