«دهاليز الظلام» تُعرّي «الإخوان» وتكشف تاريخهم الملوث بالدماء

  • 5/15/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عرضت شبكة قنوات تلفزيون أبوظبي، التابعة لأبوظبي للإعلام، أمس، أولى حلقات السلسة الوثائقية «دهاليز الظلام» من إنتاج تلفزيون أبوظبي التي تطرح جميع التفاصيل المتعلقة بالتنظيم السري لجماعة الإخوان المسلمين في دولة الإمارات، وتقدم أدلة دامغة، وتسجيلات، واعترافات حصرية تعرض للمرة الأولى عن الجرائم التي قام بها التنظيم، ومخططاته في الدولة.وتقدم السلسلة الوثائقية التي تتألف من أربعة أجزاء، وتعرض على شاشة قناة أبوظبي، سرداً تاريخياً عن التنظيم منذ نشأته، وتكوينه، وطرق تجنيد أفرداه، فضلاً عن سبر أغوار عالمهم السري، وحقيقة ولائهم وبيعتهم لمرشد الجماعة، مروراً بالربيع العربي، وانتهاءً بالقبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة.وذكرت انه في صيف يوليو/تموز عام 2012 استيقظ الإماراتيون على خبر غريب أثار في النفوس كل علامات الصدمة عن القبض على مجموعة من جماعة الإخوان المسلمين في الإمارات.وبحسب التقرير، قال الإعلامي محمد الحمادي، إن القبض على هذه المجموعة في ذلك الوقت، كان صدمة حقيقية للمجتمع الإماراتي، لأنه اكتشف أن هناك مجموعة من المواطنين يعملون ضد الدولة.وتطرقت الحلقة إلى بداية نشأة التنظيم في عشرينات القرن الماضي، في مصر تحديداً، حيث كانت ولادة هذه الجماعة على يد حسن البنّا، عام 1928، فكان مرشدها الأول وهو من أوهم تابعيه بكفر الأمة، وغياب الإسلام، وأن الله سخره ليعيد الإسلام إليها.ويقول وسيم يوسف (داعية) إن حسن البنّا استغل مسألة استرداد الخلافة، ورشح نفسه ليكون الخليفة للمسلمين والمؤمنين.وبدأت الجماعة عملها بوصف نفسها بالإصلاح بعد أن قسمت المجتمع إلى قسمين: الإيمان والإصلاح المتمثل بهم، ومجتمع الباطل المتمثل بسائر المجتمع.وفي هذا يقول الدكتور علي بن تميم، (أكاديمي وإعلامي): قسموا المجتمعات بدار الكفر، وهي كل المجتمعات، ودار الإيمان، وهي المجتمعات التي يدّعون إلى الهجرة إليها. تقول عائشة الرويمة (عضوة تائبة من تنظيم الإخوان) انهم يرون أنفسهم أوصياء على العالم، ومن يدخل الجنة والنار، وانتماؤهم للتنظيم وليس للإسلام.كما يشير علي راشد النعيمي، إلى انهم دائماً في أية دولة يكونون فيها، يسيئون إلى الرموز، والمؤسسات الوطنية في تلك الدولة.وتطرق التقرير إلى مقولة حسن البنا «إن كل مسلم لا يؤمن بهذا المنهاج ولا يعمل لتحقيقه، لا حظّ له في الإسلام». وفي تلك الفترة دعت جماعة الإخوان إلى حمل السلاح، والاستعداد لقتال من لا يستجيب لدعوتهم.ويقول الدكتور علي بن تميم، إن هذه المجموعة الحزبية للإخوان متصلة بمجموعات حزبية عالمية أخرى ظهرت في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، تحت مسميات أخرى مختلفة، ولكنها في النهاية يجمعها مصطلح واحد وهو الإخوان، أو الأخوي، ففي ألمانيا ظهر تنظيم بين عامي 1922 و1945 ما يعرف ب«شباب هتلر»، وهي جماعة للحزب النازي، فضلاً عن جماعة «الشبيبة الفاشية» التي ظهرت بين عامي 1926 و1937، وهي لا تختلف عن جماعة هتلر، ولا تختلف عن تنظيم الإخوان، وفي إسبانيا حزب الكتائب في الثلاثينات، فالعامل المشترك بين كل هؤلاء هو مسمى الأخوية، أو الإخوان.وعن وجه الخلاف بين جماعة الإخوان وغيرهم، بحسب كلام البنا، انهم يرون وطنهم العقيدة، ووطن غيرهم التخوم الأرضية والحدود الجغرافية، وانه لا إسلام إلا بجماعة السمع والطاعة.ويقول وسيم يوسف، لا عجب أن حسن البنا في حزبه لا ينظر إلى العقيدة أو المنهج، وإنما قائم على السياسة والوصول إلى الحكم.وتطرق الدكتور خليفة السويدي، إلى أن التنظيمات الإرهابية منها جماعة الإخوان المسلمين، تقوم على قاعدة هدم وازدراء الدولة الوطنية.وسرد البرنامج بدء الصراع مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بمحاولة اغتياله عام 1954، واستمر الصراع بينهما حتى عام 1965، ما أدى إلى اعتقال كثير من أعضاء التنظيم، وظن الجميع أن ما حدث هو نهاية التنظيم.وفي ذلك الوقت كانت معالم المعاناة قد تمكنت من العالم العربي، حيث كان السكان يعيشون حياة قاسية بقلوب مؤمنة بالله والقدر، إلى أن تفجرت خيرات هذه الأراضي بظهور الذهب الأسود، وهنا ذهبت أبصار المتربصين حينها إلى تلك المنطقة، لنشر أفكارهم المسمومة، إضافة إلى تمويل تنظيمهم خلف ستار الدين.ويقول الدكتور علي النعيمي: كان الهروب إلى دول الخليج، ملاذاً إلى وجود فرص عمل لهم، ومن ثم توغلوا في التعليم وسيطروا عليه في كل دول الخليج.وفي منتصف ستينات القرن الماضي وصل رجل إلى الإمارات، وهو عبدالبديع صقر، ويعد أحد أعمدة «التنظيم الإرهابي للإخوان» الذي تشير بعض المصادر إلى أنه كان ضلعاً رئيسياً في تأسيس التنظيم في دولة الإمارات، كما اقترح صقر في ذلك الوقت مشروع إنشاء روضات تابعة للتنظيم للسيطرة على أفكار وعقول النشء منذ بدايتها.ويقول الدكتور خليفة السويدي، كل من جاء إلى الإمارات وتكلم في الدين، كانت دولة الإمارات ترحب به لحسن نواياها، سواء كان من أبناء الدولة أو من خارجها.وقد أنشأ عبدالبديع صقر أول منشأة تعليمية تابعة للتنظيم، وتم استغلالها لترسيخ فكر التنظيم في الإمارات، ففي عام 1971 أفرج الرئيس الراحل أنور السادات عن مجموعة من أبناء «التنظيم» وكان من بينهم حسن إسماعيل الهضيبي، المرشد الثاني لتنظيم الإخوان، حيث عمل الهضيبي على إعادة هيكلة التنظيم وتشكيل لجنة لهم في دولة الإمارات، وتعيين أعضاء إماراتيين في مجلس شورى الإخوان، وكانت تلك البداية لمرحلة جديدة لترتيب الصفوف والتآمر على الإمارات.وتطرق التقرير إلى حديث الراحل أنور السادات، عندما قال «أنا طلعت غلطان.. كان لازم أخليهم مكانهم».وكان لطلبة الإمارات العائدين من مصر دور كبير في نشر الفكر الإخواني، حيث تم تجنيدهم هناك، والسيطرة عليهم بأفكار التنظيم الهدامة.وكان هذا التغلغل يحتاج إلى مظلة أو كيان، وتم تنظيمه عام 1974 في الإمارات.يقول الدكتور علي النعيمي، جزء من منهجية الإخوان المسلمين في منطقة الخليج كان إنشاء جمعيات النفع العام، حيث تقدم مجموعة من رجال الرأي العام والوجهاء بطلب إنشاء جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي، وكانت أداة من أدواتهم لتغلغل التنظيم في الدولة.ويقول الدكتور خليفة السويدي، استخدامهم لكلمة إصلاح لأنها كانت محببة، ولا يختلف عليها اثنان، ويتم من خلالها استقطاب الشباب.وجاء في التقرير أن التنظيم جذب الجميع بما فيهم النساء، اللاتي كان لهن دور كبير في نشر الفكر الإخواني، في المجتمع، وداخل الأسر.وتقول موزة غباش، في لحظة من اللحظات أصبحت القياديات الإخوانيات أكثر من الرجال، وأصبحت هناك جماعات إخوانية تدخل البيوت وتعقد مجالس تستهدف نشر الفكر المتطرف.كما تطرق التقرير إلى أصل التكفير داخل التنظيم، الذي يعود إلى سيد قطب، الذي أسس له في كتابه، معالم على الطريق، وقد استلهم هذا المصطلح من أبوالأعلى المودودي، المعتمد على التفكير.وتقول موزة غباش، إنها كانت تدرس في جامعة الإمارات، وتقول الجماعة عنها إنها والقيادات المتعلمة «كافرة».وذكر التقرير أن أعضاء الجماعة لم يكتفوا باستخدام مقار جمعيات الإصلاح في استقطاب أعضاء جدد، بل قاموا باستهداف مؤسسات التعليم والمراكز الكشفية، بعد أن استحوذوا على مناصب قيادية فيها.يقول علي النعيمي، الإخوان طوعوا هذه المؤسسات لخدمة التنظيم، مشيراً إلى أن وزير التعليم ورئيس جامعة الإمارات، كان ينتمي إلى التنظيم، كما استغلوا مناصبهم لتعيين الكثير من أفراد التنظيم داخل تلك المؤسسات، حيث تمكنوا من السيطرة على لجنة المناهج التعليمية، وأصدروا 120 مقرراً دراسياً، واعتبر الإخوان ذلك إنجاراً تاريخياً لهم.وبحسب التقرير، في عام 1987 تفاجأ التنظيم بقرار من القائم بأعمال وزير التربية والتعليم، بنقل 25 موظفاً من إدارة المناهج إلى جهات أخرى، وكان ذلك قراراً رحيماً.وبعد ذلك توجه التنظيم إلى سلاح الإعلام، الذي تم من خلاله بث سمومه، وذلك من خلال إصدار مجلة الإصلاح.وتطرق التقرير إلى سيطرة التنظيم على اللجان الطلابية داخل جامعة الإمارات عام 1977، وبعد أن تأسس الاتحاد الوطني عام 1981 اشتعل صراع شرس بين التنظيم الإرهابي الإخواني وبقية الطلاب، حيث تمكن الإخوان من السيطرة على الاتحاد بوسائل غير شريفة، إضافة إلى جمع التبرعات باسم الفقراء، إلا أنها كانت تذهب إلى التنظيم الإخواني، وليس إلى الفقراء. 147 مليون مشاهدة تصدر هاشتاج «دهاليز الظلام»، ترند «تويتر» في الإمارات، لليوم الثاني على التوالي، محققاً 147 مليون مشاهدة، وذلك تزامناً مع عرض الحلقة الأولى من البرنامج الوثائقي، الذي يحمل هذا الاسم على قناة أبوظبي. وانطلق بث الجزء الأول من البرنامج في تمام 9:30 مساء أمس على قناة أبوظبي، بعنوان: «البدايات وجذور التآمر»، وقدمت الحلقة الأولى سرداً تاريخياً عن جماعة «الإخوان المسلمين»، وكيفية نشأة التنظيم السري، وبداياته في دولة الإمارات. «الاستقطاب والبيعة» غداً تبث شبكة قنوات أبوظبي الجزء الثاني من سلسلة دهاليز الظلام غداً الثلاثاء، بعنوان: دهاليز الظلام «الاستقطاب والبيعة». أما الجزء الثالث فسيعرض يوم الأحد 21 مايو/أيار الجاري، بعنوان: دهاليز الظلام «سقوط الأقنعة»، وسيعرض الجزء الرابع والأخير يوم الثلاثاء 23 من الشهر الجاري، تحت عنوان: دهاليز الظلام «عدل في وضح النهار». والسلسلة أعدها ويقدمها حمدي ياسين، وهي من إخراج عمر إبراهيم، وإنتاج تلفزيون أبوظبي، وستعرض في الحلقات اللاحقة تسجيلات واعترافات حصرية تعرض للمرة الأولى عن الجرائم التي قام بها التنظيم ومخططاته.

مشاركة :