إسرائيل تستكمل عزلتها بجدار على حدود لبنان

  • 5/14/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

غداة عملية تسلّل اللبناني علي عماد مرعي إلى داخل فلسطين المحتلّة، متخطّياً كل الإجراءات والتدابير العسكرية والأمنية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، ما عرّى رواية القدرة على منع التسلّل من لبنان، وطرح أسئلة عن صدقية الخطط الموضوعة لمنع التسلّل وفاعليتها، أشار موقع صحيفة «هآرتس» الإلكتروني الإسرائيلي، إلى أن جيش الاحتلال سيشرع قريباً بإقامة جدار أمني على الحدود مع لبنان. ولفت الموقع إلى أن ارتفاع الجدار سيصل في بعض المقاطع إلى ستة أمتار، في حين أشار إلى أن تكلفة الجدار، الذي يحمل اسم «ساعة الرمل»، تتجاوز الـ 100 مليون شيكل (28 مليون دولار)، وإلى أنه سيقام في منطقتين جرى تصنيفهما كمناطق أوليّة من الدرجة الأولى، إحداها تقع قرب منطقة رأس الناقورة، والثانية قريبة من مستوطنة «المطلّة»، حيث تسلّل المواطن المدني مرعي أواخر أبريل الماضي، من دون إجراءات تخفٍّ، ومن دون تخطيط عسكري مسبق، فاجتاز كل العوائق، وصولاً إلى مستوطنة «كريات شمونة» من دون أن تلاحظه الوحدات المرابطة هناك. تحقيق وإقالات وأقال الجيش الإسرائيلي نائب قائد السرية المرابطة في منطقة الخرق (إصبع الجليل). ولأن الحدود مرسّمة، لفتت مصادر لبنانية مطلعة «البيان»، إلى أن الحكومة الإسرائيلية ستستغلّ الفرصة، وستبلغ قوات الأمم المتحدة عن مشروعها المستقبلي، الذي لا يحقّ للبنان الاعتراض عليه، إلا في حال استباحت إسرائيل الأراضي اللبنانية من أجل عملية البناء. رفض لبناني وأشارت المعلومات التي توافرت لـ «البيان»، إلى أن قيادة الجيش اللبناني ترفض أن تبني إسرائيل الجدار العازل على الخط الذي يقع ضمن الأراضي اللبنانية، أي بعد الشريط التقني من جهة الأراضي اللبنانية. وموقف قيادة الجيش اللبناني، أنه إذا ما تعدّت إسرائيل الحدود الدولية مع لبنان، فهذا الأمر يعتبر انتهاكاً للسيادة وللأرض اللبنانية، ويسمح عندها للبنان بأن يلجأ بشتى الطرق للمواجهة السياسية والدبلوماسية والميدانية من أجل منع ذلك. ولأن لا خلاف حول «الخطّ الأزرق» (أي الشريط الشائك الذي رسّم في عام 1949، ثم أعيد ترسيمه في عام 2000)، فإن باستطاعة إسرائيل، بحسب المصادر نفسها، أن تقيم الجدار مكان الشريط الشائك. أما أن تبقي الشريط وتنقل الجدار إلى الأراضي اللبنانية، فهذا يُعتبر عدواناً يعطي لبنان الحق في التصرّف لمنعه. وهنا يمكن للبنان أن يشكوها للأمم المتحدة، ويمكن للجيش اللبناني أن يتدخّل لمنع دخول أيّ جندي أو عامل إسرائيلي إلى الأرض اللبنانية، وذلك لكون بناء هذا الجدار أمراً خطيراً، ويشكّل خرقاً لقرار مجلس الأمن 1701. الجدار استراتيجياً وبمعزل عن المبرّرات الإسرائيليّة والتعليقات اللبنانية أو الدولية، فإن جديد ممرّ الخطر الدائم من جهة الجنوب اللبناني، والذي تمثل في القرار الإسرائيلي ببناء الجدار العازل، قد لا يفيد لبنان بشيء، لكنه «لا شكّ يستكمل حلقة عزل إسرائيل لنفسها بجزر من الإسمنت»، وفق مصدر عسكري بارز لـ «البيان». وأشار إلى أن إسرائيل تتميز بعقلية الحصار ومفهوم «الجيتو»، ويربط المصدر الجدار بما يحصل عربياً. فإسرائيل تقوم بما يناسبها ضمن خطة في الجبهة الجنوبية وعلى جبهة الجولان، وهي تضع الجدار في الإطار العام: ماذا يحدث في سوريا حالياً؟ وهذا جزء من استراتيجية كبرى.

مشاركة :