في تحليل ما قبل المباراة لتوضيح نقاط قوة وضعف الفريق الزامبي، تحدثنا تحديدا - في مواجهة يانج أفريكانز - عن معاناة زاناكو واستقباله هدفا وضرب دفاعه والانفراد في حالتين أخرتين عندما يكون للفريق كرة ثابتة، سواء ركلة حرة أو ركنية. فماذا فعل الجهاز الفني للأهلي في تلك الحالات، دفاع بجميع اللاعبين في منطقة الجزاء وعلى حدودها في الكرات الثابتة لفريق زاناكو. بل لاعب مثل بويمبيا عند متابعتك للفريق ستجده في كل الكرات الثابتة يسددها حتى لو كانت بعد خط المنتصف بأمتار قليلة فلماذا لا تستغل تلك الحالة في هجوم مرتد على دفاع ساذج مثل دفاع الفريق الزامبي (الذي وضحت قوة أحدهم فقط في الكرات العرضية غير السليمة أساسا من لاعبي الأهلي). وحالة مثل تلك، 8 لاعبين للأهلي يراقبون 4 من زاناكو مع وجود لاعب على القائم القريب وآخر على حدود المنطقة، أي أن الجميع في الخلف. يوهان كرويف، كانت له مقولة هامة عند مواجهة فريق يتمتع عناصره بقامات عالية، ويشكل خطورة في مثل تلك الكرات الثابتة، "عليك تثبيت ثلاثي هجومي لك في منتصف ملعبه ليضطر وقتها لإيقاف رباعي دفاعي معهم". مانويل جوزيه المدير الفني التاريخي للأهلي كان قد فعل ذلك الأمر في مواجهة النجم الساحلي في تونس وفي مواجهات أخرى مثل كوتوكو وأسيك وحتى الزمالك نجح في هز شباكهم جميعا باستغلال تمريرة طولية للاعبيه واستغلال تقدم دفاع الخصم في الكرة الثابتة. على النقيض تماما زاناكو في مواجهة 6 لاعبين للأهلي بـ8 مدافعين ويقف لاعب على حدود المنطقة وأخر في منتصف ملعب الأهلي. على الجانب الآخر أيضا عمل فريق زاناكو على الضغط على ثلاثي عمق وسط الملعب في الأهلي لمنع بناء اللعب. وكي تتخلص من هذا الضغط، فأنت أمام بعض الأفكار منها عودة عمرو السولية أو حسام غالي بين قلبي الدفاع، وقتها لن يتقدم لاعب الارتكاز لرقابته وترك مساحة في وسط ملعبه. الفكرةالأخرى هي ما يقوم به الأهلي دائما في مبارياته، انضمام الجناحين ميدو جابر وجونيور أجاي للعمق بين الخطوط لتوفير حلول أكبر للتمرير وهذا لم يحدث وكان أفضل من يقوم به في مباريات الدوري هو وليد سليمان الذي لم يبدأ المباراة وحينما شارك أظهر خطورة أكبر للفريق. فريق زاناكو كانت به العديد من الثغرات التي لم يستغلها الأهلي مطلقا فكان كثيرا ما يخرج أحد قلبي الدفاع لوسط الملعب بدون جدوى ويترك ثغرات في خط الدفاع. ولكن لم يحسن ميدو جابر وكوليبالي استغلال هذه الحالة. وهذا ما وضح أيضا في تحليل ما قبل المباراة. ولكن الأهلي اعتمد أكثر على الكرات العرضية دون تعديل داخلي بتحول أجاي لمهاجم ثان مع كوليبالي وعودة السعيد لمنتصف الملعب، هذه الحالة نموذج لما كان يجب على حسام البدري القيام به، السعيد في الوسط يصنع اللعب لأجاي الذي يتحول مهاجم ثان بالعمق يتحرك للخلف ويسحب معه قلب الدفاع والظهير فتظهر المساحة ليمرر بها السعيد لكوليبالي ولكنه سددها بجوار القائم. عند المعاناة من انخفاض مستوى العديد من اللاعبين فالحل الأمثل هو استغلال الكرات الثابتة سواء لك أو للخصم وهو ما لم ينجح به الجهاز الفني للفريق رغم أنه كاد يخطف المباراة في الدقائق الأخيرة لولا إضاعة كوليبالي للفرصة التي صنعها السعيد مع أحمد فتحي من كرة ثابتة أيضا.
مشاركة :