نعايش حالياً الاستعدادات الرسمية والأمنية على قدم وساق استعداداً للقمم القادمة, حيث ستعقد خلال أيام اجتماعات 3 قمم مهمة دعت إليها وتستضيفها المملكة العربية السعودية. وجهت الدعوات لقادة الدول الإسلامية والعربية والخليجية, وسيحضر للبلاد أيضاً الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أول زيارة له لدولة أجنبية بعد انتخابه رئيساً لبلاده. وستتيح له الزيارة مقابلة رؤساء دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والإسلامية، والتعرف على مواقفهم الفردية والجمعية تجاه احتياجات المنطقة والعالم لاستعادة الاستقرار؛ ما يعكس أهمية الاجتماعات ما سيدور فيها من حوار ومداولات حول تحديات الساعة وضرورة العمل المتداعم لإعادة الأمان لعالم يتصاعد فيه الإرهاب إلى مستويات لم تسبق مستهدفاً الأبرياء في كل مركز حضاري في العالم يفخر بمناعة أمنه. وفي ضوء الأحداث الغادرة تتضح الرؤية بضرورة العمل معاً ضد عدو يستهدف أمن الجميع ويلبس أقنعة متعددة. لا يحتاج استقراء ما ستتناوله الاجتماعات إلى تكهن، حيث بلا شك تم الاتفاق على بنود متعددة تشمل الأعراض والمسببات والجهات المتهمة بدعم الإرهاب؛ على رأسها موضوع التدخل الإيراني في شؤون الجوار الخليجي والآسيوي والإفريقي, ودمار الانقسامات والتجييش وتأليب الفئات مذهبياً والصراعات الداخلية التي ولدها التدخل وصعدها ويمدها بالمال والعتاد والتدريب في العراق وسوريا واليمن. ثم تنامي نشاطات الإرهاب الداعشي المنظم والفردي, ومشكلة معاناة ملايين اللاجئين الفارين من الموت والدمار إلى دول الجوار والعالم القريب والبعيد. القضايا المشتعلة تمثل تحديات أمنية مصيرية تواجه ليس فقط منطقة الشرق الوسط بل كل جهاز أمني في العالم شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً. استمرار النزيف المتجدد بغدر الإرهاب مريع التداعيات، إذ يضرب فيترك آثاره المؤلمة في منطقة الضربة وتداعياتها في دول العالم البعيدة. ثم هناك قضية العرب الأولى «فلسطين» التي تتقلص أرضها مع كل توسع استيطاني إسرائيلي. بلا شك من يتابع تطورات المملكة العربية السعودية لابد أن يرى بوضوح أنها تثبت حضورها كقوة إقليمية وعالمية سياسية واقتصادية تقوم بدور فعال في تفاعلات العالم اليوم خارج الدور المعتاد كمصدر للطاقة للدول الصناعية. وجود الرئيس ترامب يوحي بأن الولايات المتحدة مستعدة للنظر إلى المنطقة برؤية مختلفة عن مواقف العهود الأسبق المعروفة, خاصة وهي تدرك أنها كقوة عظمى لابد أن تعدل مساندة روسيا للنظام السوري، وقد أعلنت بوضوح أنها ترى موقف إيران سبب تأزم المنطقة. المملكة العربية السعودية لا تحمل طموحات تمدد أو هيمنة أو كراهية تاريخية لأي طرف. وكل ما ترغب فيه قياداتها هو استقرار الجوار والتعاون لاستقرار المنطقة حضارياً واقتصادياً. آمل, مثل كل محبي السلام والكرامة والتقارب الإنساني, أن نرى حلاً للصراع اليمني وبداية إعادة إعماره, واستقراراً في العراق ونهاية التدمير, وإنقاذ سوريا من التفتت, وتأكيداً لحق الفلسطينيين في الخروج من حالة الحصار والاعتصار, وتنفيذ حل الدولتين بإنجاح إحياء المبادرة العربية وتثبيت حدود إسرائيل عند حدود 1967.
مشاركة :