قبل أقل من أسبوع على إجراء الانتخابات الرئاسية الإيرانية، حظي الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني، الذي يستعد لخوض المنافسة من أجل فترة رئاسية ثانية، على دعم قائد المعسكر الإصلاحي الرئيس الأسبق محمد خاتمي، الذي يواجه حظرا إعلاميا. وأعلن خاتمي تأييده للرئيس روحاني في تسجيل مصور، نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، داعيا الناخبين إلى التصويت له في الانتخابات التي ستجرى الجمعة المقبلة. وقال إن «حكومة روحاني كانت ناجحة، رغم جميع القيود والمشاكل والتوقعات الكبيرة»، مضيفا: «علينا جميعا التصويت لروحاني، لحرية الفكر، والحوار المنطقي، والتصرف طبقا للقانون، ومراعاة حقوق المواطنين، وتطبيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية». وأشاد بالحكومة التي تمكنت من السيطرة على التضخم، الذي كانت نسبته تتجاوز 40 في المئة عام 2013، قبل أن يبلغ 9.5 في المئة خلال فترة حكم روحاني، إضافة إلى «الخطوات التي اتخذت ضد الركود». وأشار خاتمي، في الفيديو الذي نشر على حسابه بموقع تليغرام، إلى أن «العديد من المسائل تم حلها، لكن المسائل الأكبر لا تزال قائمة، وعلينا جميعا المساعدة على حلها». في إشارة إلى ارتفاع معدل البطالة في السنوات الـ4 الماضية. وواجه خاتمي حظرا إعلاميا خلال السنوات القليلة الماضية، إثر دعمه «الحركة الخضراء» في 2009، حين تظاهر عشرات الآلاف رفضا لإعادة انتخاب الرئيس المحافظ المتشدد آنذاك محمود أحمدي نجاد. وحذر خاتمي كذلك الناس من تصديق «الوعود التي لا أساس لها»، والتي يطلقها منافسو روحاني المحافظون، والذين تعهدوا بزيادة الأموال التي سيوزعونها على الأكثر فقرا، واستحداث ملايين فرص العمل الجديدة خلال السنوات الأربع المقبلة. وفي عام 2016، نشر تسجيل مصور كان له دور حاسم في مساعدة المرشحين المؤيدين لروحاني على الفوز على المحافظين المتشددين في انتخابات البرلمان ومجلس خبراء القيادة. وعرف الفيديو باستخدامه عبارة «أكرر». وقال خاتمي أمس: «هذه المرة عليكم أنتم أن تكرروا، كرروا التصويت للعزيز روحاني، لتدعموا الأمل بالمستقبل». وعام 2013، ساعد خاتمي الرئيس الحالي على الوصول إلى سدة الرئاسة، عبر إقناعه الإصلاحي محمد رضا عارف بالانسحاب في اللحظة الأخيرة لمصلحة روحاني. ومن غير المعلوم ما إذا كان خاتمي سيقدم على خطوة مماثلة هذه المرة من خلال إقناع الإصلاحي إسحق جهانغيري، وهو النائب الأول للرئيس، بالانسحاب من السباق الرئاسي. وجاء دعم خاتمي لروحاني غداة تجمع كبير لأنصار التيار الإصلاحي في ملعب آزادي في مدينة طهران، مساء أمس الأول، حيث اجتمع روحاني بنحو 15 ألفا من مؤيدي خاتمي ومير حسين موسوي ومهدي كروبي، وقام الجمهور برفع شعارات «الحركة الخضراء». وجدد روحاني وعده بمحاولة إخراج زعماء «الحركة الخضراء» المعتقلين، ووجه انتقادا مبطنا للمرشد علي خامنئي، وصحح كلامه في المناظرة الانتخابية الأخيرة التي قال فيها إنه سيرفع جميع العقوبات الدولية المفروضة على طهران، بإضافة انه سيقوم بهذا العمل بمساعدة المرشد، في تصريح فسر على أنه يعني أن «بالإمكان رفع جميع العقوبات عن إيران، وحل جميع مشاكل البلاد إذا دعم المرشد خطى روحاني، وإذا لم ترفع العقوبات فإن التقصير يقع على عاتق المرشد». إلى ذلك، وبعد أن أعلن المولوي عبدالحميد، أحد رموز السنة في إيران، دعمه روحاني في الانتخابات مقابل دعم بعض زعماء السنة الأقل حضورا لرئيسي، أعلنت لجنة الشورى الاستراتيجية للسنة أمس دعمها لقرار المولوي ولروحاني. وقالت اللجنة، في بيان، إن 15 شخصية دينية وجامعية سنية من 13 محافظة تشكلت باسم «الشورى الاستراتيجية للسنة» لمفاوضة المرشحين الرئاسيين على شروط وطلبات «أهل السنة» في البلاد، مبينة ان قرارها جاء بعد أن أجرت اجتماعات منذ الأحد الماضي مع المرشحين. في المقابل، اتهم المرشح الأصولي الأبرز إبراهيم رئيسي روحاني بالنفاق، وقال إنه يدعي أمام أنصار خاتمي انه طلب من السلطة القضائية إعطاءه قرار منع نشر صور وكلام خاتمي في وسائل الإعلام «ولم يتسلم جوابا»، رغم أنه يعلم أن قرار المنع تم اتخاذه من قبل المجلس الأعلى للأمن القومي، وهو الآن رئيس هذا المجلس، حيث يستطيع إلغاء القرار، لكنه لا يقوم بهذا لمصالحه الخاصة، ويريد فقط اللعب بمشاعر الجمهور الإصلاحي الموالي لخاتمي واستغلالهم.
مشاركة :