القاسمي تعمل على توفير الكتب ووسائل المعرفة للأطفال في المناطق المتضررة من النزاعات وتعتبر المعرفة مفتاح السلام لأجيال المستقبل في العالم.العرب فادي بعاج [نُشر في 2017/05/14، العدد: 10632، ص(8)]القاسمي تؤمن بالعمل وقوة الكلمات عمان - تنشر دولة الإمارات العربية المتحدة في الوقت الحالي نحو 500 عنوان جديد في العام، مقارنة مع ستة كتب فقط تم إصدارها في عام 1970. وتتجاوز صادراتها من الكتب حوالي 40 مليون دولار أميركي سنوياً إذ حقق سوق النشر الإماراتي نمواً سنوياً بنسبة 12 بالمئة خلال العقد الماضي. من بين الذين يحملون على عاتقهم النهوض بالكتاب العربي الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي التي تعتبر الإبداع في كافة المجالات هو المحرك الأساسي والحقيقي للنهضة في كافة القطاعات بما فيها القطاع الفني والثقافي، وتسعى دوما إلى إيجاد البيئة المناسبة لاحتضانه والاستفادة من مخرجاته، راسمة الطريق لكيفية تمكين الشباب في مجتمعاتهم عبر منظومة مجتمعية متماسكة يحكمها فعل المشاركة الشاملة. الشيخة بدور ملتزمة بدورها ودعمها لحركة النشر الإماراتي والعربي، ولا تتوانى عن استثمار أيّ فرصة يمكنها أن تنقل واقع النشر المحلي إلى أفق جديد من النهوض والتميّز، وتعمل على توفير الكتب ووسائل المعرفة للأطفال في المناطق المحرومة أو المتضررة من النزاعات والكوارث والحروب، معتبرة المعرفة مفتاح التنمية والحوار والسلام لأجيال المستقبل في العالم كافة. تحمل الشيخة بدور درجة البكالوريوس في علم الآثار والأنثروبولوجيا مع مرتبة الشرف من جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة، ونالت درجة الماجستير في الأنثروبولوجيا الطبية من كليّة لندن الجامعية، كما أكملت بنجاح دورات تدريبية في النشر من جامعتي كولومبيا وييل في الولايات المتحدة الأميركية. بالنظر إلى المناصب التي تقلدتها الشيخة بدور، ندرك أهمية سعيها لتطوير إمارة الشارقة ثقافيا واجتماعيا وعمرانيا، وأيضا صحيا، فهي نائب رئيس مجلس إدارة نادي سيدات الشارقة، ورئيس حملة الشارقة إمارة صديقة للطفل، ورئيس اللجنة المنظمة لمشروع ثقافة بلا حدود، وهي أيضا المؤسس لجمعية الناشرين الإماراتيين، وحصلت في العام 2012 على عضوية كاملة في الاتحاد الدولي للناشرين. القاسمي أول امرأة عربية يتم انتخابها لعضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للناشرين، وهي المؤسس والرئيس الفخري للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين. وهي تترأس اللجنة المنظمة لمشروع “ثقافة بلا حدود” الذي انطلق برعاية كريمة من والدها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى وحاكم الشارقة، بهدف نشر الوعي بين أفراد المجتمع بأهمية القراءة والثقافة العامة. البحث عن المستقبل الثقافي تعتبر الشيخة بدور دار “كلمات” للنشر من أهم مشاريعها على الإطلاق لما حققته من نجاح ومبادرات أثرت الحياة الثقافية في دولة الإمارات، ولذلك أشرفت على تطويره ليصل إلى مرحلة العمل المؤسساتي، وبالفعل أصبحت “كلمات” مؤسسة بكل ما تعنيه الكلمة، فهي تعمل على وضع استراتيجية وخطة عمل لتوفير الكتب والوسائل والبرامج المعرفية للأطفال المحرومين في المناطق الفقيرة، أو الأطفال الذين يعانون من ظروف صحية حالت بينهم وبين حقهم الأصيل في القراءة والمعرفة والتعلم، ورؤية المؤسسة تندرج ضمن الرؤية العامة لإمارة الشارقة ودولة الإمارات التي تعتبر القراءة المرتكز الأساسي للنهوض بالمجتمعات والأمم.دولة الإمارات العربية المتحدة تنشر في الوقت الحالي نحو 500 عنوان جديد في العام، مقارنة مع ستة كتب فقط تم إصدارها في عام 1970. وتتجاوز صادراتها من الكتب حوالي 40 مليون دولار أميركي سنويا، إذ حقق سوق النشر الإماراتي نموا سنويا بنسبة 12 بالمئة خلال العقد الماضي اختارت “كلمات” شعار “كبرنا معكم” في احتفالها بمرور عشر سنوات على تأسيسها، مخاطبة بذلك جيلاً من القراء الذين تربّوا على إصداراتها، ونخبة من الكتّاب والرسامين الذين توجوا مسيرتهم الإبداعية بالعمل مع الدار منذ انطلاقها في العام 2007. قالت الشيخة بدور بهذه المناسبة “اختارت دار كلمات منذ انطلاقها ألا تكون داراً لنشر وتوزيع الكتب وحسب، وإنما وضعت رؤى متينة قائمة على عقد علاقة ثقة ومعرفة وتعلم مع القراء الصغار والأهالي من جهة، والكتّاب والرسامين والعاملين على صناعة الكتاب من جهة أخرى، لذلك لا يعدّ اليوم احتفاءً بالعيد العاشر للدار، بقدر ما يعد احتفاءً بمسيرة نموّ كبرت فيها الدار مع قرائها ومؤلفيها وفنانيها فكنا عائلة واحدة يجمعها الشغف بالقراءة والتعلم والاكتشاف”. جائزة الشيخ زايد للكتاب “كلمات لتمكين الأطفال” فرع مستحدث من المؤسسة الأم، يعمل على طرح مبادراته ومشاريعه من خلال أربعة محاور، هي برنامج “الكتاب الصامت” الذي يهدف إلى تمكين الأطفال ممّن يتحدثون بلغات مختلفة أن يكونوا جزءا من مكتبات مجتمعاتهم دون الالتفات إلى قدراتهم القرائية بلغة البلد المضيف، والمحور الثاني هو برنامج “العلاج بالقراءة”، الذي يسعى إلى علاج الأطفال نفسيا وذهنيا عن طريق الكتب وبإشراف أخصائيين في هذا المجال، أما المحور الثالث فهو برنامج “المكتبات المتضرّرة” والذي يأتي بهدف إعادة خلق بيئة تتسم بالسلام والأمان للأطفال ضمن المكتبات المتضررة نتيجة الصراعات أو الكوارث، وتوفير أجواء تدعم حرية التفكير والإبداع، إضافة إلى المحور الأخير وهو برنامج “كتب الأطفال ذوي الإعاقة البصرية” الذي يوفر مواد أدبية شيّقة ومنتقاة للأطفال المكفوفين وضعاف البصر. في شهر مارس الماضي فازت “كلمات” بجائزة الشيخ زايد للكتاب التي تعد شهادة تميز وريادة، يتنافس عليها سنوياً كبار صناع الأدب والكتاب في العالم العربي، وتسعى الكثير من المشاريع الثقافية والمعرفية لتكون في قائمتها القصيرة، لما لها من ثقل وحضور في المشهد الثقافي العربي والعالمي. الشيخة بدور اعتبرت أن حصول مجموعتها “كلمات” على هذه الجائزة يؤكد المسيرة التي تمضي فيها، ويدفع بها نحو المزيد من العمل والجهد لتكون على قدر المسؤولية. وهي واحدة من أبرز الداعين إلى تعزيز دمج التكنولوجيا في التعليم بالمدارس ورياض الأطفال، فقد قادت توسعة مجموعة “كلمات” لتضم “حروف للنشر التعليمي”، وهي مؤسسة تهدف إلى تعزيز استخدام اللغة العربية في المدارس بطريقة مبتكرة تعتمد على التطبيقات الذكية، وقد وقعت “حروف” اتفاقية تعاون مع سامسونغ لتوفير الأجهزة الكيفية والهواتف الذكية والتطبيقات الخاصة بها في المدارس ورياض الأطفال.دار “كلمات” تختار شعار “كبرنا معكم” في احتفالها بمرور عشر سنوات على تأسيسها، مخاطبة بذلك جيلا من القراء الذين تربوا على إصداراتها، ونخبة من الكتاب والرسامين الذين توجوا مسيرتهم الإبداعية بالعمل مع الدار منذ انطلاقها في العام 2007، لتفوز مؤخرا بجائزة الشيخ زايد للكتاب التي تعد شهادة تميز وريادة، يتنافس عليها سنويا كبار صناع الأدب والكتاب في العالم العربي كثيرة هي الجوائز التي نالتها الشيخة بدور تقديراً لمساهماتها في مجال الأدب العربي، ومنها جائزة “شخصية العام” لمهرجان طيران الإمارات للآداب التي حصلت عليها عام 2013، وجائزة الشارقة للتميّز التربوي لعام 2013، كما حازت على جائزة شخصية العام في قطاع السياحة بالنسخة الأولى من هذه الفئة التي أطلقتها هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة في نفس العام. شروق و"عمران" نالت الشيخة بدور أيضا جائزة المرأة العربية لفئة التعليم، كما تم اختيارها ضمن قائمة أقوى 200 سيدة عربية في قطاع الأعمال العائلية في العام 2014، حيث حلت في المركز 34 في قائمة مجلة فوربس الشرق الأوسط، تقديراً لدورها في تأسيس وإدارة مجموعة “كلمات”. ومن خلال منصبها في رئاسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير “شروق”، تعمل الشيخة بدور على تشجيع الاستثمار في إمارة الشارقة في كل المؤتمرات الدولية التي تشارك فيها، وقد كشفت مؤخرا عن باكورة مشاريع في إمارة الشارقة من خلال إطلاقها ثلاثة مشاريع عقارية متنوعة بتكلفة استثمارية إجمالية تصل إلى 2.47 مليار درهم، وذلك بالشراكة بين “شروق” وكلّ من شركة “عمران للتطوير العقاري” التي تأسست العام الماضي و”إعمار العقارية” و”إيغل هيلز” ،شركة التطوير العقاري التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها. المشاريع سوف تقوم شركة “عمران” بتنفيذها خلال العام الجاري، وهي تطوير جزيرة مريم الواقعة ما بين بحيرة الخان والممزر، وتحويلها إلى منطقة استثمارية متعددة الاستخدامات من الطراز الأول باستثمارات قيمتها 2.26 مليار درهم، كما تضم قائمة المشاريع أيضاً منتجع “قرية الخان” من فئة 5 نجوم باستثمار قدره 120.6 مليون درهم، بالإضافة إلى مركز كلباء للتسوق باستثمارات 106 ملايين درهم. الشيخة بدور أكدت أن هذه المشاريع تواكب في طبيعتها وأهدافها رؤية “شروق” الساعية إلى تعزيز قدرات إمارة الشارقة وتوسيع قاعدة مرافقها وخدماتها، بما يسهم في ترسيخ مكانة الإمارة كوجهة جاذبة للأعمال، ويحفز نمو قطاعات التجارة والاستثمار والسياحة والضيافة. وأضافت “تعتمد شروق نهجاً شمولياً للتنمية والتطوير يركز على الاستفادة الكاملة من التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص، وإتاحة المجال أمام المستثمرين الباحثين عن أفضل بيئات الاستثمار في المنطقة، لاقتناص الفرص الاستثمارية الفريدة التي توفرها إمارة الشارقة في القطاعات كافة”.الشيخة بدور القاسمي أول امرأة عربية يتم انتخابها لعضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للناشرين، وهي المؤسس والرئيس الفخري للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين. وتترأس اللجنة المنظمة لمشروع "ثقافة بلا حدود" عودة لرئاسة الناشرين استجابت الشيخة بدور مؤخرا لمطالبة مجموعة من الناشرين الإماراتيين والعرب في الدولة بعودتها لرئاسة جمعية الناشرين الإماراتيين، حيث أعلنت في بيان رسمي أنها ستتقدم بالترشح لانتخابات مجلس إدارة جمعية الناشرين الإماراتيين، موضحة أن النهوض بواقع النشر المحلي يعتبر إحدى الأولويات الرئيسية في المشروع الثقافي والحضاري للدولة، إذ يعد بمنزلة تأسيس بنية تحتية تقود حركة النمو العلمي والمعرفي التي تشهدها الدولة. ومن الشخصيات التي طالبت القاسمي بعودتها إلى رئاسة جمعية الناشرين الأكاديمية اليازية خليفة صاحبة دار الفُلْك للترجمة والنشر، التي قالت “إننا نطالب بعودة الشيخة بدور القاسمي إلى رئاسة جمعية الناشرين الإماراتيين لأنها تحمل همّ النشر الوطني، وتحمل فكرة إيصال الكتاب الإماراتي إلى كل مكان في العالم، وتعتبر ذلك رسالة عليها أن تعمل من أجلها، وكانت مبادراتها الكثيرة التي نفذتها خلال الفترة التي ترأست فيها الجمعية ذات أثر بالغ في دفع صناعة النشر لدينا نحو الأمام”. من جانبه قال محمد صالح معالج مدير دار الكنوز للنشر في الشارقة “لقد كانت جهود الشيخة بدور في جمعية الناشرين عظيمة وبالغة الأهمية، وهي وإن كانت لا تزال تدعم الجمعية إلا أن الجمعية تفتقد إلى لمساتها المباشرة، وهي اليوم في أمسّ الحاجة لعودتها إليها، لكي ترتقي بها وتواكب بها ما هو حاصل على مستوى الإمارات في تحوّلها لسوق نشر عربية كبير، وأصبحت محط أنظار الناشرين العرب إليها بوصفها بيئة ملائمة للعمل”. فاطمة آل ثاني مديرة دار أوراق تمنت رجوع القاسمي إلى إدارة الجمعية لأنها تعتبر الفترة التي تولت فيها الجمعية كانت فترة مساندة قوية وصعود كبير بالناشر الإماراتي، وأضافت آل ثاني “هي خبيرة إدارية من طراز أول، وصاحبة مبادرات رائدة، وتسعى للرقي الحضاري لوطننا ومجتمعنا، وتعرف حاجاتنا وتسعى لتلبيتها، فنحن نرى أن عودتها ضرورية، وستشكل عامل ازدهار للنشر المحلي”. يذكر أن جمعية الناشرين الإماراتيين تأسست عام 2009 بمبادرة من الشيخة بدور القاسمي بهدف خدمة وتطوير قطاع النشر في دولة الإمارات العربية المتحدة، والارتقاء به والنهوض بدور الناشر من خلال برامج التأهيل والتدريب التي ترفع كفاءته وتعمل على رعاية العاملين في هذا القطاع بدولة الإمارات.
مشاركة :