تميزت فترة رئاسة فرانسوا هولاند لفرنسا بمستويات متدنية لشعبيته وتذمر اجتماعي كبير وصل لحد التذمر والانقسام داخل فريق الرئيس وحزبه. فما هي أهم الأحداث التي طبعت فترة حكم هذا الرئيس الاشتراكي؟ شهدت ولاية الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند التي انتهت الأحد، اعتداءات غير مسبوقة، وتذمرا اجتماعيا من مسار واجه معارضة من فريقه نفسه. في ما يلي أبرز محطات ولايته التي استمرت خمس سنوات: اعتداءات جهادية أسفرت مجموعة من الاعتداءات غير المسبوقة والتي أعلنت مجموعات جهادية مسؤوليتها عنها أو أوحت بها، عن 239 قتيلا منذ كانون الثاني/يناير 2015، فكانت الاعتداءات الأشد دموية في التاريخ الفرنسي الحديث. وبعد الاعتداءات الأولى التي استهدفت مكاتب مجلة "شارلي إيبدو" الأسبوعية الساخرة، والشرطة ومتجرا لبيع اللحوم الحلال، تظاهر أكثر من 3,7 ملايين شخص في كل أنحاء فرنسا في 11 كانون الثاني/يناير 2015. وبدعوة من فرانسوا هولاند، وفي خطوة غير مسبوقة، شارك حوالى خمسين رئيس دولة وحكومة في مسيرة في باريس. وفي 13 تشرين الثاني/نوفمبر من السنة نفسها، زرع ثلاثة قادة جهاديين الموت عندما هاجموا أماكن قريبة من ستاد دو فرانس قرب باريس، ومقاهي ومطاعم وقاعة الحفلات في مسرح باتاكلان في العاصمة الفرنسية. وقال هولاند "نحن في حالة حرب". واتخذ على الفور قرارا نادرا بإعلان حالة الطوارئ، وأقنع النواب بالتصويت على عدد كبير من قوانين مكافحة الإرهاب. عمليات عسكرية خاض فرانسوا هولاند الحرب منذ كانون الثاني/يناير 2013، من خلال تدخل الجيش الفرنسي في مالي. وتوقف تقدم المقاتلين الإسلاميين الذين كانوا يسيطرون على شمال البلاد. وفي كانون الأول/ديسمبر 2013، تدخلت القوات الفرنسية في أفريقيا الوسطى وكان الهدف من العملية إعادة الأمن إلى هذا البلد الذي يواجه أعمال عنف على خلفية دينية. قبل ذلك بأشهر، أراد فرانسوا هولاند أن يتدخل في سوريا بعد سنتين من اندلاع الحرب فيها. لكنه تراجع عن توجيه الضربات بسبب رفض الرئيس الأمريكي باراك أوباما تأييده. وشنت فرنسا في خريف 2015، أولى غاراتها في سوريا، في إطار تحالف دولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". وفي العراق، تشن فرنسا غارات وتقوم بمهمات استطلاع ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" منذ أيلول/سبتمبر 2014. زواج المثليين في 23 نيسان/أبريل 2013، أقرت الحكومة نهائيا القانون الذي يجيز زواج المثليين وتبني الأطفال. وقسم هذا القانون المجتمع وتسبب بنقاشات حامية استمرت شهورا وبتظاهرات صاخبة لمعارضيه. نزع الجنسية بعد اعتداءات 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 (130 قتيلا)، أخذ فرانسوا هولاند باقتراح لليمين واليمين المتطرف يقضي بتعديل الدستور ليشمل نزع الجنسية من ذوي الجنسية المزدوجة المدانين بالإرهاب. وبعد جدال طويل أدى إلى انقسام فريقه، تخلى هولاند نهائيا عن المشروع في أواخر آذار/مارس 2016. اتفاق حول المناخ زاد هولاند الذي انصرف متأخرا إلى الاهتمام بالمشاكل البيئية، جهوده لإقناع قادة العالم بتوقيع اتفاق يستهدف احتواء الاحتباس الحراري ما دون درجتين مئويتين بالنسبة إلى مستوى ما قبل الفترة الصناعية. ووقع 195 بلدا هذا الاتفاق التاريخي في باريس في كانون الأول/ديسمبر 2015. تدابير اقتصادية في كانون الثاني/يناير 2014، أعلن هولاند عن خطوة كبيرة لمصلحة الشركات، لكن قسما من اليسار وخصوصا "متمردي" الحزب الاشتراكي، وهم الجناح اليساري في الحزب، احتجوا بشدة على الإعلان عن تدبير ينص على خفض 30 مليار يورو من مساهمات أصحاب العمل الاجتماعية، في مقابل زيادة الوظائف. وشهد 2016 خطوة مماثلة من خلال مشروع قانون لإصلاح قانون العمل. واحتج عليه "المتمردون" الاشتراكيون أنفسهم، مع آخرين من اليسار، وأثار مشروع القانون اضطرابا وصل حتى إلى الشارع. لكن القانون أقر أخيرا بصعوبة في الصيف. حياة خاصة صاخبة سخر فرانسوا هولاند من استعراض الحياة الخاصة لسلفه اليميني في الإليزيه نيكولا ساركوزي، وأقسم على أن يكون "نموذجيا". لكن مجلة شعبية كشفت في 10 كانون الثاني/يناير 2014 عن العلاقة بين هولاند والممثلة جولي غاييه. وأعلن بعد خمسة عشر يوما، "نهاية حياته الخاصة" مع صديقته الرسمية فاليري تريرويلر، التي نشرت بعد خمسة أشهر كتابا فضحت فيه أسرارا بعنوان "شكرا لهذه اللحظة" شوهت فيه صورة رئيس الدولة. تراجع عن الترشح في الأول من كانون الأول/ديسمبر 2016، أعلن فرانسوا هولاند تراجعه عن الترشح لولاية جديدة. وهو قرار غير مسبوق لرئيس في السلطة منذ الجمهورية الخامسة في 1958. فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 14/05/2017
مشاركة :