سبعة أيام مرت من عمر الدورة الـ67 لمهرجان "كان"، ولم يعد متبقياً سوى أقل من 4 أيام لتنتهي الفاعليات السينمائية الأبرز في العالم، ورغم ذلك بدأت الترشيحات والتوقعات تتصدر نشرات المهرجان اليومية، وبعض الصحف، وأصبحت الحديث الشاغل لكافة الضيوف والصحافيين والنقاد، حيث انحصرت المنافسة كما أوردتها مجلة "سكرين"، بين ثلاثة أفلام تتنافس بقوة على السعفة الذهبية لعام 2014، وهي حسب درجات التصويت رتبت كما يلي: المركز الأول تصدّره فيلم "السيد تيرنر" للمخرج البريطاني مايك لي، وحصل على 3.6 درجات، وجاء في المركز الثاني فيلم "بيات شتوي"، للمخرج التركي نوري بليج جيلان، الذي يعد منافساً شرساً للحصول على سعفة هذا العام بـ 3.4 درجات، بينما احتل المركز الثالث فيلم "تمبوكتو" للمخرج الموريتاني عبدالرحمن سيساكو، وحصل على 2.6 درجات. وبالطبع هذه القائمة ليست نهائية، بل هي قابلة للتغيير في أي لحظة، أولاً لأن هناك أفلاماً لم تعرض بعد، وثانياً لأن هذه الاختيارات لا تلزم لجان التحكيم التي عادة ما تخرج عن التوقعات، أو تصعّد فيلماً دون آخر، من قائمة ترشيحات النقاد والصحافيين. لكننا نرصد هذه الأفلام التي لا زالت تتبوأ الصدارة حتى الآن. ومن الواضح أن هناك توجهاً في دورة هذا العام نحو أفلام السيرة الذاتية، بدايةً من فيلم الافتتاح "غريس أوف موناكو"، وصولاً إلى فيلم "السيد تيرنر"، للمخرج البريطاني مايك لي، الذي قدم في عمله الجديد سيرة ذاتية للفنان التشكيلي البريطاني "جي إم دبليو تيرنر"، الذي يعتبر أحد أهم الفنانين التشكيليين في القرن السابع عشر، ومنتصف الثامن عشر، حيث رصد الفيلم حياته مع والده، والظروف الصحية التي عاشها، وورثها هو لاحقاً، وعلاقته مع خادمته، وأيضاً زوجته الأولى وابنته، وبعد ذلك مع صاحبة الفندق الذي تعوّد أن يقيم به على الشاطئ، والتي ارتبط بها فيما بعد. أما الفارس الثاني في سباق الصدارة، التركي "نوري بليج جيلان"، الذي يعود بتحفة سينمائية ثرية ترسخ مكانته وقيمته الإبداعية وتضعه في صف الكبار من أهم صناع السينما في العالم. في فيلمه "بيات شتوي"، الذي تبلغ مدته على الشاشة ثلاث ساعات ونصف الساعة، تدور الأحداث داخل أحد الفنادق النائية في "أناتوليا"، الذي يملكه آيدين، الممثل المتقاعد الذي قرر التفرغ لإدارة الفندق، والذي يشارك في إدارته مع زوجته الشابة نيهال وشقيقته نيكيلا. أما "تمبوكتو" للموريتاني عبدالرحمن سيساكو، والذي رشحه أكثر من ناقد للحصول على سعفة "كان"، فتدور قصته حول كيدان، وفاطمة، وابنتهما توبا، وقصة إسان وهو راعيهما الصغير، الذي يثور ضد الرعب السائد أمام الجماعات الإسلامية المتطرفة في منطقة الصحراء، والتي تسيطر بقانونها الخاص على كل شيء.
مشاركة :