السلام عليكم... انتهت او لنقل انهيت الخلافة الأسلامية العثمانية عام 1919 ميلادية لأسباب يعرفها الجميع وليرتقي عرش تركيا رجل بلغ به الحقد على الأسلام والمسلمين ابلغ مداه...ذلكم هو كمال اتاتورك الذي علمن كل مفاصل الدولة وحارب الأسلام بشتى الوسائل بدأ من تغيير مفردات واحرف اللغة الى رفض حجاب المرأة مرورا بأغلاق المساجد والجامعات الأسلامية في كل تركيا... وما ان هبت رياح الديموقراطية على استحياء في تركيا طمعا في الدخول كعضو رسمي في الأتحاد الأوربي حتى تعاقب على تركيا عدد من الرؤساء الصوريين بينما الحاكم الفعلي كان الجيش وعناصره الذين تبنوا النهج الكمالي الأتاتوركي في تسيير امور البلاد والعباد واسقطوا بسرعة الحزب الأسلامي المنتصر بزعامة نجم الدين اربكان رحمه الله ...ولكن الشعب التركي المسلم ظل صابرا ومحتسبا حتى العام 2002 ميلادية عندما فاز ابناء نجم الدين بالأنتخابات وتولى حزب العدالة والتنمية بقيادة الزعيم الفذ / رجب طيب اردوغان رئاسة الحكومة هناك... وخلال عقد من الزمن اصبحت تركيا واحدة من اكبر الأقتصادات في العالم وتحولت من دولة مدينة لصندوق النقد الدولي الى دولة دائنة له...وتضاعف دخل الفرد ليكون قريبا من دخل نظيره الأوربي ...لقد قضى على الفساد وسرقة المال العام وانهى احتكار الجيش للسلطة ونافح عن قضايا العرب والمسلمين كما لم يفعل العرب والمسلمون انفسهم... ثم يأتينا احدهم وهو -مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- في إحدى الندوات منذ أيام، بكلام عجيب وغريب وصغير في حق دولة تركيا، ورئيس وزرائها...كلامٌ غير مسؤولٍ ومرفوض جملة وتفصيلا وحري به الا يصدر عن مدير صرحٍ علمي كبير في المملكة العربية السعودية، وفي حق دولة من أكبر وأهم الدول الإسلامية، ورئيسِ وزراءٍ من أعظم رؤساء الوزارات وأعلاهم مكانة في تاريخ الأمة الحديث... حين قال: إن تركيا أشد دول أوروبا فسادا وفجورا وبعدا عن دين الله - عزّ وجلّ، واصفا تركيا بأنها الدولة الفاجرة الفاسدة الفاسقة... من الصعب علينا تصور ان يقال هذا في ندوة او مؤتمر وامام الحضور والضيوف ووسائل الأعلام وأن يتهم زوراً وبهتاناً وحقدا رئيس وزرائها المسلم المعروف باستقامته وجهاده الطويل في نشر الفضيلة وترسيخها في الحياة التركية، والذي نال أعلى جائزة في المملكة العربية السعودية لخدمة الإسلام، تقديراً لجهوده وإنجازاته الإسلامية، بأنه فاسدا وفاجرا متناسيا هذا -المدير- أن تركيا دولة مسلمة شقيقة تربطها بالمملكة أقوى الروابط وأمتنها، وأن هناك الالاف من اخواننا الأتراك المسالمين يعيشون بيننا دون ان نسمع ادنى مشكلة امنية او اخلاقية صدرت عنهم ومثل هذا الكلام التافه لا شك يزعجهم...ودون ان يضع هذا -المدير- في اعتباره الملايين الذين يقضون إجازاتهم في تركيا والذين يمكن أن ينعكس عليهم كلامه سلبا ! إن كلام -مدير الجامعة- كلام اجوف لا يمثل المملكة ولا قيادتها ولا شعبها الذي يكن لتركيا رئاسة وحكومة وشعبا كل الحب والأحترام ومثل هذه الشطحات تسيء إلى قيادة وشعب المملكة العربية السعودية وتسيء الى العلم والعلماء وتعطي صورة وانطباعاً غير صحيحين على الإطلاق عن المملكة وعلمائها والفكر السائد فيها... والحمد لله أن كل مثقف ومطلع ولو قليلا يعلم أن القيادة السعودية والشعب السعودي يحملان كل التقدير والاحترام لتركيا وللشعب التركي الشقيق، وأن الروابط الوثيقة بين المملكة العربية السعودية وتركيا أعمق وأوثق من أن يؤثر فيها مثل هذا الكلام المستهجن وغير المسؤول... واعتقد بأنه ان الأوان لمثل هذا الفكر في مؤسساتنا التعليمية ان يتنحى او ينحى... والله من وراء القصد ...
مشاركة :