بعيداً عن المعاندة والمكابرة، وبعيداً عن إطالة أزمة الإيقاف وعن تصفية الحسابات وفرض الوصايا والتكسب السياسي والإعلامي من قضية تعليق نشاط، لا بد من الاعتراف بأن الوضع بات مملاً، لا بل مضحكاً ومبكياً في الوقت نفسه.بعيداً عمن يتحمل المسؤولية، وعن الصراعات والخلافات والمشاحنات الشخصية، وبسط هيمنة ونفوذ لا مصلحة للشارع الرياضي المحبط ذنباً فيها، وبعيداً عن الاتهامات والإساءات والصيد في الماء العكر، وبعيداً عن اللعب على مشاعر لاعبي الاندية والمنتخبات وشباب رياضي «ما له شغل» في صراع «الديوك»، نعترف بأننا مللنا الوضع الراهن.بعيداً عن كل ذلك، وبعد أن جرى «التمديد» للإيقاف الدولي والتصويت من قبل 194 اتحادا وطنيا بتأكيده في «كونغرس الفيفا» الذي استضافته العاصمة البحرينية المنامة، واضطرارنا الى الانتظار حتى يتكرم علينا المكتب التنفيذي برفع التعليق عند زوال الأسباب وفق شروط اللجنة الأولمبية الدولية الثلاث (عودة مجالس إدارة الاتحاد المنحلة، تعديل القوانين الرياضية بما يتوافق مع نظيرتها الدولية والميثاق الأولمبي، واسقاط وسحب القضايا المرفوعة ضد «فيفا» واللجنة الأولمبية)، بات على الجهات العليا أن تتحرك.يتوجب اليوم قبل الغد على الحكومة وأعضاء مجلس الأمة الممسكين برقبة الرياضة وفي يدهم حل أزمة الإيقاف، أن لا يتحركوا بطريقة «حركة البطة» ولا يسيروا كـ «السلحفاة» ولا يدفنوا رؤوسهم بالرمال كما النعامة.على هؤلاء وضع حد للدمار الذي تتعرض له رياضة بلدهم. عليهم أن يكونوا صادقين امام «عيالهم».هل ننتظر أن يأتي القرار والفرج من التنظيمات الرياضية الدولية الفاسدة التي تقطر رشاوى، لمساعدتنا في العودة الى الساحة الدولية من جديد وهم يرون حالة التشدد التي باتت عليها تلك التنظيمات؟لا يبدو أن ثمة تنازلا عن شرط واحد من الشروط الثلاثة لرفع الايقاف.تلك التنظيمات الدولية تتابع تحركات الحكومة البطيئة جدا والسلبية في التعاون مع الجهات الخارجية لايجاد مخرج لرفع الايقاف، وهو ما تراه قمةً في التصعيد من قبل الحكومة والمجلس التشريعي.بعد فترة الشد والجذب وردود الفعل وقرارات التنظيمات الدولية، باتت الكرة في ملعب الحكومة ومجلس الأمة.يجب الإسراع في استيفاء الشروط لرفع الايقاف بما يحفظ حقوق الشباب الرياضي في العودة الى تمثيل بلدهم تحت اسمه وعلمه والاستماع بالنشيد الوطني، ومن ثم ندخل في نقاش على طاولة واحدة تجمع الاطراف المحلية والدولية كافة لايجاد صيغة تفاهم تبعد عنا التلويح والتهديد بتعليق النشاط مجدداً، ولا مانع من محاسبة كل من شارك وساهم في الإيقاف وملاحقته وتقديمه الى المحاكمة.اما اذا استمررنا بالعناد والتحدي «ونركب راسنا وكل طرف يتهم الثاني»، فلن نجد لشبابنا أرضية لممارسة الرياضه وتفجير طاقاتهم، الا في الاماكن المشبوهة والساحات العامة، وخلف الابواب المغلقة.حكومتنا ومجلس امتنا... «اسرعوا واعقلوها وتوكلوا واعيدوا الحياة الى الشباب، ترى السالفة مصخت وطالت».التنظيمات الدولية لن ترضخ ولن تتحرك لرفع الإيقاف إلا اذا اسرعنا في تنفيذ شروطها.نحن من نحتاج اليهم وليس العكس. اطلقوا سراح لاعبينا... ونتحاسب بعدين.
مشاركة :