أي حوار سياسي مع حزب الله هو حوار غير متكافئ ولا يمكن ان يؤدي إلى نتيجة متوازنة. ففي ظل الدعم الإيراني غير المحدود صار في إمكان حزب الله أن يفرض املاءاته على الجميع من غير حاجة إلى العودة إلى اية ثوابت وطنية جامعة. الأسوأ من ذلك أن اللاعب اللبناني الوحيد قد أغراه تغوله المحلي فسعى إلى أن يعتبر نفسه قوة إقليمية من خلال دخوله طرفا في الحرب السورية وهو ما أحرج لبنان عربيا في غير مناسبة. عزل لبنان عن محيطه العربي كان واحدا من أهم بنود المشروع السياسي الإيراني للتمدد في المنطقة وصولا إلى انشاء محميات إيرانية. لذلك يمكن القول إن الخطر الذي ينطوي عليه استمرار حزب الله قوة مسلحة قد تخطى منذ سنوات حدود تأثيراته المحلية ليضع مستقبل المنطقة كلها في إطار عسكرة غير منضبطة تهدد بولادة ميليشيات متحاربة في ما بينها على حساب الاستقرار والسلام والأمن والتنمية والحياة الكريمة المعاصرة. عمليا فإن نزع سلاح حزب الله مهمة عسيرة لا يقوى على القيام بها اللبنانيون ما لم يعنهم المجتمع الدولي. وهو أمر بات ضروريا اليوم في ظل انتشار الفوضى المسلحة في واحدة من أكثر مناطق العالم أهمية. فاروق يوسف
مشاركة :