تقول دراسة أميركية إن نسبة نجاة ركاب الثلث الأول من الطائرة نحو 49 في المئة، وحظ ركاب المقاعد الخلفية في النجاة نحو 70 في المئة. فهل هذا يعني أن المقاعد الخلفية في الطائرة أكثر أمانًا من المقاعد الأمامية؟ هذا ما تقوله الإحصاءات ولا يؤكده الخبراء. أجرت المنظمة الدولية لأمن الطيران المدني دراسة حول حوادث الطائرات التي جرت في عام 2016، وأحصت في نحو 19 حادثة طائرات مدنية أسفرت عن مقتل 325 شخصًا على المستوى العالمي. شملت الإحصائية الطائرات التي زاد عدد ركابها عن 14 شخصًا فحسب، وكان هذا الرقم ثاني أقل رقم في عدد ضحايا النقل الجوي، لا يسبقه إلا رقم عام 2015 الذي سجل 265 ضحية للنقل الجوي، علمًا أن معظم هذه الحوادث حصل عند الإقلاع أو الهبوط. المقاعد الخلفية أكثر أمانًا أجرت مجلة “بوبيولر ميكانيكس” الأميركية أخيرًا دراسة اعتمدت على معطيات منظمة “سايفتي بورد” الأميركية التي أوردت تفاصيل عن حوادث الطائرات خلال 36 سنة أخيرة في الولايات المتحدة. وظهر من دراسة هذه المعطيات أن حظ ركاب المقاعد الخلفية في الطائرات في النجاة يبلغ 69 في المئة. يبلغ حظ النجاة في الدرجة الأولى وما خلفها، أي في الثلث الأول من الطائرة (المقدمة) نحو 49 في المئة مع حظ أكبر لركاب الدرجة الاقتصادية مقارنة بدرجة رجال الأعمال في هذا الثلث. وتتفق دراسة نشرتها مجلة “تايمز” المعروفة مع دراسة “سايفتي بورد” في أن المقاعد الخلفية في الطائرة أكثر أمانًا من مقاعد المقدمة. توصلت “تايمز” إلى هذه النتائج بعد تحليل البيانات حول حوادث الطائرات حتى عام 1985، المأخوذة عن الدائرة الأميركية الفيدرالية للأمن الجوي، وأوردت معلوماتها حول نسبة الضحايا وليس حول نسبة الناجين، وجاء فيها أن ضحايا ركاب الثلث الوسط في الحوادث تبلغ 28 في المئة مقارنة بركاب الثلث الأخير (32 في المئة). ومع ذلك، يبقى وسط الطائرة ومؤخرتها (غير المحبب) أكثر أمانًا من الثلث الأول الذي سجل نسبة ضحايا تتراوح بين 38 و39 في المئة. أكثر حظًا نشر ديفد نولان، الخبير الأميركي في الأمن الجوي، كتابًا حلل فيه بيانات حوادث الطائرات في الولايات المتحدة، وتوصل إلى أن ركاب المقاعد الخلفية أكثر حظًا بنسبة 40 في المئة من الآخرين في مقدمة الطائرات ووسطها. وقاس نولان حظوظ ركاب الطائرة بغض النظر عن موقع مقاعدهم بأكثر من 97 في المئة في الحوادث التي تحصل عند الهبوط. المطمئن في الأمر أن النقل الجوي ما يزال الأكثر سلامة قياسًا بالحافلات والقطارات وغيرها من وسائط النقل. وسبق لمعهد ماكس بلانك الألماني أن حذر الأميركيين من التحول من النقل الجوي إلى البري مدفوعين بظاهرة الإرهاب، فالحوادث المميتة على الشوارع تزيد على سبعة أضعاف مثيلاتها في الخطوط الجوية. وصف معهد ماكس بلانك الألماني المعروف هذا التحول “بالخطير” لأن حوادث الطرق في الولايات المتحدة أخطر كثيرًا على المسافرين من الإرهاب نفسه. وأجرى المعهد دراسة إحصائية مقارنة بين حوادث النقل الجوي والبري تثبت أن الخوف من الإرهاب في أعقاب عمليات 11 سبتمبر، وتفضيل الأميركيين النقل البري على الجوي، كلفهم 1500 قتيل إضافي على الطرقات. وشبه الأطباء النفسانيون هذا “التحول” بالانتحار خوفًا من الموت، لأنه يعكس رغبة المواطنين في الهروب من مخاوفهم إلى بديل أكثر خطرًا على حياتهم. الخبراء حذرون المهم حول خريطة السلامة في مقاعد الطائرات أن لا منظمة أمن الطيران المدني، ولا اية شركة طيران، ولا أي خبير في النقل الجوي، على استعداد للتصريح حول مقاعد الطائرات الأكثر أمنًا عند حصول حادث. يقولون إن هذا يكمن في أن لكل راكب مزاجه في اختيار المقعد المناسب قرب الممر، أو في المقدمة، لكن الأغلبية تنزعج من المقاعد الخلفية ومن المقاعد على الأجنحة التي تحجب المشهد السفلي. ترجح إحصائيات غير رسمية أن ركاب خلفية الطائرة أكثر الناس حظوظًا في النجاة عند حصول الكارثة، لكن هذه الإحصائيات مبنية على حساب عدد الناجين من حوادث الطائرات وخريطة جلوسهم في الطائرة. ليس هذا سوى المعدل العام للتقسيم الجغرافي للمقاعد في الطائرات المنكوبة، ويمكن أن يشذ في عدد من الحالات عن القاعدة التي تقول إن الجالسين في وسط الطائرة أقل الناس حظًا في النجاة. المحصلة تبقى في النهاية، وهي أن ركاب الدرجة الاقتصادية في المؤخرة أكثر حظًا في النجاة بحياتهم من ركاب الدرجة الأولى وركاب درجة رجال الأعمال. لكن ذلك محرم على التصريح به من قبل خبراء الأمن الجوي، الذين يكتفون عادة بالقول إن كل مقعد في الطائرة أكثر أمانًا من غيره. خطوط آمنة قدمت مجلة “أيرو ناشيونال” الدولية المستقلة، المهتمة بشؤون الطيران، قائمة أكثر الخطوط الجوية العالمية أمنًا وفقًا لمؤشر منظمة “جاكديك””(Jet Airliner Crash Data Evolution Centre) التي تتخذ من هامبورغ الألمانية مقرًا لها. وإذ احتلت الخطوط الجوية النيوزيلندية صدارة مؤشر جاكديك لعام 2013، احتفظت الإماراتية بالموقع الرابع، وجاءت “ليون ايرلاين” الأندونيسية في المرتبة الأخيرة من القائمة التي تضم أكبر 60 شركة عالمية. وتراجعت “الاتحاد” الإماراتية من المرتبة الخامسة إلى الثامنة، لكنها بقيت ضمن فئة “أفضل 10” التي خلت من أية خطوط جوية أميركية. حصلت معظم هذه الحوادث (63 في المئة) في أثناء طيران يزيد على 800 كم، ويبدو عدد الضحايا قليلًا قياسًا إلى عدد مسافرين تعدى ثلاثة مليارات في عام 2013. "> المزيد من الاخبار المتعلقة :
مشاركة :