ماكرون يتعهد بإعادة بناء الاتحاد الأوروبي وإعادة الثقة إلى الفرنسيين

  • 5/14/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

في خطاب مؤثر ألقاه الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون عقب مراسم توليه مهام منصبه، تعهد بهدم التخلي عن أي من الوعود التي قطعها خلال حملته الانتخابية، مؤكدا "إرادته الدائمة للمصالحة وتقريب المواقف"، ومتعهدا في الوقت نفسه بعملية إعادة بناء الاتحاد الأوروبي، وبإعادة الثقة إلى الفرنسيين. تعهد الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون الأحد، بعملية إعادة بناء الاتحاد الأوروبي وإعادة "الثقة" إلى الفرنسيين، في خطاب مؤثر ألقاه إثر تسلم مهامه الرئاسية الأحد من سلفه فرانسوا هولاند في قصر الإليزيه. وقال أصغر الرؤساء الفرنسيين سنا (39 عاما) بجدية إن "الفرنسيين اختاروا الأمل وروح المبادرة"، واعدا بعدم التخلي عن أي من الوعود التي قطعها خلال حملته، مؤكدا "إرادته الدائمة للمصالحة وتقريب المواقف". وتابع الرئيس الذي اختار برلين وجهة لأولى رحلاته الرئاسية إلى الخارج الاثنين، أن "أوروبا التي نحتاج إليها ستشهد إعادة تأسيس وإطلاق لأنها تحمينا". أضاف الرئيس الفرنسي مطمئنا "سنتحمل مسؤولياتنا كافة لتوفير الرد المناسب على الأزمات المعاصرة الكبرى، سواء كانت الهجرة أو التحدي المناخي أو النزعات التسلطية أو تجاوزات الرأسمالية العالمية أو الإرهاب طبعا". ورحب رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر بتنصيب ماكرون على حسابه في موقع تويتر مشيدا بـ"فتح صفحة جديدة لفرنسا، وانطلاقة جديدة لأوروبا". وتسلم الشاب المستقل المؤيد لأوروبا مهام منصبه رسميا في مراسم بروتوكولية في قصر الإليزيه أمام مئات المدعوين. إلى جانبه بدت زوجته بريجيت (64 عاما) متألقة باسمة فيما وقفا يدا بيد أمام مدخل القصر الرئاسي، قبل متابعتها بتأثر شديد خطابه الرسمي. وتداول الإعلام العالمي أخبار هذا الثنائي الذي كسر الأعراف نظرا لفارق السن البالغ 24 عاما بينهما. "حماية أفضل" بعد فوزه على اليمين المتطرف، وعد الرئيس الفرنسي، الذي افتقر إلى أي تجربة انتخابية سابقة وحزب سياسي منظم قبل أن يصل إلى السلطة بفضل برنامج "ليس يمينيا ولا يساريا"، بإجراء إصلاح "عميق للحياة السياسية" في بلد يعمه الانقسام ويعاني من بطالة مرتفعة (10 بالمئة) ويواجه خطر التهديد الإرهابي. وأكد الأحد أن "الفرنسيات والفرنسيين الذين يعتبرون أنهم منسيون وسط هذه الحركة العالمية الواسعة النطاق يجب أن يشعروا بحماية أفضل". لتطبيق برنامجه الليبرالي والاجتماعي يحتاج مصرفي الأعمال السابق إلى فوز حركته "إلى الأمام!" بأغلبية في الانتخابات التشريعية التي ستجرى في 11 و18 حزيران/يونيو. وأضاف ماكرون "لن نتنازل عن شيء توخيا للسهولة أو التسوية. لن يضعف أي شيء تصميمي" متابعا "لم يعد بإمكاننا الاختباء خلف تقاليد او عادات قد تكون بائدة أحيانا". كما انعكست إرادته في توحيد صف الفرنسيين في إشادته بأسلافه الرئاسيين كافة من اليمين واليسار، من الجنرال ديغول إلى فرانسوا هولاند "الريادي من خلال اتفاقية باريس للمناخ، الذي حمى الفرنسيين وسط عالم هزه الإرهاب"، ثم نيكولا ساركوزي "الذي لم يدخر جهدا لحل الأزمة المالية". أدى فوز ماكرون في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في السابع من أيار/مايو إلى تغيير المشهد السياسي الفرنسي بعد حملة شهدت تطورات كبيرة ونتائج تاريخية سجلها اليمين المتطرف، والغياب التاريخي للحزبين التقليديين اليميني واليساري، إضافة إلى شروخ كبيرة في بلد منقسم بين الرابحين والخاسرين من العولمة. آلية عسكرية بعد خطاب التنصيب اختتمت 21 طلقة مدفعية مراسم الإليزيه، وغادر ماكرون على متن آلية عسكرية إلى جادة الشانزيليزيه، ملوحا للفرنسيين الذين انتشروا على جانبي طريقه. وأنهى مساره إلى قوس النصر راجلا حيث وضع الزهور على نصب الجندي المجهول الذي أقيم تكريما للجنود القتلى في الحرب العالمية الأولى، قبل أن يختلط بالحشود. ويفترض أن يعين ماكرون بسرعة رئيسا للوزراء، الاثنين على الأرجح بحسب ما أفاد مقربون منه، قبل تشكيل حكومة في أولى الامتحانات لقدرته على المصالحة. وفي إشارة إلى رغبته إحياء المحور الفرنسي الألماني، اختار الرئيس الذي سيتوجه إلى ألمانيا في أول رحلة له إلى الخارج الاثنين، سفير فرنسا الحالي في ألمانيا فيليب إتيان (61 عاما) مستشارا دبلوماسيا له. وبعد ولاية طبعتها شعبية متدنية قياسية أكد هولاند (62 عاما) الأحد أنه يسلم "فرنسا في وضع أفضل مما كانت عليه عندما تسلمها" هو من سلفه اليميني نيكولا ساركوزي في 2012.   فرانس24/ أ ف ب   نشرت في : 14/05/2017

مشاركة :