< كشفت السعودية قبل أيام عن طائرتها الأولى من دون طيار، صنعها 200 مهندس سعودي طوال سبعة أعوام في العاصمة الرياض، واختير لها اسم «صقر 1»، وهي قادرة على حمل صواريخ وقنابل موجهة بالليزر، والتحليق لمسافة 2500 كيلومتر، وزودت بتقنيات تجعلها في مقدمة هذا النوع من الطائرات في العالم. وبدأ العمل على تصنيع الطائرة منذ العام 2000، بأيد سعودية داخل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في الرياض، وتتميز بقدرتها على الطيران لمسافات طويلة، إذ يصل أقصى مسافة لها بواسطة الاتصال المباشر 250 كيلومتراً، ولديها القدرة على التحليق لمسافة قصوى 2500 كيلومتر بواسطة الأقمار الاصطناعية، ويمكنها إطلاق الذخيرة من ارتفاعات مختلفة تبدأ من 500 متر إلى 6 آلاف متر، فيما يصل مداها إلى 10 كيلومترات، وبدقة في التصويب تقل عن 1.5 متر. وتتميز الطائرة السعودية بخفة الوزن الذي يصل أقصاه إلى 1400 كيلوغرام عند التحليق، وطولها تسعة مترات، ويمكنها التحليق على ارتفاع 20 ألف قدم، لمدة تصل إلى 48 ساعة، وتتيح تقنياتها الإقلاع والهبوط التلقائي، واستخدام الباراشوت في حال الطوارئ، وهي مزودة بكاميرات تصوير نهارية وليلية، وغيرها من التقنيات الخاصة بالرادارات والحرب الإلكترونية والتشويش ومهمات أخرى. وصُنعت الطائرة الاستراتيجية «صقر 1» من المواد الكربونية والألياف الزجاجية، وتعد الجيل الثاني من هذه الطائرات، واستخدمت في تصنيعها قوالب ومواد شمعية عازلة وألياف كربونية، قُطعت بناء على رسوم هندسية، وطُليت بمواد كيماوية بنسبة معينة، وعُولجت في أفران متخصصة تحت ضغط وحرارة معينة، ومحركها «روتكس 918» بقوة 95 حصاناً مدعوماً بتقنيات تجعلها الأقل استهلاكاً للوقود. ويمكن التحكم في الطائرة من خلال غرفة عمليات أرضية تستطيع تغيير مهماتها أثناء التحليق والتحكم في ارتفاعاتها، وإطلاق ذخيرتها الحية، إضافة إلى إمكان إتلافها في حال فقدانها والهبوط المظلي، إذ فقدت الإشارة. ويعتمد نظام التسليح فيها على تقنيات الليرز لتنفيذ المهمات القتالية المختلفة، إذ يمكنها حمل صاروخي «إم 4» و«إم 3»، إضافة إلى صاروخ «ar1» جو أرض المضاد للدبابات وإطلاقه من ارتفاع يراوح بين 500 متر و5 آلاف متر، ويمكن تحميلها بقنبلة «ft9» دقيقة التوجيه، وإطلاقها من ارتفاع يراوح بين ألف إلى 6 آلاف متر، وتتميز بدقتها العالية وعملها في مختلف الظروف. وعمل على تنفيذ المشروع أكثر من 200 مهندس سعودي بغرض تأسيس مركز يختص بتقنية الطائرات من دون طيار، ونقلها وتوطينها بمواصفات فنية وتقنية عالية لتعزيز المنظومة الأمنية والدفاعية الجوية للبلاد. وأبدى سعوديون إعجابهم بطائرتهم الأولى، في تغريدات على موقع «تويتر»، مشيرين إلى فخرهم بـ«الصقر» الذي «سيحمي الأجواء ويردع الأعداء»، وكتب أحمد: «فخرنا أن يكون التصميم سعودي 100 في الـ100»، فيما دون العامري: «من هنا نسلك طريق المجد»، بينما طالب زايد بـ«تطوير كوادر سعودية للعمل على الطائرة». وأعرب عيسى عن تشوقه لرؤية هذا المولود الجديد في سماء السعودية، وكتب: «طال انتظار ولادة هذه الطائرة، وأتمنى أن تفي بمتطلبات العمليات ومتطلبات المنافسة التجارية فكل يصنع هذه الطائرات والعبرة بالتقنية والتسليح»، وكتب محمد: «هنا أفتحر بأني سعودي». يُذكر أن مدينة الملك عبدالعزيز وقعت قبل أكثر من شهرين، اتفاقاً لصناعة الطائرات من دون طيار مع شركة علوم وتكنولوجيا الفضاء الصينية، لتصنيع نسخ جديدة من طائرتها «CH» تتنوع استخداماتها المدنية والعسكرية، وذلك خلال زيارة قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الصين، أسفرت عن توقيع اتفاق في هذا الشأن.
مشاركة :